بين «السنغل» والألبوم... أين تميل دفّة النجوم؟!

نشر في 16-07-2016
آخر تحديث 16-07-2016 | 00:01
ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة طرح النجوم أغنيات منفردة، في محاولة منهم للحفاظ على الاستمرارية على الساحة الفنية وسط تزاحم العواقب من كل حدب وصوب وتهديد حضورهم، هكذا تبدو الأغنيات المنفردة خشبة خلاص تقيهم شر الانعزال والاحتجاب.
«الجريدة» استطلعت آراء النجوم حول ظاهرة الأغاني المنفردة ومدى علاقتها بتراجع الإنتاج والتأثيرات السياسية في سوق الأغنيات.

لغة تواصل أم تفكير مادي؟

رهف

«الأغنيات المنفردة ليست ظاهرة جديدة ولكنها زادت في السنوات الأخيرة لأسباب عدة» توضح الفنانة رهف مشيرة إلى أن أبرزها رغبة المطرب في تحقيق حضور على الساحة الفنية مع غياب دور شركات الإنتاج أو استغنائها عن بعض المطربين وعدم تجديد عقودهم، ربما لتدني مستوى مبيعات ألبوماتهم في وقت تبحث فيه هذه الشركات عن الأرباح.

تضيف: «من هنا يفكر المطرب في وسيلة تضمن بقاءه صامداً إلى جانب جمهوره ومع زملائه الفنانين، لإثبات استمراريته، ولا يكون أمامه سوى إصدار أغنيات منفردة تشكل جسراً بينه وبين الآخرين».

تتابع: «بالتأكيد يتأثر الفنان بالظروف السياسية في بلده والوطن العربي، على سبيل المثال، لدي أغنية أتعاون فيها مع أحد الموزعين من العراق الشقيق، لكن تأجل طرحها بسبب الأحداث والصراعات في العراق، وأنا أقدر مثل هذه الظروف ما دامت بعيدة عن الالتزام بالعقود أو مواعيد إصدار الألبومات أو إقامة الحفلات».

تختم: «في الأحوال كافة، أرى أن انتاج الـ «سنغل» أسهل للفنان ويوفر له استمرارية في الساحة الغنائية من دون حاجة إلى العمل تحت مظلة شركة إنتاج قد تستغله، أو انتظار دعم مالي من الآخرين».

يوسف العماني

“للأسف أصبحت شركات الإنتاج تفكر بطريقة مادية بحتة وهمها الأساسي الاستفادة من المطرب بكافة الطرق”، يشير الفنان يوسف العماني، لافتاً إلى أن هذه الشركات تنظر إلى مصلحتها في المقام الأول متجاهلة طموحات المطرب وأحلامه وموهبته.

يضيف: “من هنا يجد الفنان أنه من الأسلم له إصدار أغنيات منفردة لإثبات وجوده والتواصل مع جمهوره بتكاليف أقل، عوضاً عن مبالغ طائلة يدفعها لإنتاج ألبوم كامل، ثم يفاجأ بشركات الإنتاج تساومه وتعرض عليه أقل الأسعار، لتحصد هي الأرباح بينما يكون المطرب الخاسر الأول».

ويلخص وجهه نظره: «اعتقد أن الحل الأسلم للمطرب إصدار أغنيات منفردة وتكثيف نشاطه الفني على مستوى إحياء الحفلات والمهرجانات والأعراس».

علي عبد الستار

“أنا من المطربين الذين لا يعتمدون على إصدار أغنيات منفردة، إنما عودت جمهوري على إصدار ألبوم كل عام أو عامين يتضمن عشر أغنيات”، يؤكد الفنان علي عبد الستار مشيراً إلى أن ذلك “من منطلق إيماني بأنه رغم تدني سوق الكاسيت وتوقف شركات الإنتاج عن العمل، يبقى الألبوم لغة تواصل حقيقية بين المطرب وجمهوره، ويعكس احترام المطرب لعلاقته مع جمهوره التي لا تعتمد على المادة بل على اقتناعه بأن الفن رسالة وعلاقة إيجابية مع الجمهور، فالمطرب من دون جمهور لا وجود له من الأساس”.

يضيف: “رغم ذلك أشعر بأن ثمة أوقاتاً معينة ومواسم تقتضي نوعية خاصة من الأغاني تناسبها، وهنا يأتي دور الأغنية المنفردة التي تعبر عن تواصل المطرب مع جمهوره في المناسبات والمواسم على ألا تكون هي الوسيلة الوحيدة التي تحكم العلاقة بينهما”.

إيما شاه

«اضطرار المطربين لإصدار أغنيات منفردة نتيجة فاشلة لوضع فاشل، انتهجته معظم شركات إنتاج الأغاني في الوطن العربي، منذ انطلاقتها»، تؤكد الفنانة إيما شاه، عازية ذلك إلى سوء تعامل هذه الشركة مع المطرب كونه سلعة تجارية وقتية تنتهي بعد إصدار الألبوم أو بعد انتهاء سنوات العقد المبرم بينهما من دون الاستفادة من موهبة هذا المطرب على المدى البعيد.

تضيف: «كانت النتيجة استغناء مثل هذه الشركات عن معظم مطربيها الذين تحولوا إلى فقاعات صابون، وللأسف يتوهم هؤلاء المطربون أن باستطاعتهم الاعتماد على أنفسهم بعيداً عن هذه الشركات، من خلال إصدار أغنيات منفردة، ستبقيهم في دائرة الضوء، وفق اعتقادهم، لكن للأسف يصدمون مع الوقت بالواقع المرير والفشل الذريع في إدارة أنفسهم وتسويق انتاجهم الفني لعدم وعيهم بالأعباء «اللوجستية» التي لا تتوافر لديهم».

تتابع: «يبدو ذلك ظاهراً في فقر هذه الأغنيات لناحية المستوى الفني، وافتقادها إلى القيمة الفنية من ناحية الكلمات والألحان، إذ تعتمد أكثر على استخدام آلات موسيقية فقيرة بعيداً عن التوزيع السيمفوني الذي يزيد من قيمة الأغنية، وهي للأسف أغانٍ موجهة في الأساس إلى الـ «فلورز» أو المعجبين بهذا المطرب أو ذاك عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

تختم: «يختلف الحال في الغرب، ذلك أن الشركات الفنية هناك تحسن إدارة العملية الفنية من ناحية الاستثمار والتسويق على المدى البعيد لمطربيها، وتوفر لهم جداول حفلات غنائية منتظمة طوال العام».

تأن ودقّة

مادلين مطر

{استعدّ لإطلاق أغنية منفردة في عنوان «طمّن قلبك»، تناسب فصل الصيف نظراً إلى إيقاعها السريع وأجوائها الفرحة»، توضح مادلين مطر مشيرة إلى أنها ستطلقها مع الكليب الخاص بها من إخراج مي الياس، كذلك تحضّر لأغنية خليجية بعنوان «خطبوني».

حول اعتمادها أغنيات منفردة بدلا من الألبوم، تضيف: {الزمن ليس زمن ألبوم بل أغنية جميلة متكاملة، لا تأخذ الأغنيات في أي ألبوم حقّها بالكامل بل قد تحرق بعضها البعض، ويتطلّب دعم كل أغنية أموالا طائلة في هذا الزمن، لذلك أفضل طرح أغنية منفردة وإعطاءها حقّها».

تتابع أن المشاكل الاقتصادية أثرت على الوضع الفنيّ ككل وأدّت إلى تراجع إصدار الألبومات الفنية، وتقول في هذا الإطار: «لاحظنا خلال فترة معينة تراجعاً في الإصدارات الفنية والحفلات والمهرجانات. لكن في النهاية، الفن رسالة فرح والموسيقى تقرب الناس والقلوب، ومن واجبنا الاستمرار وعدم الاستسلام، مهما كثرت المصاعب والمشاكل، فالشعب العربي يستحق العيش بسعادة وفرح وأن تكون لديه نفحة من الأمل».

باسكال مشعلاني

«قدمت أخيراً أغنية «راجعة تإبقى معك» واخترتها من بين 10 أغانٍ تقريباً»، تؤكد باسكال مشعلاني لافتة إلى أنها أغرمت بهذه الأغنية التي كان لها وقع بين الناس، نظراً إلى كلماتها الواقعية والجميلة، حسب رأيها.

كان سبق أن طرحت ألبوماً خليجياً، ومن المتوقع أن تطرح قريباً ألبوما منوعاً اختارت معظم أغانيه من إنتاج شركة «روتانا»، وقالت في هذا المجال: «السينغل مهم كما الألبوم، لا يمكن للفنان أن يقدّم ألبومات غنائية كاملة كل سنة، كون الألبوم يتطلب تحضيراً وتعباَ وإنتاجاَ، من هنا تكون الأغنية المنفردة التي يطرحها الفنان بين حين وآخر ضرورية لتأمين وجود واستمرارية ناجحة، ويرضي من خلالها ذاته وحبّه لفنّه».

حول استمراريتها الناجحة تضيف: «الفنان الذي يعمل للفن لأجل الفن وليس من منطلق تجاري أو لأي أسباب أخرى ويكون وفيّاً مع الجمهور، لا بد لهذا الجمهور من أن يبادله الوفاء حتى لو غاب عنه، أو قصّر معه في فترة من الفترات ولأسباب طارئة، المهم أن تكون ثمة عودة، دائماً، بأعمال لا تقلّ مستوى وأهمية عن الأعمال التي قدمها في مسيرته الفنية وأحبّه من خلالها الجمهور».

جنى

«اقدّم بين الحين والآخر أغنيات منفردة إلا أن ألبومي الكامل لم يبصر النور بعد»، تؤكد جنى مشيرة إلى أنها تعمل منذ فترة على ألبومها الأول، لكن الفكرة بحد ذاتها ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى دراسة وتروٍ.

تضيف: «أرفض أن أخطو أي خطوة ناقصة وأريد أن يكون عملي الأول متكاملاً يرضيني ويرضي ذوق الجمهور». وحول مقولة إننا نعيش زمن الأغنية المنفردة وليس زمن الألبوم الكامل تتابع: «أؤيد ذلك، لا سيما أن نجوم الصف الأول يصدرون أغنيات منفردة هذه الفترة، ثم قد تحرق الأغنيات في الألبوم بعضها البعض أحياناً ولا يتم تسليط الضوء عليها كلها بالطريقة نفسها. لا يعني ذلك أنه لن يكون لديّ ألبومي الخاص في المستقبل، وسيكون ذلك بدعم شركة الإنتاج التي أتعامل معها».

حول الوضع السياسي وتأثيره على الواقع الفنّي توضح: «يعرف الجميع أن المنطقة العربية، ومنها لبنان، تمرّ بظروف سياسية وأمنية متوترة، ما ينعكس تراجعاً في الأعمال الفنية بشكل واضح، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك عليّ أيضاً، لكني انتهز الفرصة لاختيار اغنياتي الجديدة بتأنٍ، لا سيما أنها ستكون منوعة ويتمحور مضمونها حول مواضيع جميلة».

ضرورة ملحة

يوضح مدحت صالح أن لجوء المطرب إلى تقديم أغنية منفردة أصبح في بعض الأوقات ضرورة ملحة لأي فنان، خصوصاً بعد تعثر المطربين في إنتاج ألبومات غنائية كاملة، في ظل حالة الانهيار التي تشهدها صناعة الأغنية في الوطن العربي ككل.

يضيف أن الفنان الحقيقي ينشغل طوال الوقت بجمهوره، ويسعى إلى تقديم ما يحتاجه، وتجهيز ألبوم غنائي بطابع مميز ليضمن له النجاح، وسط انتشار متعدد وسريع لأنماط مختلفة من الغناء،  لكن في حال تأخر الفنان عن طرح ألبومه يلجأ إلى طرح أغنية منفردة لتعويض هذا التأخير أو لملاءمتها مناسبة بعينها.

يشير إلى أنه يجهز ألبومه المقبل الذي يتضمن 10 أغنيات، سجل ست منها فيما يجضر الأربع المتبقية ليطرحه في أقرب وقت.

 

أدوات جديدة

تشير آمال ماهر إلى أنها طرحت مطلع الشهر الجاري أغنية “إزاي فاتتني” من كلمات الشاعر الغنائي نادر عبدالله، ألحان وليد سعد وتوزيع وليد شراقي، موضحة أنه كان مقرراً أن تكون الأغنية ضمن ألبوم “ولاد النهاردة” الذي طرحته العام الماضي، لكنها اختارت تأجيل طرحها، حتى قبيل الاستعداد لطرح ألبومها الجديد خلال أشهر.

تضيف: “لا يمكن اعتبار كل الأغاني “السنغل” محاولة للتغلب على عقبات الإنتاج ومشاكل السوق، فيما يمكن أن تندرج أغاني تترات المسلسلات في خانة “السنغل” وبالتالي يتوافق هذا النوع من الأغاني مع طبيعة توقيته وظروفه وليس هروباً من الألبوم”.

تتابع: “لا شك في أن ثمة مشكلات في سوق الإنتاج الغنائي العربي، ما يتطلب ابتكار أدوات جديدة أقل كلفة وأوسع انتشاراً، مثل الصفحات الرسمية للفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي، لطرح الأغاني، مدللة على ذلك بطرحها أغنية  “إزاي فاتتني” عبر موقع “يوتيوب” وحصدها نسبة كبيرة من المشاهدات والمشاركات.

بدورها ترى أمينة أن وضع المجتمع العربي ككل لا يسمح بإنتاج كمّ من الأغاني في وقت واحد ضمن ألبوم غنائي، مشيرة إلى أن انتشار ظاهرة تسريب الأغاني عبر الإنترنت أضرت بصناعة الألبومات الغنائية وكبدت المنتجين خسائر فادحة، جعلتهم يستسهلون إنتاج الأغاني “السنغل” لانخفاض كلفتها مقارنة بإنتاج ألبوم غنائي كامل.

تضيف أنها بصدد طرح أغنية “سنغل” لها خلال الأيام القليلة المقبلة بعنوان “أسلوب حياة”، لتعود بها إلى الجمهور بعد فترة غياب، على أن تبدأ بعد ذلك التجهيز لألبوم غنائي مميز، بعد اطمئنانها على نجاح أغنيتها “السنغل” والأغنية التي طرحت ضمن أحداث فيلم “بارتي في حارتي”، الذي كتبه أحمد عيسى، بطولة محمد لطفي، دينا، صلاح عبدالله، المطرب دياب، إخراج يونس، وعرض في موسم عيد الفطر.

تضيف أن المطرب الشعبي يكون له نصيب أكبر في إنتاج الأغاني “السنغل” لطبيعة الأغاني التي يقدمها ويهتم بغنائها في الأفراح والمناسبات التي يظهر بها، مؤكدة أن أغنية واحدة شعبية قد تحقق نجاحاً لا يحققه ألبوم كامل، موضحة أن أكثر الأغاني التي قدمتها ولاقت نجاحاً كانت “سنغل” أو أغنية فيلم .

 

نقطة انطلاق

ترى  كارمن سليمان أن تجربة تقديم أغنية «سنغل» كانت، بالنسبة إليها، نقطة انطلاق جيدة بعد حصولها على لقب «محبوبة العرب» منذ سنوات، وأشارت إلى أن طريقة تقديم أغنية واحدة وطرحها تكون مغامرة مأمونة العواقب بالنسبة إلى المطرب في بدايته، بينما يلجأ إليها مطربون كبار لتأكيد حضورهم على الساحة الفنية وعدم خروجهم  من حيز الجماهيرية والمنافسة.

تضيف أن ثمة ظروفاً اجتماعية وسياسية تؤثر بلا شك في واقع الإنتاج الفني بكل مستوياته، وأن اهتمامات الناس خلال الفترة الماضية تركزت على الشؤون العامة، مع ترك حيز صغير للإهتمامات الفنية، ومع بدء الشعور بالاستقرار الأمني والمادي عادوا إلى متابعة الأعمال الفنية، متوقعة أن يسهم الأمر في تشجيع المطربين والمنتجين على تقديم ألبومات فنية كاملة، وكذلك أغان «سنغل».

back to top