غارات موسكو تبطِّئ ولا تُوقف تقدم «فصائل حلب» لفك الحصار

• معارك طاحنة تودي بعشرات القتلى
• المعارضة ترفض مقترحاً أممياً لتعيين 3 نواب للأسد

نشر في 03-08-2016
آخر تحديث 03-08-2016 | 00:12
ألقت روسيا بثقلها لوقف تقدم كتائب المعارضة في حلب، ومنع طيرانها قوات الرئيس السوري بشار الأسد من الانهيار أمام أعنف هجوم تواجهه منذ خسارتها ثاني أكبر مدن سورية في عام 2012، في تصعيد وضع استئناف مفاوضات «جنيف3» المقررة هذا الشهر على المحك، ودعا وزير الخارجية الأميركية إلى التلميح بفشلها قبل أن تبدأ.
شنّ الطيران الروسي غارات مكثفة قبيل فجر أمس على جنوب حلب لمؤازرة القوات النظامية السورية، مما أبطأ الهجوم الذي تشنه الفصائل المعارضة وبينها تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في محاولة لتخفيف الحصار عن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرتها في المدينة.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأن المعارك غير المسبوقة بعنفها، أسفرت عن مقتل 50 من الفصائل المقاتلة والعشرات من القوات الموالية منذ بدء الهجوم الأحد إضافة إلى 30 مدنياً في قذائف أطلقت على الأحياء الخاضعة لسيطرتها أمس الأول، مؤكداً أن الغارات الروسية المكثفة لم تتوقف طوال ليل الاثنين- الثلاثاء وسمحت لقوات النظام باستعادة السيطرة على خمسة مواقع من أصل ثمانية استولت عليها فصائل المعارضة ولم تعززها.

فرصة أخيرة

ويهدف الهجوم الكبير للمعارضة إلى استعادة حي الراموسة على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، مما يسمح لها بفتح طريق إمداد نحو الأحياء الشرقية وقطع الإمداد الرئيسي للقوات النظامية والمدنيين في الأحياء الغربية، وبالتالي منع سقوط المدينة بالكامل.

وبينما نبّه عبدالرحمن إلى أن «هذه المعركة هي الفرصة الاخيرة لمقاتلي المعارضة وإن خسروها فسيكون من الصعب فك الحصار»، كشف مصدر عسكري سوري أمس عن مشاركة نحو 5 آلاف مقاتل موال للأسد في المعارك إلى جانب القوات النظامية، إضافة إلى مقاتلين إيرانيين وعناصر من «حزب الله» اللبناني.

يوم حلب

وفي حمص، أطلقت غرفة عمليات الريف الشمالي صباح أمس معركة جديدة من محيط قرية الزارة بريف حماة الجنوبي، نصرة لمدينة حلب، أطلقت عليها اسم «اليوم يومك يا حلب»، سيطرت بعد ساعات قليلة من بدئها على عدة نقاط لقوات النظام، واستولت على عدد من الآليات الثقيلة، وقتلت العشرات من مقاتليها.

انتقام الروس

وفي إدلب، واصل سلاح الجو الروسي لليوم الثاني عملية الانتقام لمقتل خمسة جنود إثر اسقاط مروحية كانوا يستقلونها، في حادث هو الأكثر دموية لموسكو منذ بدء تدخلها في النزاع قبل عشرة أشهر، فقد ألقت طائرات مروحية في وقت متأخر من مساء أمس الأول براميل متفجرة تحمل غاز الكلور على مدينة سراقب بالريف الشرقي، مما أسفر عن إصابة أكثر من 33 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال بحالات اختناق، بحسب متحدث باسم الدفاع المدني السوري.

وفي وقت سابق، أمطرت الطائرات الروسية موقع سقوط المروحية في سراقب بأكثر من 33 غارة شملت أيضاً، وفق المرصد، قاعدة أبو ظهور الجوية، وأدت إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل بينهم طفلان.

كيري و«جنيف»

ومع تصاعد العنف، حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول على ضبط النفس، مشدداً على أنه «من الضروري أن توقف روسيا ونظام الأسد الهجمات، كما هو من مسؤوليتنا حض المعارضة على ألا تكون طرفا في هذه العمليات».

وألمح كيري إلى فشل مشروع العملية السياسية الانتقالية، الذي كانت المجموعة الدولية لدعم سورية حددت موعده في الأول من أغسطس ويهدف إلى انتقال سياسي خلال ستة أشهر وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً، قائلاً خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، «حدد هذا التاريخ في سياق التوافق على ان الاطراف المعنية ستتمكن من الحضور الى المباحثات وستباشر التفاوض على الفور، لكن بسبب الهجمات المستمرة لنظام الاسد وجدت المعارضة نفسها عاجزة عن الحضور الى جنيف للمشاركة في المفاوضات في حال لم تتوقف المواجهات».

تغيير المعادلة

وأضاف كيري: «منذ وقت إعلان هذا التاريخ حتى اليوم، حاولنا بانتظام التوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية، وهذه الأيام مهمة لتحديد ما إذا كان أي من نظام الأسد أو روسيا سيحترم توصيات الامم المتحدة أم لا»، موضحاً أن «المؤشرات مقلقة جداً، وسنرى خلال الساعات المقبلة ما إذا كان في إمكاننا تغيير هذه المعادلة».

مقترحات ديميستورا

إلى ذلك، كشف رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أسعد الزعبي عن رفض مقترحات تقدم بها المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، تقضي بتعيين ثلاثة نواب للأسد يتولون الأجهزة الأمنية والمالية والعسكرية مع تخفيض صلاحياته، مشيراً إلى أن هذه المقترحات إما إيرانية أو روسية، وكلها تميل لمصلحته.

وفي سلسلة تغريدات على «تويتر»، اعتبر الزعبي أن الأسد مجرم ويجب أن يحال إلى محكمة الجنايات، وأي خطة للحل تتضمن بقاءه تعد مخالفة لقرارات «جنيف1»، المرجعية الأساسية للحل في سورية، متهماً، في إحداها، الأمم المتحدة بالتآمر على الشعب السوري، فبدلا من أن تقدم المساعدات للمحاصرين تعمل على إفراغ مدينتي حلب وحمص من أهلهما.

اجتماع ثلاثي

وخلال اجتماع ثلاثي، استنكر كل من الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والفصائل العسكرية، القصف الروسي «الهمجي» للمناطق الآهلة بالسكان و»الحصار الغاشم للميليشيات التابعة لإيران وقوات النظام على مدينة حلب وغيرها من المدن والبلدات»، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك فوراً لوقف الحملة الدموية ضد حلب المنكوبة والمدن والبلدات وإلزام القوى الداعمة لبشار بتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.

back to top