ألماني - إيراني مختل يرعب ميونيخ ويقتل 9 قبل انتحاره

• علي سنبلي تأثر بـ «الجزار» النرويجي اليميني بريفيك
• 3 كوسوفيين و3 أتراك بين القتلى
• العثور على 300 طلقة مع المهاجم
• زميله في المدرسة: كان يهدد بقتل الجميع بعد تعرضه لـ «التنمر»

نشر في 24-07-2016
آخر تحديث 24-07-2016 | 00:05
لاتزال ألمانيا تعيش تحت الصدمة بعد الهجوم الذي شهدته مدينة ميونيخ أمس الأول. وفيما كان الجميع يتوقع أن يكون "داعش" نفّذ إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل 9 أشخاص تبين أن المهاجم المختل عقلياً قام على ما يبدو بهجوم فردي متأثراً بالجزار النرويجي اليميني اندريس بريفيك، الذي قتل العشرات بهجوم على مخيم يساري قبل 5 أعوام.
غداة الرعب الذي عاشته مدينة ميونيخ الألمانية بعد قيام مسلح بقتل 9 أشخاص بإطلاق النار عليهم قرب مجمع تجاري قبل انتحاره، أعلنت السلطات الألمانية أمس أن الاعتداء نفذه شخص واحد، يعاني مشاكل نفسية، وشددت على أنه لا علاقة بينه وبين الجماعات الإسلامية الإرهابية، وأنه استوحى جريمة النرويجي من اليمين المتطرف اندريس بيرينغ بريفيك الذي قتل أكثر من 70 شخصاً بهجوم على مخيم يساري. ومطلق النار هو الشاب الألماني- الإيراني علي سنبلي في الثامنة عشرة من العمر، ولد في ميونيخ وارتاد مدرسة في المدينة.

عمل كلاسيكي لمختل

وقال النائب العام في ميونيخ توماس شتاينكراوس-كوخ أمام صحافيين غداة الاعتداء "ننطلق من مبدأ أن الأمر في هذه القضية عمل كلاسيكي لمختل عقليا تحرك بلا دوافع سياسية على ما يبدو".

وأضاف شتاينكراوس-كوخ "لا يبدو ان هناك دوافع اخرى" لإطلاق النار الذي اوقع تسعة قتلى و16 جريحا. وتابع النائب العام ان مطلق النار الذي ولد لأب يعمل سائق أجرة "يعاني شكلا من أشكال الاكتئاب"، وقال "انه مرض". ودعا المدعي إلى توخي الحذر إزاء المعلومات التي تقول انه اخضع لعلاج للامراض العقلية.

صلات مع بريفيك

في المقابل، قال قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس اندري "وجدنا عناصر تدل على انه يهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقليا" الذين ارتكبوا عمليات قتل وبخاصة كتب ومقالات في صحف. وأضاف انه ليس هناك ادنى علاقة لمطلق النار بتنظيم "داعش"، وأن المحققين كشفوا "رابطا واضحا" بين اطلاق النار والنرويجي بريفيك الذي ارتكب مجزرته قبل 5 أعوام تماما، وكشف انه عثر من المهاجم على 300 طلقة.

زميل في الدراسة

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن أحد زملاء سنبلي في المدرسة ان الأخير كثيراً ما هدد الجميع بالقتل بعد تعرضه للتنمر والإزعاج في المدرسة، مضيفا انه كان يهدد بالانتقام من معذبيه.

كوسوفيون وأتراك

إلى ذلك، أعلنت وزارة خارجية كوسوفو في بيان أن "ثلاثة شبان البان (كوسوفيين) لقوا مصرعهم في الهجوم". كما اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو مصرع ثلاثة اتراك، وأن السلطات اتصلت بذويهم. أما وزارة الخارجية اليونانية فأكدت أيضا أن مواطنا يونانيا بين ضحايا الاعتداء.

شخص طبيعي

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس في ميونيخ قالت جارة تعرف الشاب انه "كان شخصا طيبا (...) يضحك مثل كل شخص طبيعي". واكدت دلفي دالبي (40 عاما) التي تقيم في الطابق الأول، بينما كان الشاب يقطن في الشقة الخامسة "لم اره يوما غاضبا، ولم اسمع عن اي مشكلة له مع الشرطة او مع الجيران".

أنا الماني

وقبيل الساعة 18.00 (16,00 ت غ) من الجمعة اطلق الإنذار الأول. فقد اطلق الشاب النار على مارة وابتعد عن مطعم لسلسلة ماكدونالدز قرب المركز التجاري. وقد شوهد وهو يطلق النار والناس يفرون من امامه. ودخل الشاب بعد ذلك الى المركز التجاري، وواصل اطلاق النار، كما افاد شهود عيان، قبل ان يلوذ بالفرار.

وأصيب برصاص اطلقته دورية للشرطة وعثر على جثته على مسافة كيلومتر واحد. وبعدما ارسلت خبراء متفجرات للتأكد من انه لا يحمل عبوات معه، لاحظت الشرطة انه انتحر.

وفي تسجيل فيديو قصير ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس الأول بعيد اطلاق النار، يظهر رجل مصاب وهو يشتم رجلا آخر يرتدي ملابس سوداء يحمل مسدسا ويقف على سطح المركز التجاري. وقالت الشرطة انه قد يكون منفذ الهجوم. ويرد صوت يبدو انه صوت المهاجم، على الجريح قائلا "انا الماني، ولدت هنا. في حي هارتس 4". ثم قال عبارة غامضة "كنت أخضع لعلاج في مستشفى".

صدمة

وبدأت وسائل النقل المشترك تعمل تدريجيا صباح أمس بعدما توقفت ليلا. وفي ميونيخ، تعود الحياة تدريجيا الى طبيعتها بعدما عاشت المدينة حالة طوارئ حقيقية، إذ إن السلطات كانت تخشى وجود ثلاثة مهاجمين فارين في المدينة، مستندة في ذلك الى شهادات.

لكن المانيا مازالت تحت تأثير الصدمة بعد هذا الهجوم الذي سبقه قبل اربعة ايام فقط هجوم بساطور في قطار في بافاريا قام به طالب لجوء في السابعة عشرة من عمره، مؤكدا أنه من تنظيم الدولة الإسلامية.

وكتبت الصحيفة المحلية "تي تسد" في عنوانها الرئيسي "هجوم على ميونيخ". وقالت صحيفة محلية اخرى "ابيندتسايتونغ" ان "الامر وصل الينا. سكان ميونيخ كانوا يعتقدون انهم في امان. الخوف كبر بعد كل هجوم في باريس واسطنبول وبروكسل".

وأضافت "منذ الجمعة بات واضحا انه لم يعد هناك امان في اي مكان وحتى في المدينة الأكثر امانا في المانيا".

ورغم أن الدوافع مازالت مجهولة، يأتي اطلاق النار هذا في اجواء من التوتر في أوروبا، فالهجوم هو الثالث ضد مدنيين في اوروبا في اقل من عشرة أيام بعد اعتداء نيس (جنوب فرنسا) في 14 يوليو الذي اسفر عن سقوط 84 قتيلا، والهجوم بساطور في فورتسبورغ.

back to top