هل ترتفع أسعار النفط بشكل حادّ بعد خمس سنوات؟

وكالة الطاقة حذرت المستهلكين من الشعور بالأمان مع تراجع «البرميل»

نشر في 02-08-2016
آخر تحديث 02-08-2016 | 00:04
No Image Caption
بينما حذرت الوكالة الدولية للطاقة في وقت سابق مستهلكي النفط من ألا يشعروا بالأمان بسبب التراجع الحاد في أسعار النفط، التي ستعاود الارتفاع بشكل حاد بحلول عام 2021، توقعت الوكالة، تعافي أسعار النفط بحلول عام 2017.

ولفتت الوكالة إلى توقعات أخرى تفيد بأن التعافي سيليه صعود حاد إثر تناقص المعروض من النفط، بسبب تراجع استثمارات المنتجين في هذا القطاع الذين يعانون هبوط الأسعار حالياً، في حين بلغ سعر خام برنت أدنى مستوياته في 13 سنة عند 28.88 دولاراً للبرميل يناير الماضي.

وتعافى سعر الخام بعض الشيء، لكنه ما زال أقل بكثير جداً من مستويات يونيو 2014، عندما لامست الأسعار 115.00 دولاراً للبرميل.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الخبير النفطي محمد الشطي، إن توقعات وكالة الطاقة الدولية تمثل رأياً قوياً في صناعة النفط والغاز، وتدعم مسار تعافي أسعار النفط الخام خلال الأشهر المقبلة، وهي مبنية على ركيزتين، أولاً تحقيق توازن السوق النفطي خلال عام 2017، مع سحوبات من المخزون النفطي "لإعادة ذلك التوازن"، وثانياً تراجع الاستثمار في قطاع الاستكشاف والتنقيب بشكل كبير ومتواصل، في أجواء ضعف أسعار النفط الخام.

وأشار الشطي إلى توقعات بتراجع كبير في الزيادة بالمعروض خلال السنوات المقبلة، تقل كثيراً عن السنوات السابقة، مما ينذر بتناقص المعروض عن المطلوب، بالتالي يدفع ذلك مستويات أسعار النفط إلى الأعلى، لكن هذا الأمر مرتبط بمعدل الزيادة في الطلب العالمي على النفط.

وأضاف أن كل هذه الافتراضات، إن حدثت بلا شك، تعني ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار النفط، وهو موضوع حذّر منه وزراء النفط والبترول في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، في مؤتمرهم الأخير، وأن أسعار النفط لا بد أن تفوق الخمسين دولاراً للبرميل، بغية ضمان تشجيع الاستثمار في تطوير نفط جديد تحتاجه أسواق النفط مستقبلاً.

وأوضح الشطي أن هذه التوقعات لها مسوغات قوية تسندها، وهناك مخاطر تتمثل في تعافي إنتاج النفط في عدد من مناطق الإنتاج، التي يتأثر فيها الإنتاج حالياً لأسباب فنية أو جيوسياسية أو غيرها.

وقال الشطي، إنه رغم واقعية هذه التوقعات لوكالة الطاقة، فإن مستويات أسعار النفط حول 70 - 80 دولاراً للبرميل ما زالت الأقرب على المدى البعيد ما بعد عام 2020.

وهناك العديد من التحديات تقيد تصورات قفزات في أسعار النفط الخام، خصوصاً عند فهم تطور أسعار النفط خلال عامي 2010 و2014.

تراجع الاستثمارات

وقال المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتيه بيرول، إن "من السهل على المستهلكين أن ينخدعوا في المخزون الكبير والأسعار المنخفضة حالياً، لكننا ينبغي أن نكتب على الحائط: التراجع التاريخي للاستثمارات، الذي نراه الآن يثير الكثير من علامات التعجب حول المفاجآت، التي قد نراها على صعيد الأمن النفطي، وذلك في المستقبل غير البعيد".

وتوقع خبراء استشاريون لدى الوكالة الدولية للطاقة، أن يبلغ المعروض من النفط في الأسواق العالمية 4.1 ملايين برميل في اليوم الواحد في الفترة الممتدة من 2015 و 2021، وهو ما يشير إلى تراجع مقارنة بالمعروض العالمي، الذي ارتفع إلى 11 مليون برميل يومياً في الفترة من 2009 إلى 2015.

وأشاروا أيضاً إلى توقعات بتراجع في استثمارات وإنتاج النفط 17 في المئة خلال عام 2016، بعد انخفاضه 24 في المئة العام الماضي.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة أن "عام 2017 فقط هو الذي سيشهد في نهاية الأمر تساوياً بين العرض والطلب في سوق النفط، لكن المخزونات الهائلة، التي تتراكم حالياً سوف تضعف وتيرة تعافي الأسعار في الأسواق عندما تبدأ السوق في استعادة التوازن، عندها تبدأ تلك المخزونات في التضاؤل.

يذكر أن الأسواق بالنفط أُغرقت منذ ازدهار إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. ويُرجح أن ذلك هو السبب، الذي دفع دول "أوبك"، على رأسها السعودية، إلى الإبقاء على معدل إنتاج النفط الحفري عند مستوياته الحالية دون خفض، ما أدى إلى تراجع حاد في أسعار النفط و ووضع ضغوط على كاهل المنافس الأميركي، في حين شكل تباطؤ اقتصاد الصين أحد العوامل، التي أحدثت آثاراً سلبية انعكست على الطلب العالمي على النفط.

السعر حول 70 - 80 دولاراً هو الأقرب على المدى البعيد الشطي
back to top