High Light: «داعش أون لاين» مع أبنائكم

نشر في 16-07-2016
آخر تحديث 16-07-2016 | 00:00
 د. حمود حطاب العنزي "داعش" في حقيقة أمره صنيعة المخابرات الغربية تحت إدارة إيرانية، أكد ذلك الدبلوماسي الإيراني المنشق "فرهنكيان" الذي أكد صراحة أن "داعش يدار من خلال غرفة عمليات في مشهد بقيادة المخابرات الروسية والإيرانية".

وهذا هو سر امتلاكه تقنية عالمية واحترافية في استخدام الإنترنت ساعدته على تجنيد الأفراد من جميع دول العالم وبسهولة؛ مستفيداً من جميع وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك الألعاب الحربية الحديثة التي تلعب "أون لاين" مع أكثر من شخص مثل لعبة احتلال مدينة والتحكم فيها، ومن هنا تأتي فرصة "داعش" لإقناع المراهقين لتحويل اللعبة إلى حقيقة وواقع ملموس، فتبدأ المأساة.

فالأمر خطير وجدّي؛ لذلك على الآباء والأمهات الانتباه ﻷبنائهم مع من يلعبون هذه الألعاب، وأن يحاولوا طرح قضايا "داعش" للنقاش مع الأبناء ليتم كشف جرائمه المتكررة التي كان آخرها التفجير الذي حدث قرب الحرم النبوي الشريف مع أذان المغرب وفي رمضان، وبإذنه تعالى يكون فيه قرب نهايتهم تصديقا لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء".

والأمر لا يقتصر على دور الأسرة فقط، بل يتعداه ليشمل عمل كل الأطراف التي تشارك في بناء الإنسان الكويتي، من دور عبادة ومؤسسات إعلامية ومؤسسات تعليمية، وحركات سياسية وجمعيات نفع عام... إلخ، حتى تصبح جرائم "داعش" قضية رأي عام لتعرية التنظيم أمام الجيل الحالي، لأن فكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية وإعادة الأمجاد انساق وراءها عشرات الآلاف من شباب الأمة من جميع أنحاء العالم.

لكن الواقع مختلف تماما، وخلف "داعش" مجتمع دموي أصبحوا لا يستطيعون الخروج منه، لتورطهم في هذا الدم من جهة، وتصوير التنظيم لكل فرد فيه "فيديو" وهو يمزق جواز سفره ويشتم حكام بلده، ليصلوا إلى نقطة اللا عودة من جهة أخرى.

ومن المفيد جداً هنا طرح بعض الأسئلة على دراويش "داعش" المغرر بهم عسى أن يفيقوا من غفلتهم: لماذا لم نسمع أي عملية ضد الكيان الصهيوني الذي ينتهك بشكل يومي حرمة المسجد الأقصى؟ ولماذا لم نسمع أيضا أي عملية ضد إيران التي تحتل أربع عواصم عربية وتدعم الميليشيات لقتل أهل السنّة؟ في المقابل لماذا يستهدف "داعش" تركيا والسعودية بالذات؟ أما آن الأوان للإفاقة من غيبوبتكم أيها الدراويش؟!

ختاما: تبقى قضية مهمة ومحورية أدت إلى تعاطف البعض مع "داعش"، وهي انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبي التي استباحت في الفلوجة وغيرها الأرواح والأعراض والممتلكات، وساقت حتى المواشي من غنم وإبل... إلى غير ذلك من عجماوات، وتم ذلك أمام مرأى ومسمع العالم بالصوت والصورة.

ودمتم بخير.

back to top