«فشل الانقلاب» يجدد عتاب «الإخوان» للمدنيين

لاموا المعارضة وطالبوا حمدين بالتعلم من أكراد تركيا

نشر في 18-07-2016
آخر تحديث 18-07-2016 | 00:00
No Image Caption
مازالت ثورة المصريين، التي أيدها الجيش في 30 يونيو 2013 ضد حكم جماعة "الإخوان المسلمين" الذي استمر عاماً واحدا فقط، تمثل ذكريات أليمة لأحزاب الإسلام السياسي في مصر، كلما نجح حزب إسلامي آخر في البقاء على سدة الحكم في بلاده، أياً كانت هذه البلاد.

إسلاميو مصر، الذين تراجعت شعبيتهم إلى درجة كبيرة خلال الأعوام الماضية، استغلوا فشل حركة بعض عناصر الجيش التركي في إزاحة حزب "العدالة والتنمية" الإخواني من الحكم الجمعة الماضية، في توجيه عتاب للقوى المدنية في مصر التي شاركت الجيش في الإطاحة بالرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، مبررين هجومهم بأن "القوى المدنية في تركيا رفضت حركة الجيش التركي منذ اللحظات الأولى"، وهو ما كان يجب ـ وفق تصوراتهم ـ على القوى المدنية اتخاذه في مصر، عام 2013.

وعلى الرغم من اختلاف الوضع بين الحدثين في مصر وتركيا، فإن "الإخوان" تعمدت خلط الأوراق، على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف وضع أنفسهم في خانة الضحية، في حين حاول مراقبون تفنيد مزاعم الإخوان، بالتأكيد على أن فشل تمرد عناصر الجيش التركي كان بمنزلة قبلة الحياة لجماعة "الإخوان"، إذ إن نجاح الحركة سيقضي على أكبر الأنظمة الداعمة للتنظيم الدولي للإخوان.

أحد أنصار التيار الإسلامي كتب تدوينة على موقع تويتر قال فيها: "حد يصحي حمدين صباحي يقوله زعيم المعارضة التركي، فتح الله غولن، وزعيم الأكراد هما أول من رفض الانقلاب"، في حين كتب مؤسس "التيار الشعبي" حمدين صباحي، على موقع "فيسبوك" مُعلقاً على أحداث تركيا :"في تركيا - كما في مصر - يتأكد الدرس: لا قيمة للسلاح ما لم ينتصر لإرادة شعبية معلنة حاضرة ظاهرة، السلاح العاري يجرح ولا يحسم، الحسم بيد الشعب، وهو وحده من يسقط الحكام أو يحميهم، الشعب هو القائد والمعلم".

باحث الجماعات الأصولية، مصطفى امين، أعرب عن دهشته من المقارنة الإخوانية بين ما حدث في مصر إبان ثورة 30 يونيو وما حدث في تركيا، قائلا لـ"الجريدة" إن "الوضع مختلف والمقاربة بينهما تلبيس يستهدف إظهار الإخوان ضحية القوى المدنية والجيش، ففي مصر كانت الحركة في الأصل شعبية، ثم أيدها الجيش، أما في تركيا فلم يكن الأمر هكذا، حيث كان التحرك منفردا من الجيش".

ويتخذ العديد من قيادات "إخوان مصر" تركيا مقرا لهم، ويرفض نظام اردوغان تسليم تلك القيادات لمصر، أو وقف بث الفضائيات الموالية لـ"الإخوان" والمحرضة ضد النظام، لذلك دانت جماعة "الإخوان" حركة الجيش التركي منذ الساعات الأولى، كما دان حزب "الوطن" السلفي العملية، وألمح في بيانه إلى الأوضاع في مصر وخطأ لجوء القوى المدنية المصرية للجيش في 30 يونيو.

back to top