مي كساب: التنوّع مفتاح نجاح الفنان

هكذا يحقق نجوم الغناء استمرارية ناجحة

نشر في 23-07-2016
آخر تحديث 23-07-2016 | 00:00
مع الازدحام الحاصل على الساحة الفنية في السنوات الأخيرة ومساهمة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تسهيل إصدار أي شخص أغنية بصوته شرط ان يتوافر لديه مال لازم وليس صوتاً جيداً، بدا من الصعوبة بمكان أن تبرز المواهب الحقيقية وحتى إذا برزت يستحيل حفاظها على الاستمرارية، وسط الفوضى المنتشرة في كل مكان، إلا إذا اجتهدت وبحثت عن الجديد والمختلف وحاكت عمق قضايا الجمهور وأذواقه...
في هذا السياق يلاحظ أن بعض المطربين يقعون في فخ التكرار، بمعنى أنهم يؤدون لوناً غنائيا نفسه مرات ومرات لمجرد أنه حقق نجاحاً فيمل الجمهور منهم ويبتعد عنهم، في المقابل نجح البعض الآخر بالاجتهاد والمثابرة والتضحية في الحفاظ على استمرارية ناجحة رغم المشقات التي تواجهه...
«الجريدة» استطلعت آراء نجوم الغناء بشأن الخطوات التي يعتمدونها للتميز وعدم الوقوع في التكرار وتحقيق استمرارية ناجحة.

تفرّد وتميّز

بسمة الكويتية

«الإطلالة والشكل والكاريزما من الأمور التي يجب أن يهتم المطرب بها وتمثل لغة العصر الآن» تؤكد الفنانة بسمة الكويتية لافتة إلى أن المطرب لم يعد مجرد صوت وموهبة، بل بمقدور هذه الأمور جذب الجمهور ناحية فنانه المفضل.

تضيف: «عندما أتحدث عن الشكل لا أحصر ذلك في فئة المطربات فحسب، إنما المطربين الذين عليهم ممارسة الرياضة للظهور بمظهر لائق، كذلك لا بد من أن يتمتع الفنان بأخلاق عالية ومصداقية في الوسط الفني وفي تعامله مع جمهوره، فلا يتعالى على من حوله، وأيضاً لا بد من أن يعتمد الفنان، في جانب كبير من حياته، على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت جسر تواصل بينه وبين جمهوره، إلى جانب وعيه بضرورة تطوير شخصيته الفنية، وتميزه بهوية خاصة به في ظل ساحة غنائية مزدحمة بالأصوات والمواهب، واعتماده إدارة فنية واعية تدير له نشاطه الفني بحرفية».

يتابع: «عن نفسي أحرص على التنويع في تجاربي الفنية، إذ قدمت على مدار مشواري ألواناً غنائية بداية من الخليجي والعراقي والتركي بهدف التجدد والتطوير».

فهد الزايد

«مواكبة الفنان كل ماهو جديد في مجال الغناء والموسيقى، من أهم هذه الخطوات التي تضمن التميز للمطرب وعدم الوقوع في التكرار، سواء من خلال متابعة إنتاجات زملائه في الساحة الفنية أو بحث عن كلمات جديدة وغير مكررة»، يوضح الفنان فهد الزايد.

يضيف: «كذلك يجب متابعة الجديد على مستوى التقنيات الحديثة في عالم التوزيع الموسيقي، وبالطبع لا تكون هذه المتابعة على مستوى الوطن العربي فحسب، بل على مستوى الموسيقى الغربية أيضاً، وكلما كان المطرب على إطلاع بكل هذه الأمور، يتفرّد بين زملائه، عكس الفنان الذي يستسهل مضمون أغانيه، فيقدم كلمات وألحاناً مكررة لا تضيف إلى مشواره الفني، بل على العكس تسيء إليه وقد تصرف الجمهور عنه».

يتابع: «أصبح سوق الأغاني الآن أكثر صعوبة لجهة أعداد المطربين، وكذلك إطلاع الجمهور على أنواع مختلفة من الغناء والموسيقى، خصوصاً عندما نتكلم عن الجمهور الكويتي والخليجي الذي يتمتع بحاسة نقدية».

فيصل الصراف

«أهم خطوة من وجهة نظري هي توافر عنصر الإنتاج، وبعد ذلك تأتي بقية الخطوات سهلة ومواتية للمطرب، من بينها التميز بلون غنائي خاص، والابتعاد عن تقليد المطربين الآخرين»، يشير الفنان فيصل الصراف.

يضيف: «ليس من المستحب لهاث المطربين وراء نجاحات منافسيهم، كمطرب شاب أرى من الضروري التعاون مع أسماء شابة على مستوى الكلمات والألحان، فليس شرطاً التعاون مع أسماء كبيرة حتى ينجح المطرب الشاب ويتميز، بل على العكس، ثمة مواهب شابة تمتلك إمكانات إبداعية قادرة على تحقيق النجاح إذا توافرت لها الأسباب.

يتابع: «ثمة أمر بات منتشراً الآن وهو يضر بالأغنية والمطرب، إذ يتم اختيار لحن موسيقي جاهز وتُركّب قصيدة غنائية عليه، وهذا أمر سلبي لأن الوظيفة الأساسية للحن أن يعبر عن مضمون الكلمات وليس العكس».

ويختم:»اعتمد على نفسي في عملية الإنتاج، وهو أمر مرهق للغاية في ظل إرتفاع تكاليف انتاج الألبومات، وبات انتاج أغنية واحدة الآن يساوي انتاج ألبوم كامل في السابق».

أحمد الرويشد

«لا بد من أن يحرص المطرب على تقديم موضوعات وألوان غنائية مختلفة، بداية من لهجة بلده الأم إلى مختلف اللهجات الخليجية والعربية، على غرار الأغنية السعودية أو المصرية وكذلك العراقية، فمثل هذا التنوع يزيد من قاعدته الجماهيرية»، يشير الفنان أحمد الرويشد.

يضيف: «من الأفضل عدم الاعتماد على مجموعة محددة من الشعراء والملحنين حتى لا يؤطر الفنان نفسه داخل أفكار وموضوعات وأحاسيس مكررة، ولا بد من التنويع في الموزعين الموسيقيين الذين يتعاون معهم في ألبوماته، فكثر يتميزون في تنفيذ الأغاني الكلاسيكية الطربية، آخرون في توزيع الأغاني السريعة التي تخاطب أذواق الشباب، بالإضافة إلى ضرورة إمتلاك الفنان ثقافة فنية تجعله مدركاً لأهمية الفن الذي يقدمه وتأثير الكلمة التي يغنيها».

يتابع: «أنا مع تكرار المطرب لبعض تجاربه الفنية، شرط أن تكون نجحت لدى الجمهور وأصبحت مميزة في مشواره الفني، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن تكون تجارب متجددة».

تقديم الجديد والمختلف

باسكال مشعلاني

«بعد مسيرتي الفنية الطويلة استطعت رسم هوية خاصة بي وحافظت على نجاحي من خلال تقديم أعمال مختلفة لا تشبه الموجود في السوق»، تؤكد باسكال مشعلاني لافتة إلى أن «الفنان الذي يعمل في الفن لأجل الفن وليس من منطلق تجاري أو لأي أسباب أخرى ويكون وفيّاً مع الجمهور، لا بد لهذا الجمهور من أن يبادله الوفاء حتى لو غاب عنه، أو قصّر معه لأسباب طارئة.

تضيف: «المهم أن تكون ثمة عودة، دائماً، بأعمال لا تقل مستوى وأهمية عن تلك التي قدمها في مسيرته الفنية وأحبّه من خلالها الجمهور».

تتابع: «حين يغيب الفنان عن إطلالات وإصدارات لدواعٍ قسرية لا يقلص ذلك من نجوميته وجماهريته، لا ينسى الناس الفنان الذي يحبونه، وحين يطل بعمل «دسم ومميز» تعود عجلة نجوميته وانتشاره، نحن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي».

فيفيان مراد

«منذ انطلاقتي في عالم الفن اجتهدت في تقديم أعمال جديدة ومختلفة لأن الجمهور بحاجة إلى الاستماع إلى نوعية جديدة من الأغنيات لناحية الكلمات والألحان والتوزيع»، توضح فيفيان مراد، معتبرة أنها تأخذ وقتها الكافي قبل تقديم أي عمل جديد لرفضها الإقدام على أي خطوة ناقصة تحاسب عليها.

تعرب عن إعجابها بزمن الفن القديم عندما كان الرقي يسيطر على الإصدارات الغنائية وتضيف: «في الماضي كان الرقي يسيطر على الفن وكان الفنانون يمتهنون الفن للفن لا لغاية أخرى. أعشق الزمن القديم، زمن الكبار، ولو ولدت فيه لما غنّيت بل اكتفيت بحضور حفلات هؤلاء المباشرة، واستمعت إلى أعمالهم الخالدة، ورأيت العيون الصادقة الخالية من الشرّ التي نفتقدها في هذا الوقت، فأنا لا أراها إلاّ في وجوه المسنّين، في وجه جدتي التي أضع صورتها على هاتفي لأتفقّد نظراتها الطيّبة في كل لحظة».

تتابع أنها عانت في مسيرتها الفنية إذ شقت طريقها بمفردها من دون مساعدة أو دعم، وأضفت إحساسها في كل عمل قدّمته، «حالي كحال فنانين كثر، لكن الفرق بيننا أنّي لم أُحَطْ بأصحاب خبرات ليختصروا لي طريق النجومية».

دومينيك حوراني

حققت استمرارية ناجحة في عالم الفن، لأنني لا أنظر إلى غيري ولا أقلّد أحداً بل أقدم أعمالا فريدة من نوعها تتناول قضايا اجتماعية وعاطفية»، توضح دومينيك حوراني، مشيرة إلى أنها لا تتردد في خوض غمار أي لهجة عربية لذلك في جعبتها أغنيات باللون اللبناني والخليجي والمصري...

تضيف: «الفنان الحقيقي لا يستسلم أمام الظروف الصعبة حتى الإنتاجية منها، لا سيما أن الحفلات والإعلانات وغيرها تدرّ عليه أموالا يستطيع توظيفها في إنتاجات فنية».

ترفض مقولة «كل من يريد دخول مجال الغناء سيكون النجاح حليفه بفضل تطور مواقع التواصل الاجتماعي» مؤكدة أن «للنجاح عناصره، وهي الصبر والمثابرة والتضحية، إذ لا شيء يقدَّم على طبق من فضّة، فضلا عن عدم النظرة إلى الفن من الناحية التجارية، لأن ذلك ينعكس سلباً على أعمال الفنان فتأتي  مبتذلة واصطناعية».

ألوان جديدة

تضع زيزي الكلمات المميزة في المرتبة الأهم التي تجعل المطرب متفرداً ولا يكرر نفسه، موضحة ألا تميز من دون جهد وشقاء في اختيار الأغنية المناسبة، ووضع بصمة خاصة في الكليب التابع لها، لضمان عدم تكرارها مع أغان سبق أن قدمها مطربون آخرون، أو المغني نفسه.

 تضيف أن إصرار المطرب على اختيار المميز من الألحان يؤدي إلى الاستمرارية والجماهيرية للعمل والممثل على السواء، وهو أمر يكتسبه المطرب عبر سنوات الخبرة ويزداد بالثقة التي يضعها الجمهور فيه.

 

شمولية واختلاف

يرى تامر عاشور أن التنوع وتقديم ألوان غنائية مطلوب لأن الجمهور متعدد الأذواق والأمزجة، ويبقى دور المطرب في تقديم نماذج مختلفة بصورة جديدة غير مكررة، عبر التعاون مع ملحنين ومؤلفين من مدارس مختلفة لتظل أفكاره جديدة وغير مطروحة.

يضيف أن الغناء في حد ذاته هدفه المتعة، فيما الإحساس يتنوع بين شخص وآخر، وبالتالي يجب أن يقدم المطرب كل ما يقتنع بأنه يجلب متعة لجمهور متعدد الأذواق، شرط أن يقتنع المطرب بالأغنية التي سيمنحها اسمه.

يتابع أنه على يقين بضرورة تقديم أغانٍ خفيفة ضمن الألبوم، لأن لا وقت للجمهور للتفاعل مع أغنية عميقة، بسبب طبيعة عمله وإيقاع الحركة اليومية السريع، في المقابل لا بد من أن يرضي المطرب جمهوره من الرومنسيين أو من يعانون الفراق أو الغدر أو حالات حزينة.

يحرص على أن ينعكس التنوع في ألبوماته من خلال التعاون مع ملحنين ومؤلفين، رغم إيمانه بأن الشاعر يستطيع الكتابة لأحاسيس ومشاعر مختلفة، إلا أن التعدد يكفل فرصة أفضل للتعبير عن أذواق متنوعة.

تحرص جنات على أن تكون هي نفسها شخصية مختلفة في كل ألبوم جديد تقدمه، موضحة أنها تسعى إلى تغيير صورة الفتاة التي تقدم أغاني رومنسية والتي لازمتها فترة طويلة، حتى لا تصبح مكررة.

تضيف أنها تركز على التنوّع ، ليس على مستوى روح الألبوم فحسب، بل في الأغاني نفسها، عبر التعاون مع مؤلفين وملحنين رغم استغراق الجمهور بعض الوقت ليعتاد الألوان الجديدة التي تقدمها، على غرار ما حدث في ألبومها السابق «حب امتلاك»، وألبومها الأحدث «حب جامد»، الذي قدمت فيه صورة فتاة متمردة لا ترضح لحب الامتلاك لدى الحبيب، وأن روح الألبوم ظهرت حتى في صورته التي تم ترويجها في وسائل الإعلام، وأثارت انتقادات لجرأتها.

عمل إبداعي

تعتبر مي كساب أنها حوصرت في أداء أغانٍ إيقاعية سريعة ومرحة لطبيعة شخصيتها وحبها للضحك والفكاهة، وكذلك مشاركتها في أعمال تلفزيونية وسينمائية كوميدية، ورغم عدم رفضها لذلك النوع من الأغاني وحبها له على المستوى الشخصي، إلا أن الفنان، برأيها، قادر على تجسيد المعاني والتعبير عن جمهوره المتنوع، وكلما نجح في تجنب التكرار ارتفعت درجة نجوميته ونجاحه.

تضيف أنها تحرص، قبل إعداد ألبوماتها، على التحدث إلى مؤلف بعينه وطلب منه الكتابة حول فكرة بعينها أو معنى جديد، وتبدأ بعدها البحث عن ملحن يقدم تلك الفكرة.

تتابع أن الأغنية عمل إبداعي، بالدرجة الأولى، ولا يمكن إلا أن يكون جديداً ومتنوعاً، كون التنوع يكفل أكبر مساحة من التأثير في شرائح مختلفة من الجمهور وكتابة تاريخ فني متنوع الأغاني والأذواق، وربما تنجح بعض الأعمال المتوسطة في فترة تعقب صدورها، لكن المهم، بحسب رأيها، أن تكون الأغنية صادقة ويُبذل فيها جهد مناسب.

بدوره يعتبر حسام حبيب أن كثراً، سواء في داخل الوسط الفني أو خارجه، يقعون في فخ التكرار بعد نجاح أغنية معينة ورواجها، مؤكداً ان الفن يعتمد بالدرجة الأولى على المغامرة، لأنه يقدم للجمهور المتعة وسط متغيرات، وبالتالي يجب أن تكون الأغاني متنوعة وجديدة وتلفت الانتباه، لأن الجمهور يملّ التكرار.

يضيف أن ثمة مساحة لا يمكن تغييرها وهي تقديم أغانٍ تخاطب الجميع، ما يضمن نجاح الألبوم، لكن من دون التنازل عن الكلمة المناسبة واللحن اللائق، لافتاً إلى أنه لا يمانع في تقديم أي لون غنائي يقدم جديداً للجمهور، ويكون مقنعاً وملائماً سواء على المستوى الشخصي أو الفني.

back to top