حلمي النمنم وزيراً للثقافة في مصر... بين الإصلاح وتجديد الخطاب الديني

نشر في 23-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-09-2015 | 00:01
No Image Caption
لاقى اختيار الكاتب الكبير حلمي النمنم وزيراً للثقافة في التشكيل الحكومي الجديد في مصر ارتياحاً كبيراً بين أوساط المثقفين. «الجريدة» رصدت بعض الآراء عقب اختياره. وكان النمنم يشغل منصب القائم بأعمال رئيس هيئة الكتاب قبل تكليفه بحقيبة وزارة الثقافة.
قال الكاتب محمد سلماوي، الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، إن حلمي النمنم مؤمن بدور الثقافة المهم في إعادة بناء المجتمع، وأنه رجل صاحب فكر واضح ورؤية سليمة عبر عنها في مؤلفاته التي اعتمد فيها دائماً على البحث العلمي الدقيق والدراسة التاريخية الجادة، لافتاً إلى أن اختياره وزيراً للثقافة ينم عن رؤية واضحة من الحكومة الجديدة.

وأضاف سلماوي في تصريح من مدينة ميونخ الألمانية، إن {حلمي النمنم قارئ جيد لتاريخ مصر وحضاراتها المتعاقبة، وهو أكثر من يدرك طبيعة الهوية القومية لهذا الشعب، وهي الهوية التي أراد البعض طمسها ولم يأتِ وزراء ثقافة ما بعد الثورة من قدم برنامجاً لتأكيد هذه الهوية والحفاظ عليها وتنميتها، فبدونها لن تقوم للبلاد قائمة ولن تحقق مصر النهضة التي طال تطلع أبنائها إليها}، معبراً عن قلقه من كثرة تغيير وزراء الثقافة منذ قيام الثورة، حيث لم يكمل أي منهم سنة في موقعه، معتبراً أن ذلك {يؤدي إلى اضطراب العمل الثقافي وعدم استقراره}.

 وأعرب سلماوي عن أمله في أن يتمكَّن النمنم من تحقيق رؤيته للثقافة المصرية بالتفاف المثقفين حوله، وبالحصول على الدعم الرسمي الذي تستحقه الثقافة في بلد مثل مصر، وباستقرار الأوضاع في وزارة الثقافة.

من جانبه، قال الكاتب الصحافي الكبير، وأمين عام المجلس الأعلى للصحافة، صلاح عيسى، إن اختيار النمنم موفق للغاية، لأنه أقام علاقات وثيقة للغاية مع المسؤولين عن وزارة الثقافة وهيئاتها خلال الفترة الماضية، ولديه معرفة كاملة بمشكلات الوزارة وهيئاتها، كذلك اكتسب خبرة أكبر في إعداد مجموعة من الكوادر الثقافية ليتولى منصب نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ثم تولى أخيراً دار الوثائق والكتب القومية، وأصبح يجمع بين المجتمع المدني الثقافي والهيئات الرسمية، وتجمعه علاقات طيبة مع كل الأطراف، وهو من العناصر التي ارتبط اسمها بالموقف المعادي للتطرف والإرهاب وحرية الثقافة والفكر، وبالتالي يجمع نوع من التركيبة الملائمة للغاية للحالة الثقافية الراهنة في مصر.

وأكد الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة السابق، إنه سيكون داعماً للكاتب حلمي النمنم، الذي خلفه في المنصب بالحكومة الجديدة، وعلى استعداد لمساعدته وأن يكون عوناً له، متوقعاً أن يبدأ الوزير الجديد مهامه باختيار رئيسين لهيئة قصور الثقافة، والهيئة العامة للكتاب، مؤكداً أن النمنم {عمل في المطبخ الوزاري}، وكان يشارك في اتخاذ القرارات، وعليه أن يبذل جهوداً كبيرة في بعض الهيئات الثقافية، خصوصاً أكاديمية الفنون والمجلس الأعلى للثقافة، مضيفا: {ربنا يعينه على مهامه}.

وتابع النبوي، في تصريحات صحافية، أنه سعى خلال فترة عمله إلى أن يخرج بالثقافة من مجالها الجغرافي، فلا تكون متمركزة في المدن والعواصم فقط، بل تصل إلى القرى والنجوع، بالإضافة إلى عودة الدور الثقافي المصري الإقليمي، مؤكداً أنه لم يختلف يوماً مع المثقفين، بل سعى إلى توفير مناخ يسمح لهم بحرية الإبداع وعدالة الفرص، إضافة إلى الانتهاء من 21 مشروعاً من المشروعات المتوقفة في الوزارة، وستشهد الأيام المقبلة افتتاح بعضها.

اتصال بالبنية الثقافية

أوضح الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، أنه يعرف عن حلمي النمنم جديته الشديدة واتصاله الوثيق بالبنية الثقافية المصرية، ويرجو له كل توفيق ونجاح، فهو سيحاول التصليح ولكن الوقت ليس في صالحه، مؤكداً أن مهمة وزير الثقافة الجديد صعبة لأن التشكيل الوزاري الجديد يعتبر حكومة انتقالية أي وقتها قصير، حتى يتم التشكيل الجديد وفق الدستور بعد الانتخابات البرلمانية.

وقال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، إن النمنم جُرّب في عدد من المواقع منها مجلس إدارة دار الهلال ودار الكتب ومجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب، ونجح في تلك المواقع كافة، وقام بجهدملحوظ في تغيير العمل النمطي في هذه الهيئات. تابع: {أحترمه كمثقف ومؤرخ، وهو قريب من الدوائر الثورية والوطنية، لذلك سينجح في هذا المنصب بشرط أن يستدعي حوله عدداً كبيراً من الكفاءات ومن الأدباء والمثقفين}.

وذكر الفنان التشكيلي الدكتور رضا عبدالسلام أن اختيار النمنم وزيراً للثقافة يعد اختياراً ليس سيئاً، فهو شخص هادئ وموضوعي وانتقل بين مؤسسات الوزارة وتقلد مناصب مؤهلة جعلته قريباً من مطبخ الوزارة وعلى دراية بمشاكلها.

ولفت الفنان التشكيلي طارق الكومي إلى أن اختيار حلمي النمنم جدير بإدارة المنصب في هذه الفترة الحالية، فهو رجل موضوعي، وصاحب رؤية ورأي حر، وأحد العاملين بوزارة الثقافة وملم بالمسألة، ما يجعله على دراية كبيرة بإدارة هذه المرحلة لأنها مرحلة تحتاج آلية معينة.

وأكَّد الشاعر سيد حجاب إن اختيار حلمي النمنم خطوة صحيحة، وسيجد وقعاً طيباً لدى الجماعة الثقافية، لأنه ينتمي إلى جماعة الثقافة الوطنية المصرية وله خبرات متعددة في وزارة الثقافة وآليات العمل بداخلها، معرباً عن أمله أن يعيد النمنم إلى وزارة الثقافة وجهها المستنير، لتؤدي دورها مجدداً في المعارك التي تعيشها الأمة العربية في هذه المرحلة، وعلى رأسها المعركة مع الإرهاب.

وقال حلمي النمنم، وزير الثقافة الجديد، في أعقاب أدائه اليمين الدستورية كوزير للثقافة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد اختياره في التشكيل الوزاري الجديد، إن إحدى أهم أولوياته تجديد الخطابين الثقافي والديني، ولافتاً إلى ضرورة الاهتمام بالمسرح لأنه وجدان الشعب. كذلك أوضح أن الوزارة ستستعد لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، موجهاً الشكر إلى وزراء الثقافة الذين سبقوه في المنصب على المجهود التي بذلوها.

back to top