«إكسير الحب» في لبنان أوبرا دونيزتي بمشاركة أوركسترا باليرمو

نشر في 04-08-2016
آخر تحديث 04-08-2016 | 00:04
«إكسير الحب» أوبرا دونيزتي التي عرضت للمرة الأولى عام 1832، تعتبر الأكثر طلباً للعرض في أنحاء العالم، وهي كوميدية خفيفة، تنتمي إلى ما يعرف بمرحلة الصوت الجميل في الأوبرا الإيطالية. وبعدما قدمت في أنحاء العالم وفي بلدان عربية من بينها مصر وفي دار الأوبرا السلطانية في مسقط، حطت هذه الأوبرا رحالها في لبنان، تحديداً في الجامعة الأنطونية، وهي إنتاج مشترك بين الجامعة والكونسرفتوار الوطني للموسيقى، وتتناول مقاربة لأسطورة تريستان وإيزولد.
شارك في الأوبرا نحو سبعين فناناً بين مغنّ وعازف من تلامذة الغناء في المعهد الوطني العالي للموسيقى وأوركسترا جيوفانيلي ميديترانيا– باليرمو، إضافة الى جوقتي الجامعة والكونسرفتوار. وقد أدّى التينور ماركو تشابوني الحائز الجائزة الأولى في مسابقة (2015 Voce Verdiane ) دور نيمورينو، السوبرانو ميرا عقيقي دور أدينا، سيزار ناسي دور دولكامارا، فرانشيسكو فولتاجيو دور بلكور، فديريكا فالديتا وماريا ضو دور جيانيتا. أما الادارة الموسيقية فللأب توفيق معتوق ووقّع السينوغرافيا ايمانويل سنيسي.

الأوبرا من توقيع المخرج روبرتو كاتالانو، وقد اختار أن يضع النصً في حقبة الستينيات، فجاءت الأكسسوارات والديكورات متلائمة، أمّا أحداث القصّة فدارت في شقّة في مانهاتن، وتحوّلت أدينا الى طالبة أتت الى نيويورك سعيا لاستكمال دراستها في حين تحوّل نيمورينو الى عامل بناء.

تتمحور الأوبرا حول «أدينا»، أجمل وأغنى عذراء في القرية التي تبدو مترددة ومتقلبة و«نيمورينو» الخجول الذّي لا يجرؤ على مصارحتها بحبه لها، وما زاد في يأسه، مشاهدته لزير النساء الرقيب «بيلكور» وهو يغازل حبيبته. على أمل الفوز بقلبها، يلجأ الى الطبيب الدجال «دولكامارا» الذّي يعطيه إكسير الحبّ العجيب مقابل كل ما تبقى لديه من نقود. أدينا التي تختار الزواج من رجل آخر تدرك في نهاية الأمر أنها تحبّ نيمورينو رغم كل شي.

تعتبر «إكسير الحب» إحدى أواخر الأوبرات الكوميدية في نهاية العصر الذهبي للأوبرا الإيطالية، أو ما يسمى الأوبرا الكوميدية، وتتميّز بعناصر ثلاثة: قصة حب، كوميديا وموسيقى جميلة، فضلا عن تضمنها «دمعة مخفية» إحدى اشهر الأغاني الأوبرالية حول العالم.

تجدر الاشارة الى أن الجامعة الأنطونيّة التي أخذت على عاتقها مهمة تقديم فنّ راق يسمو بالإنسان، سبق أن قدّمت بالتعاون مع مؤسسات عدّة أعمالا مسرحية ثلاثة ضمن «اوبرا استديو» قرنت بين متعة المشاهدة وجودة الفكرة وهي:

Le Barbier de Séville ، Cosi Fan Tutti ،Les Noces de Figaro

دونيزتي

دومينيكو غايتانو ماريا دونيزتي (29 نوفمبر 1797 - 8 أبريل 1848)، مؤلف موسيقي إيطالي، كتب 73 أوبرا، تمحورت في معظمها حول شخصيات تاريخية (لوكرسيا بورجيا وآنا بولينا وماريا ستيوارد) أو شخصيات من روايات لـ شيلر وهوغو ووالتر سكوت... وتميزت بابتعاده عن وجود الكورس. في نهاية حياته الف أوبرا ثابتة من دون مقاطعة لغناء مقطوعات محددة.

نالت أعماله شهرة عالمية وما زالت تقدم على أضخم المسارح وتلقى رواجاً. يعتبر دونيزتي مع فينشينسو بيليني وجواكينو روسيني من أبرز رواد أوبرا «الصوت الجميل»... تتسم أعماله بمنحى استعراضي ولا تتطلب التفكير بعمق. من أبرزها إلى جانب «إكسير الحب»:

«عروس لامرمور» لوالتر سكوت، أوبرا عاطفية تتمحور حول الخصومة الطويلة بين عائلات لامرمور ورافتوود والحب بين لوسيا أخت رئيس لامرمور، وإدغاردو، رئيس رافتوود، الذي ينتهي نهاية مأساوية. تعتبر الأوبرا من انجح الأعمال الأوبرالية الرومنسية.

«ابنة الكتيبة» إحدى أنجح أعمال دونيزتي أيضاً، عرضت 44 مرة في عامها الأول في باريس. تركز على أن الحب هو المنتصر، وتزخر بأفكار تعلق في ذهن المتفرج، كونها ممتعة وشيقة وجميلة وحالمة...

دون باسكال (1843)، أوبرا كوميدية كتبها دونيزتي في وقت متأخر، وأراد من خلالها ابتكار نوع من كوميديا ديلارتي الأوبرالي. تتمحور حول رجل مسن يبحث عن زوجة شابة، وتتميز بسلاسة في الحوار والموسيقى.

«إكسير الحب» تعتبر إحدى أواخر الأوبرات الكوميدية في نهاية العصر الذهبي للأوبرا الإيطالية أو ما يسمى الأوبرا الكوميدية
back to top