منفذ تفجير «الصادق» داعشي سعودي دخل البلاد يوم الحادث

نشر في 29-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-06-2015 | 00:01
• لقبه «أبوسليمان الموحد» وعبدالرحمن استقبله في أحد الفنادق • الحزام الناسف سُلم لأفراد الخلية في النويصيب
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين الرئيسيين في قضية تفجير مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر، وتمكنت من تحديد هوية منفذه، وهو سعودي الجنسية يدعى فهد سليمان القباع، وينتمي إلى تنظيم «داعش»، ولقبه «أبوسليمان الموحد».

أعلنت وزارة الداخلية هوية الإرهابي الذي فجر نفسه يوم الجمعة الماضي في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر، وهو سعودي الجنسية يدعى فهد سليمان عبدالمحسن القباع.

وقالت الوزارة في بيان أمس إن المجرم الإرهابي دخل البلاد فجر يوم الجمعة، أي يوم ارتكابه الجريمة، عن طريق مطار الكويت الدولي، ونفذ جريمته وقت صلاة الجمعة.

وفي بيان آخر، أكدت الوزارة اعتقال الأجهزة الأمنية الشخص الذي قاد المركبة وأوصل الإرهابي على متنها إلى مسجد الإمام الصادق، قبل أن  يفر هارباً فور تنفيذ الجريمة ويدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود، وهو من المقيمين بصورة غير قانونية، وعثر عليه مختبئاً في منزل العقل المدبر للجريمة الإرهابية ويدعى فهد شخير العنزي، وهو مواطن من أرباب السوابق ومن أصحاب الفكر التكفيري، وسبق له أن اتهم في قضية «أسود الجزيرة» وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات.

وكانت الوزارة أفادت في بيان سابق بتمكن الأجهزة الأمنية من ضبط مالك المركبة التي استخدمها الإرهابي وشريكه عبدالرحمن صباح في الوصول إلى مسجد الإمام الصادق، وهي «كامري» خضراء اللون ويدعى جراح نصر من فئة غير محددي الجنسية الذي اعترف بأن مركبته استعارها منه صديقه عبدالرحمن صباح منذ عدة أيام.

تحريات الأجهزة الأمنية

وأبلغ مصدر أمني مطلع «الجريدة» بأن الأجهزة الأمنية ومنذ الساعات الأولى للانفجار تمكنت من تحديد نوع المركبة التي أنزلت الارهابي أمام المسجد قبل أن يلوذ قائدها بالفرار لدى حدوث عملية التفجير، مشيراً إلى الأجهزة الأمنية توصلت أولاً إلى مالك المركبة بالاستعلام عن أرقام لوحاتها في الحاسب الآلي، وتبين أنه يدعى جراح نمر من غير محددي الجنسية - مواليد عام 1989. وقد تلقى الأخير اتصالا من أخيه فلاح المجود في العراق مع قوات داعش يطلب منه تسليم مركبته إلى عبدالرحمن صباح.

وأوضح المصدر أن رجال الأمن ألقوا القبض على مالك المركبة في منزله بمنطقة تيماء، واقتادوه إلى التحقيق حيث اعترف بأن المركبة عند صديقه عبدالرحمن صباح الذي استعارها منذ عدة أيام، وأرشدهم إلى منزل أسرته في منطقة تيماء أيضا، لكن الأجهزة الأمنية لم تعثر عليه في منزله.

ضبط المنسق وقائد المركبة

وذكر المصدر الأمني أن الأجهزة الأمنية كثفت تحرياتها التي أوصلتها إلى معلومات مهمة هي أن المتهم عبدالرحمن صباح موجود في منزل المنسق العام لعملية التفجير في منطقة الرقة، ويدعى فهد شخير، وهو معروف لدى الأجهزة الأمنية، ومن أصحاب الفكر المتطرف.

 وأشار إلى أن قوة أمنية مدعومة من قوات مكافحة الإرهاب في القوات الخاصة داهمت منزل فهد شخير، وألقت القبض عليه وعلى عبدالرحمن صباح واقتيدا إلى مبنى الإدارة العامة لأمن الدولة، ليعترف هناك تفصيلياً عن أفراد الخلية، وكيفية التخطيط والتنفيذ، كما كشف عن هوية منفذ التفجير، الذي كانت هويته مجهولة لدى الأجهزة الأمنية.

اعترافات تفصيلية للمتهمين

وقال المصدر إن عبدالرحمن صباح ذكر خلال التحقيق معه أن أفراد خليته السبعة المرتبطة بـ«داعش» في بلاد الحرمين، وهو المقر الرئيسي للتنظيم، تلقوا تعليمات منذ حوالي شهرين للاستعداد لتنفيذ أكثر من عملية إرهابية ضد مواقع مختارة في الكويت منها مساجد وحسينيات للطائفة الشيعية، ومجمعات تجارية، لافتا إلى أن المتهمين اعترفا أيضاً بأن تعليمات أخرى وصلت إليهما قبل أسبوعين بتحديد أحد مساجد الشيعة لتنفيذ العملية، وبعد عدة جولات على مساجد الشيعة من قبل المتهمين وشخص ثالث متوار عن الأنظار قرروا أن يكون التنفيذ في مسجد الإمام الصادق لعدة اعتبارات، أبرزها أن منطقة الصوابر لا يوجد بها حركة، وهي شبه نائية وتقع في قلب العاصمة، والدخول والخروج منها سهل، خصوصا يوم الجمعة.

اتصالات مع «دواعش» السعودية

وأضاف المصدر أن المتهمين اعترفوا كذلك أن التعليمات التي تلقوها من التنظيم في السعودية تنص على ان تسلم المتفجرات في منطقة النويصيب من شخص مجهول الهوية إلى الكويت من أحد أعضاء التنظيم، وبالفعل تم تسلمها وتجهيزها على شكل حزام ناسف، ومن ثم تم تلقي تعليمات أخرى بأن التنظيم اختار لتنفيذ العملية فهد سليمان القباع الملقب بأبي سليمان الموحد، وتم إبلاغ عبدالرحمن بموعد وصوله إلى أحد الفنادق عند الساعة العاشرة، ونقل على وجه السرعة إلى المسجد، حيث تم تركيب بطاريات لجهاز التفجير، وتجهيزه بالحزام الناسف.

وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية مازالت تطارد 4 أشخاص آخرين يعتبرون أعضاء أساسيين في الخلية، التي استطاعت الأجهزة الأمنية بالتعاون والتنسيق مع نظيراتها في السعودية تحديد أبرز العناصر بها.

وأوضحت المصادر أن عبدالرحمن صباح كان هو المنفذ الرئيسي الا انه اعتذر في اللحظات الأخيرة لعدم اكتمال إيمانه حسب ادعائه، وأنه بعد التفجير توجه للاختباء في منزل شخير.

«الداخلية» تكشف هوية انتحاري «الصادق»

كشفت وزارة الداخلية في بيانٍ لها أمس النقاب عن هوية الانتحاري الذي فجر نفسه يوم الجمعة الماضي بمسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر، وهو سعودي الجنسية ويدعى فهد سليمان عبدالمحسن القباع، لافتة إلى أنه «دخل البلاد فجر يوم الجمعة (يوم وقوع الجريمة) عن طريق المطار».

 وذكر البيان أن الوزارة ستوافي المواطنين بكل المعلومات فور الانتهاء من التحقيقات الجارية، في حين تعكف الأجهزة الأمنية على البحث والتحري عن الشركاء والمعاونين في هذه الجريمة النكراء.

ضبط سائق المركبة التي أقلت الإرهابي إلى «الصادق»

أعلنت وزارة الداخلية تمكن أجهزة الأمن المعنية من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي إلى مسجد الإمام الصادق وفراره بعد التفجير مباشرة، ويدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود مواليد 1989، وهو من المقيمين بصورة غير قانونية، حيث عثر عليه مختبئاً بأحد المنازل بمنطقة الرقة.

وقد أفادت التحقيقات الأولية بأن صاحب المنزل من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف، في وقت تواصل أجهزة الأمن جهودها للتوصل لمعرفة الشركاء والمعاونين في هذا العمل الإجرامي، والوصول إلى كل الحقائق والخيوط المتعلقة بهذه الجريمة النكراء.

متهم في قضية «أسود الجزيرة»

المتهم فهد شخير الذي دهمت قوات الأمن منزله مساء أمس متهم سابق في قضية أسود الجزيرة الإرهابية، وتم الحكم عليه بالحبس 4 سنوات وخرج من السجن بعد أن قضى عقوبته، إلا أنه عاد من جديد لممارسة نشاطه الإرهابي.

طلب جواز مادة 17 لعبدالرحمن صباح

قالت مصادر أمنية مطلعة إن المتهم عبدالرحمن صباح تقدم في شهر مايو الماضي بطلب للحصول على جواز سفر وفقا للمادة 17، إلا أن طلبه رفض لأسباب أمنية، مشيرة الى أن المتهم اعترف بأنه كان يريد الحصول على جواز السفر للذهاب الى السعودية والانخراط في أحد مواقع تدريب تنظيم داعش في بلاد الحرمين، وأن عدم حصوله على الجواز منعه من تنفيذ المهمة التي كلف بها أبوسليمان الموحد.

نمر متزوج ولديه ولدان

قالت مصادر أمنية إن المتهم جراح نمر، وهو مالك المركبة، متزوج ولديه طفلان وهو من البدون حملة إحصاء 1965، إلا أن هناك قيودا أمنية ومؤشر أصوله عراقية مسجلة ضده.

سافر إلى السعودية 3 مرات

أظهرت تحريات الأجهزة الأمنية أن المتهم جراح نمر سافر الى السعودية 3 مرات قبل عامين بواسطة جواز سفر مادة 17، ويعتقد أنه كان يسافر من أجل التنسيق والتدريب.

والده عسكري متوفى وعمه عراقي

ذكرت مصادر مطلعة لـ«الجريدة» أن المتهم عبدالرحمن صباح لديه شقيقان أكبر منه، ووالده عسكري سابق في وزارة الداخلية ومتوفى قبل الغزو العراقي الغاشم، وأن لديه عمّا عدل وضعه الى الجنسية العراقية بعد أن اكتشف أن أصوله عراقية، وأنه يملك جواز سفر عراقيا قديما.

مسجل بحقه سابقة اعتداء بالضرب

كشفت الصحيفة الجنائية للمتهم عبدالرحمن صباح أنه سبق أن سجلت ضده قضية اعتداء بالضرب مازالت منظورة أمام القضاء، كما كشفت الصحيفة أنه عاطل عن العمل، وكان يدرس في مدرسة خاصة بمنطقة جليب الشيوخ ولم يكمل دراسته.

back to top