خاص

الدولار يواصل الصعود... ومحاولات برلمانية لاحتواء «الطائفية»

نشر في 25-07-2016
آخر تحديث 25-07-2016 | 00:03
نائب يرفع لافتة في مجلس النواب أمس مؤيدة لبقاء محافظ الإسكندرية في موقعه	(الجريدة)
نائب يرفع لافتة في مجلس النواب أمس مؤيدة لبقاء محافظ الإسكندرية في موقعه (الجريدة)
واصل الدولار ارتفاعه القياسي أمام الجنيه المصري، محطماً توقعات خبراء الاقتصاد، وملقياً بظلال كئيبة على واقع حياة المصريين، في ظل اعتماد القاهرة على الاستيراد لتوفير السلع، بينما يزور وفد برلماني البابا تواضروس، اليوم، لمناقشة تداعيات الفتنة الطائفية، في حين اتهم عدد من النواب الحكومة بتعطيل جهودهم لتشكيل لجنة تقصٍّ في الأحداث الأخيرة.
وسط ترقب لإعلان حركة محافظين محدودة خلال ساعات، واصل الدولار الأميركي تحطيم توقعات الاقتصاديين والمصرفيين المصريين، محققا قفزات أمام الجنيه، أمس الأحد، ووصل إلى 12.5 جنيه في السوق الموازي، مضاعفا من مكاسبه أمام العملة المصرية خلال أسبوع، ما عزز توقعات بتعويم سعر صرف الجنيه بصورة غير رسمية، في ظل عجز حكومة شريف إسماعيل عن توفير احتياجات السوق المصري من العملة الصعبة، ما يشير إلى احتمال تفاقم الأزمة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأكد موظف بإحدى شركات الصرافة بوسط القاهرة، لـ «الجريدة»، أن سعر صرف الدولار بات يرتفع أكثر من مرة على مدار اليوم الواحد، وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: «التعاملات بدأت في شركات الصرافة صباح أمس عند سعر 12.3 جنيه للدولار، ثم ارتفع سعر الصرف إلى 12.5 قرب الظهيرة»، متوقعا مزيدا من الارتفاع في ظل اشتداد الطلب على العملة الخضراء، في مقابل شح الدولار، إذ إن المعروض منه لا يكفي ربع احتياجات السوق.

وكان البنك المركزي قد ثبت سعر صرف الجنيه، في عطاء طرحه خلال منتصف الأسبوع الماضي، عند 8.78 جنيه للبيع، و8.88 جنيه للشراء، إلا أن محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، قال في تصريحات سابقة إن سياسة الحفاظ على سعر غير حقيقي للجنيه كانت خطأ، ما أعطى انطباعا بنية القاهرة خفض قيمة الجنيه مجددا.

في الأثناء، توقعت شعبة المستوردين بالغرف التجارية في القاهرة، ارتفاع أسعار السلع الغذائية المحلية والمستوردة بنسبة قد تصل إلى 20 في المئة خلال الفترة المقبلة، في ظل ارتفاع سعر الدولار، بينما أكد نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، عماد عابدين، أن الأسعار سترتفع لا محالة، وتشمل جميع السلع بلا استثناء، خاصة في ظل استيراد مصر معظم احتياجاتها من الخارج.

مسؤولية الانهيار

من جهتها، حملت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، يمن حماقي، مسؤولية انهيار سعر صرف الجنيه لمحافظ البنك المركزي، قائلة لـ «الجريدة»: «تصريحات المحافظ متضاربة وتعكس تخبطا واضحا في إدارة السياسات النقدية للبلاد، فعندما خرج وصرح باحتمال تخفيض الجنيه، أعطى الفرصة لإعادة نشاط (الدولرة)، وهو سحب الدولارات وتخزينها طمعا في تحقيق مكاسب بعد خفض الجنيه، ما تسبب في مضاعفة الأزمة الحالية»، محذرة من أن استمرار الأزمة دون مواجهة جادة من قبل الحكومة، سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم والأسعار بشكل جنوني.

بدوره، ناشد نائب رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، مدحت الزاهد، المجموعة الاقتصادية للحكومة بالخروج فورا بخطة واضحة المعالم، حول رؤيتها لحل أزمة الدولار، تستوضح من خلالها كيفية التعامل مع الأزمة، مشيرا إلى أن البنك المركزي نفسه لا يستطيع حل الأزمة وحده، لأنه مرتبط بعمل المجموعة الاقتصادية، وأضاف الزاهد لـ «الجريدة»: «لابد من أن تغير الحكومة من نهجها الحالي بالانحياز لرجال الأعمال على حساب الطبقات الفقيرة».

من جانبه، حلل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، تداعيات انخفاض سعر الجنيه، قائلا لـ «الجريدة»: «نحن مقبلون على كارثة اجتماعية، لأن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى زيادة الأعباء على الطبقات الكادحة، وبالتالي ظهور القلاقل الاجتماعية، ما قد يصل إلى عدم سيطرة الحكومة على الوضع أمنياً»، مؤكدا أن سوء إدارة الحكومة للملف الاقتصادي السبب الرئيس وراء الأزمة، في ظل عدم قدرتها على جذب استثمارات أجنبية.

لقاء البابا

وبينما سيطرت حالة من الغضب على قطاع واسع من المسيحيين المصريين لفشل الحكومة في السيطرة على الفتن الطائفية التي ضربت محافظات عدة خلال الأيام الماضية، أعلن رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان، أسامة العبد، أمس الأحد، عن زيارة وفد من اللجنة لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، في مقره البابوي بالعباسية، اليوم، لمناقشة تطوير الخطاب الديني، وبحث تداعيات الفتنة الطائفية.

وشهدت المحافظات المصرية عددا من حوادث العنف الطائفي كان آخرها ما شهدته قرية صفط الخرسا، بمحافظة بني سويف (جنوب القاهرة)، الجمعة الماضي، من هجوم مجموعة من المتعصبين دينيا على منازل مسيحيين، بعد شائعات حول تحويل منزل إلى كنيسة، بينما احتوت قوات الشرطة فتنة طائفية بين مسلمين ومسيحيين، في قرية الإصلاح القبلية بمدينة كوم أمبو في أسوان، السبت الماضي، بعد صفع شاب مسيحي فتاة مسلمة على وجهها، إثر مشادة بينها وبين شقيقة الشاب المسيحي.

اتهامات للحكومة

في الأثناء، اتهم عدد من نواب البرلمان أجهزة الدولة بإحباط مساعيهم لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الأحداث الطائفية التي شهدتها البلاد في عدد من المحافظات أخيرا، إذ قال النائب عماد جاد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تحركنا داخل مجلس النواب من أجل تشكيل لجنة تقصي حقائق لإعداد تقرير عن ما يجري، وتقديمه للمجلس لوضع خطة للعلاج الجذري للمشكلة، فاصطدمنا بخطة محكمة تستهدف وأد أي تحرك، وترك القضية تتفاعل».

وأشار جاد إلى أن جميع محاولات بالاتصال بالمسؤولين في أجهزة الدولة باءت بالفشل، محذرا من «أن غالبية المسيحيين المصريين يشعرون حاليا بالإحباط الشديد من النظام السياسي، والكثير منهم خاب ظنهم»، بينما ألمح عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، النائب رضا نصيف، إلى عدم وجود إرادة سياسية للقضاء على الاعتداءات الطائفية.

في سياق منفصل، قتل مجند في سيناء أمس، إثر إصابته بشظايا متفرقة بالجسد، وبتر في الأطراف السفلية، نتيجة تفجير عبوة ناسفة في مدرعة كانت تمشط منطقة الماسورة بمدينة رفح شمالي سيناء، وأطلقت قوات الأمن عمليات تمشيط إثر الانفجار، بحثا عن المتورطين في زرع العبوة.

نواب يتهمون الحكومة بتعطيل «تقصي الطائفية» ومقتل مجند في تفجير مدرعة بسيناء
back to top