الانقلاب الفاشل

نشر في 30-07-2016
آخر تحديث 30-07-2016 | 00:06
 يوسف سليمان شعيب شاهد الجميع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وبغض النظر عن تأييدنا أو معارضتنا له، علينا أن نستفيد ونأخذ العبر من هذه الحادثة، التي تلقي بعدد من الدروس أبرزها عدم الأمان لأي اتفاق ما لم يكن مع أشخاص يخافون الله ويصونون العهود، وعليك رفع درجة الحذر إلى أقصى حد، وألا تغريك المظاهر ولا الإطراءات، فخلفها ثعبان قد يلدغك في أي لحظة، وعليك أن تعلم أن الولاء لا يشترى، بل ينبغ من داخل الإنسان، وأن الوضوح في العلاقات أفضل بكثير من المداهنة والمضي في لعب دور السياسة الخادعة، كما ينبغي أن ترفع عن عينيك النظارة السوداء، لتنظر إلى الواقع وأنت عازم على التعامل معه كيفما يكون.

وتتضمن تلك الدروس ترفعك عن الغوغائيين، وعدم حرمان نفسك جرأة الإقدام في حل المشكلات، وأنه ليس كل يد تمتد إليك مقصدها مساعدتك، فهناك أياد تمتد لتغرقك أكثر في الوحل، كما أن العمل بصمت أقوى ضربة موجعة للخصوم، مع حرص الحاكم الناجح على تيسير الأمور وإنجازها، بما يتوافق مع أمن البلد والنظرة المستقبلية لشعبه.

هذا بعض من دروس كثيرة وعبر عديدة، لكننا حرصنا على أهمها، لذا نقول لكل من يفكر في زعزعة أمن بلاده، إن ما أقدمت عليه، أو ستقدم، ما هو إلا الشرارة الأولى لتدمير بلادك، وقتل شعبك، وإسقاط بلادك في مستنقع الضياع والهوان، والتشرد والخسران، وهدم لعمارة وحضارة وتاريخ عريق.

ونقول لكل حاقد: بحقدك ستكون أول الضحايا، ولن تجد من يترحم عليك، فالحقد الأسود في قلبك سود الدنيا في عينيك، فلا ترى إلا ما يسوءك، ولن تجني إلا ما سيدمرك، كما نقول لكل متهاون: لن تصل إلى القمة إلا برفع الهمة، والاصرار على النهوض رغم الجراح، واستحضار العزيمة للتصدي وفك كل القيود، وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top