رمضان في موريتانيا

نشر في 17-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2015 | 00:01
في ذاكرة الأيام حكايات للشعوب تناقلتها أجيالها، فيها من البساطة والأصالة والخصوصية ما يستحق أن يروى، وفيها لنا عبر ودروس ومواعظ تخرجنا من عصر السرعة والمادة والتعلق بأستار الرغبات وحطام الدنيا الى مساحات واسعة من الخيال وفضاءات رحبة من التقرب الى الله بنوايا صادقة.

فللشعوب الإسلامية علاقة روحية برمضان، وعشق أزلي يتجدد باستمرار، تنتظره كل عام بشوق وفرح، ارتبطت به روحا وعانقته وجداناً، وكلها باختلاف ديارها وأصولها اتفقت عبادة واختلفت طباعا وعادات وسلوكاً.

للجغرافيا والمجتمع والتاريخ آثارها في صياغة العقل الكلي وتكوين الإرث عبر السنين. ونحن في بحثنا هذا نحاول ان نعود بالزمن الى الوراء، ونعيد الرحلة في اتجاه المنابع لأن ما تعيشه شعوب اليوم أتى من بعيد، فهناك ولدت الأسرار. نسافر من منطقة إلى أخرى نبحث عن اخبار رمضان في ذاكرة الزمن الجميل وذاكرة الناس البسطاء، لننقل اخبارا بسيطة مثل اهلها لكنها تخبرنا عن الجذور وعن التاريخ حين يدون برغبة صادقة للوصول الى الحقيقة التي تشير جميعها الى نقاء العبادة والنفوس المطمئنة.

وموريتانيا الحسانية العربية الجذور والمشاعر ونمط الحياة، هي بلد المليون شاعر كما يقولون، تتنفس الشعر منذ القدم، يموت فيها شاعر فيولد ألف شاعر، لها في صفحات التاريخ موروث من السلوك والخصوصية.

الأرض والناس

يقال إن الأوروبيين القدماء كانوا يسمون الساحل العربي للمحيط الأطلسي والجزء الغربي للساحل المتوسط مور أو مورو، ولا يعرف للاسم معنى، لكن جزءا من الجزائر وكل المغرب وموريتانيا كانت مور أو مورو، حتى العصر الوسيط، حيث اختفى الاسم وأخذت المنطقة أسماء عربية متمايزة. وبعد سيطرة المستعمر الفرنسي على المنطقة كلها بدأ بإحياء بعض الأسماء والأوصاف الأوروبية القديمة للمنطقة، من أجل نزع صفاتها وثقافتها العربية وطمس هويتها وتدجينها أو تهجينها.

فأصبحت المغرب مغربا وموريتانيا باسمها الحالي، وكان كزافييه كابولاني فيلسوف التدجين الثقافي والاجتماعي الذي قاد العملية الاستعمارية، وبعث بعض الجذور القديمة ضمن عملية الصياغة الجديدة لعقل الفرد وسلوك المجتمع.

ومن هنا أصبحت المنطقة الساحلية الأطلسية الواقعة بين المغرب والسنغال تسمى موريتانيا، كما كانت تسمى بالموروث الروماني القديم، وتعني بلد الرجال السمر أو لتفريقها عن السنغال التي تقع جنوبها. أما السنغاليون القدماء فكانوا يسمون الموريتانيين بلد الرجال البيض لتفريق أنفسهم عنهم.

وتتعدد الأعراق التي سكنت أرض موريتانيا في القرنين الماضيين، لكن أهمها ثلاثة أعراق رئيسة هي البيضان، وقد أسماهم السكان الأصليون بهذا الاسم. وهم مجاميع قبلية من المهاجرين القدماء القادمين من المستوطنات العربية القديمة في مصر وشمال إفريقيا، والحراطين وهم مجاميع قبلية عربية مهاجرة أيضا، لكن هجرتهم جاءت متأخرة عن البيضان، كما أنهم لم ينتقلوا من جزيرة العرب الى شمال إفريقيا ثم الى موريتانيا بمحاذاة الساحل، كما هي هجرة البيضان، وإنما يقال إنهم انتقلوا من الجزيرة العربية الى صعيد مصر بحرا، ومن الصعيد عبروا الصحراء الكبرى باتجاه موريتانيا.

وتعود أصول الحراطين الى بني هلال أو أن هجرتهم توافقت زمنيا معهم، وأصل التسمية الحراثين، لكن لهجة سكان موريتانيا في العصر الماضي كانت تقلب الثاء طاء.

أما العنصر الثالث فهم السودان، وهم أفارقة قدموا من الجنوب واستوطنوا جنوب موريتانيا منذ القدم، وكل سكان موريتانيا مسلمون أشاعرة مالكيو المذهب ليس فيهم غير مسلم أو غير أشعري.

ولا يمكن إهمال عنصر اجتماعي مهم وهو العنصر الأمازيغي أو الصنهاجي الأبيض الذي ذاب في العنصر العربي، وإن كان معروفا في لهجته، حيث لم يكن يجيد اللهجة الحسانية التي كانت تميز البيضان والحراطين العرب.

وكانت موريتانيا في الحقب الزمنية الماضية همزة الوصل بين شمال إفريقيا وغربها، حيث كانت القوافل تعبر الصحراء جيئة وذهابا بين تمبكتو وسجلماسة.

غير أن التجاور والتشارك الحياتي بين البيض والسود في موريتانيا لم ينتج تمازجا اجتماعيا، وإنما تكونت حالة من التجاور والتآلف والفهم والمصير المشترك، وباعتبار أن البيض هم ذوو الأصول العربية القادمون من أراض صحراوية وألفوا الحياة البدوية، فقد اختاروا المناطق الموريتانية الداخلية التي تعتبر الحياة فيها شبيهة بالحياة في الجزيرة العربية.

بينما جاور الأفارقة القادمون في الغالب من السنغال النهر وعملوا في الزراعة بسبب جذورهم الزراعية، ولا يخفى على الباحث الإشارات العربية المادية والمعنوية البارزة في سلوك الموريتانيين كتربية الإبل، باعتبارها أهم المواشي في الصحراء الموريتانية، وشهرة الشعب الموريتاني بقول الشعر حتى سمي مجازا بلد المليون شاعر.

الترقب والاستهلال

يبدأ الموريتانيون قديما في الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل منذ أول شعبان، وقد عرفوا بحبهم للشهر الكريم وعشقهم له، ولذا فإن استعدادهم يأخذ أشكالا متعددة، أهمها ما يرتبط بالعبادات والتواصل والتسوق.

فقد كان الموريتانيون في الماضي يوقفون معظم أعمالهم المعيشية خاصة حين يأتي شهر رمضان في فصل الصيف، حيث تتوقف قوافل الجمال التي تتنقل بين الشمال والجنوب والأعمال الزراعية والرعوية وبعض الصناعات اليدوية في نواكشوط والمدن الأخرى.

ويقوم الأهالي المجاورون للمساجد بتنظيفها وربما تغيير الأفرشة إن أمكن وإضاءتها بالسرج والقناديل الجديدة او تهيئة القديمة وملئها بالزيت، كما يوفرون مياه الشرب بجوار المساجد للمصلين أو الذين لا بيوت لهم، وكان بعض المقتدرين من الموريتانيين خاصة في نواكشوط يتبرعون ببعض الأطعمة التي توضع في المساجد لإفطار الصائمين من الغرباء والعجزة والسابلة.

وكان ما يوضع في موائد الإفطار العامة في المساجد الماء المبرد بالأوعية الفخارية والتمر المنتج من الواحات الموريتانية والأراضي الزراعية المجاورة للنهر، والخبز الذي يصنع عادة في المنازل.

ولم تكن الكميات تزيد في الغالب أو تفي بالغرض، بسبب ضيق ذات اليد في تلك الفترة، كما أن التواصل بين الجيران والأقارب كان يتم عبر إرسال بعض المؤن الرمضانية منذ ما قبل شهر شعبان، خاصة متوسطي الحال والمقتدرين الذين يجاورهم بعض أقاربهم أو جيرانهم المحتاجين.

أما الاستهلال فقد تعود الموريتانيون في الماضي على الخروج جماعات الى الساحات والتلال المجاورة للاستهلال يرافقهم أئمة المساجد وبعض الوجهاء وكبار السن ومن لديهم القدرة على الرؤية ومن عرفوا بحدة البصر.

وحين تثبت الرؤية كان أئمة المساجد يعلنون الخبر من على المنابر، فيتبادله الناس المنتظرون والمهيأون لسماع خبر ثبوت رؤية هلال رمضان.

ورغم غياب أي نوع من الاتصالات في تلك الفترة وقلة المساجد في القرى، فإن الصوم نادرا ما كان يتأخر بين المدن والقرى وعند ساكني الصحراء الموريتانية، حيث كان للترقب والاهتمام دور في توحد الكلمة.

 

عادات رمضانية

تعددت العادات القديمة وتنوعت بتنوع الأعراق والمناطق، وإن كان غالبها يمارس في كل موريتانيا بقراها ومدنها وصحرائها أيضا، وأهم هذه العادات الزواج وحفلات الزفاف التي كانت تؤجل الى رمضان للتبرك بالشهر الكريم، حيث كانت المعتقدات أن الذرية التي تأتي من زواج رمضان تكون ذرية صالحة.

كما كان الناس يحلقون رؤوسهم في اليومين اللذين يسبقان رمضان، ظنا منهم أن هذا العمل يبعد الأمراض وآلام الرأس، وكان يسمى الشعر النابت بعد الحلق شعر رمضان، حيث يتأخرون في حلقه اعتزازا به، فلا يحلق إلا بعد أول {ذي الحجة} استعدادا للعيد الكبير.

وكانت القبائل الحسانية تحتفظ بشعر رمضان الذي يحلق لاحقا، فتقوم النساء بحرق بعض الشعيرات بين فترة وأخرى قبل الغروب بقليل وتبخير البيت بدخانه، ظنا منهن أن هذا الشعر الذي نبت من الصوم قادر على طرد العيون والحسد والأرواح الشريرة.

كما كان الأهالي يدربون صغارهم على صوم رمضان منذ الصغر، حيث يشجعونهم عليه وعلى حفظ القرآن بإرسالهم الى الكتاتيب العصرية أو حلقات التحفيظ التي كانت تقيمها بعض المساجد القديمة.

وفي نواكشوط كانت ظاهرة رؤية الصغار وهم متوجهون الى الكتاتيب أو المساجد يحملون معهم ألواح الخشب منتشرة وبادية بعد العصر بقليل، فكان الصغار يلوحون بألواحهم فرحين وهم ذاهبون الى هناك، كما أنهم كانوا يعودون فرحين أيضا يرددون الآيات التي حفظوها على آبائهم وأمهاتهم، فكان الآباء يشجعونهم ويشدون من أزرهم.

ومن ضمن العادات المهمة ما كان يقوم به كبير الأسرة من دعوة أبنائه وأسرهم لإفطار اليوم الأول من رمضان تيمنا بالاجتماع وحل كل الخلافات الأسرية، وكان المتخاصمون لا يردون للكبير طلبا، ويتصالحون في أول لقاء في رمضان، لتصفو النفوس وتنتشر الحميمية الأسرية منذ اليوم الأول.

كما أن الأسبوع الأول من رمضان كان يشهد تزاورا بين الأقارب والجيران للمباركة بالشهر الكريم، وخاصة زيارة الصغار لأقاربهم الكبار وزيارة الزوج لأهل الزوجة، مصطحبا إياها وأولاده في الزيارة، وكانت معظم الزيارات يتخللها العشاء، وهو وجبة تكون بين الفطور والسحور، تقديرا للقادم الزائر.

وقد تعود الموريتانيون في الماضي على إحياء ليلة القدر في السابع والعشرين من الشهر بالسهر ليلا والدعاء وقراءة القرآن، والتوسل الى الله في الحاجات الدنيوية والأخروية.

وكانت النساء يولينها اهتماما خاصة فيملأن المنزل بالبخور الفاسوخ أو الأمناس ويحنين أيديهن وأرجلهن وصغارهن من البنات تبركا بالليلة، كما كانت بعض نساء القبائل الحسانية يهدين أزواجهن خروفا في اليوم التالي، تقديرا لدوره كزوج.

 

المائدة الموريتانية

لم تكن المائدة الرمضانية الموريتانية في الماضي تحوي الكثير من التنوع في الأطعمة، لكنها كانت تتميز بكثير من الخصوصية والمحلية التي تمنحها بعض التفرد عن محيطها في الشمال والجنوب.

وكان الطعام الأول الذي يتناوله الصائم التمر، حيث لا تخلو مائدة منه أبدا، ويرافق التمر شرب الماء أو حليب الإبل إن وجد.

وعادة كان حليب الإبل يتوافر في القرى أو الصحارى أكثر من المدن الرئيسة، وعلى رأسها نواكشوط.

كما أن التمور تشهد ارتفاعا واضحا بالأسعار في موسم رمضان في الدكاكين الواقعة في الصحراء البعيدة، مما يجعل بعض الأهالي يتسوقون من القرى الجنوبية الزراعية، حيث تكون أسعار التمور والخضار مناسبة جدا، كما ان البهارات والأغذية القادمة من السنغال تتوافر بأسعار مناسبة في مدن الجنوب وقراه، وترتفع كلما بعدت المدن والقرى عن الجنوب.

ولذا فقد كانت القوافل البدوية وبعض القوافل القروية تذهب الى أقصى الجنوب قبل رمضان بيومين أو ثلاثة، فيتبضع أهل القافلة لهم ولمن أوصاهم ببعض الحاجات من أهل القرى التي قدمت منها.

وكان المشروبان الساخنان الرئيسان اللذان يوجدان في معظم الموائد الموريتانية في الماضي هما الزريغ والنشا، أما الزريغ فهو خليط الحليب الرائب والماء والسكر، وقد وصل الى موريتانيا من الجزيرة العربية مع المهاجرين الحسانيين، حيث كان يسمى في الجزيرة العربية المذق، لكنه اختفى في الجزيرة بمرور الوقت وبقي في موريتانيا.

 أما النشا فهو حساء محلي يصنع من خليط القمح والزيت والحليب والسكر، وحين يشارك أهل المنزل ضيف على مائدتهم، فإن تقديم هذين الحساءين يصبح ضروريا كنوع من الكرم وكدلالة على الترحيب، إذ كانا يقدمان بأقداح الخشب.

كما كان ما يعرف بالطاجين طبقا رئيسا عند بعض الموريتانيين المقتدرين ومتوسطي الحال وساكني القرى، ويصنع من اللحم الفلكة والخضار والبهارات بطريقة خاصة.

وكان الموريتانيون يفضلون اللحوم الحمراء على سواها من اللحوم الأخرى كالدواجن والأسماك التي تتوافر بكميات كبيرة، ويقبل عليها سكان الساحل في غير رمضان.

ويميل الموريتانيون الى لحم الجمال دون سواه، لتوافره بكثرة وتعود الناس في الماضي على تناوله.

وكان القصابون في القرى يجلبون الجمل فيذبحونه في إحدى الساحات بعد صلاة الفجر، ثم يبدأون في بيعه بنفس المكان، وقد أحضروا أدوات الذبح والتقطيع والتكسير والموازين معهم في عربة القصاب التي سيعود القصاب بما زاد من اللحم أو الشحم أو الجلد الى اهله ما لم يبعه في نفس المكان. وتتكرر نفس الطريقة في معظم مناطق الساحل، فنادرا ما يكون للقصاب دكان أو حانوت، لكن ساكني المناطق الجنوبية الزراعية والمدنية لا يفضلون لحم الجمل، بل كانوا يرغبون بلحم البقر والأغنام.

ويقدم البيصام باردا وهو شراب نباتي أحمر اللون كالعصير، أقرب الى الكركديه، ويعتبر الشراب البارد الأهم في المدن بعد اللبن.

وكانت عادة الموريتانيين خاصة العرب منهم تناول التمر والحليب أو اللبن او الماء والقيام لأداء الصلاة، ثم العودة الى المجلس لتناول الشاي الموريتاني الذي له حكاية تستحق أن تروى منفصلة، ولا يتناولون الأطعمة الثقيلة إلا بعد صلاة العشاء أو التراويح في المدن الكبيرة.

الشاي الأخضر

وللموريتانيين علاقة خاصة بنوع من الشاي الأخضر كانوا يسمونه أتاي، وهو يشبه الشاي المغربي، ويضاف له النعناع ويطبخ على نار هادئة لا تنطفئ أبدا ما دام الضيوف موجودين.

ولا يعتبر جاهزا للشرب إلا بعد أن تخرج منه الرغوة، حيث يصب بكؤوس صغيرة تملأ الى نصفها، ويترك النصف الأعلى للرغوة أو التحصيص والتحصاص والتنسيم، وكلها مسميات للرغوة بحسب المناطق والقبائل الموريتانية القديمة.

ولصب الشاي الموريتاني وشربه طقوس خاصة وأعراف لا يمكن تجاوزها او الإخلال بها، فلابد من أن يقدم أهل الدار الشاي الى الضيف على ثلاث دفعات أي 3 كؤوس، فإذا ما أتم شربها جميعا يمكنه القول إني شربت الشاي، أما اذا شرب كأسا أو كأسين، فيقول شربت كأسا أو شربت كأسين، ولا يقول شربت الشاي إلا بعد الثالث.

السهر الرمضاني القديم

لم يكن الموريتانيون يسهرون عقب العشاء في مختلف شهور العام، شأنهم شأن معظم المناطق والأقاليم العربية.

فلم تكن الأنماط الحياتية المتوافرة في موريتانيا وغيرها تساعد على السهر حيث لم تكن الكهرباء ووسائل الترفيه متوافرة، لكن شهر رمضان المبارك كان يساعد في تغيير بعض الأنماط الحياتية القديمة كالزيارات التي لا تتم إلا في الليل والصلوات الليلية الرمضانية كالتراويح والقيام والسحور الذي لابد منه، وهو من السنن المهمة لدى الصائمين.

وكانت بعض أنشطة السهر الأخرى القديمة تمارس في رمضان، ورغم تعدد هذا النوع من الأنشطة يبقى اثنان منها يستحقان الذكر؛ الأول الليليون والثاني المدح.

أما الليليون فهم مجاميع من الشباب يؤدون المهمة التي كان يؤديها المسحراتي أو أبوطبيلة في المناطق العربية الأخرى، لكن الاختلاف بين الليليين والمسحراتي أنهم كانوا يقومون بالتطبيل الجماعي ويدورون بالأحياء فينادون على المنازل بأسماء أصحابها، ولا يرجون من عملهم فائدة مالية أو تقديرا من أحد، وإنما يؤدونه على سبيل التسلية والضحك.

لذا تجدهم يزدادون عددا أو ينقصون بحسب رغبة البعض أو عدمها، كما يستمر التغيير بينهم عشوائيا وبطريقة عفوية.

أما المدح فهو فن يؤديه بعض المغنين أو بعض الفرق المتخصصة بغناء الموشحات والأناشيد الدينية التعبدية أو قصائد مدح النبي الأكرم والتشجيع على الخلق الحسن، وغالبا ما كان بعض الأهالي المقتدرين يستأجرونهم لأداء وصلات المدح في منازلهم أو في الساحات المجاورة لها، فيتفاعل المدعوون والحضور معهم، وعادة ما كان هؤلاء المداحين حسَني الأصوات ويحفظون العديد من القصائد الملحنة والأناشيد والموشحات، وهي في الأصل تعود إلى مدائح المتصوفة التي دخلت موريتانيا عن طريق زوار المنطقة القادمين من طرق التصوف في شمال إفريقيا.

*كاتب وباحث كويتي

back to top