مصريو الخارج يقترعون... و«العزوف» يخيم على المشهد

نشر في 18-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-10-2015 | 00:01
No Image Caption
• السيسي يدعو إلى المشاركة بكثافة ويخصُّ الشباب والنساء

• 250 ألف جندي يشاركون في تأمين الاقتراع
صوت الآلاف من المصريين المغتربين أمس، في مقرات البعثات الدبلوماسية من سفارات وقنصليات في 139 دولة حول العالم، في حين حث الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمة ألقاها على الأمة أمس، على ضرورة الاصطفاف لإتمام الاستحقاق الأخير من خارطة المستقبل، التي وضعها الجيش، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وسط مؤشرات على إقبال محدود للمصريين المقيمين في الخارج على انتخابات «مجلس النواب» ـ الاستحقاق الأخير في خارطة المستقبل التي وضعها الجيش في 3 يوليو 2013 ـ والذي يُقدر عدد من يحق لهم التصويت 681 ألفاً و346 شخصاً في 161 دولة، توافد الآلاف على مقرات 139 بعثة دبلوماسية في الخارج، أمس، في اليوم الأول لاقتراع المصريين في الخارج، المقرر أن ينتهي اليوم، ليبدأ نحو 27 مليون ناخب في الداخل التوجه إلى صناديق الاقتراع صباح اليوم في 14 محافظة، أغلبها محافظات الوجه القبلي.

المتحدث باسم «اللجنة العليا للانتخابات»، المستشار عمر مروان، قال إن المصريين في الخارج بدأوا التصويت في 110 دول أجنبية، حتى ظهر أمس، ووصف في تصريحات صحافية له، إقبال مصريي الخارج على التصويت في اليوم الأول بـ»المتوسط»، ودعا المصريين إلى الاحتشاد أمام السفارات والقنصليات، للإدلاء بأصواتهم.

ومن المقرر أن تتم عمليات فرز الأصوات عقب انتهاء التصويت في كل سفارة، بعد الساعة التاسعة من مساء اليوم، وفقاً لتوقيت كل دولة.

السيسي والبرلمانية

من جانبه، حاول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حثَّ المصريين في الداخل والخارج، على المشاركة في انتخابات النواب، لإتمام الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق، مشدداً على ضرورة حسن اختيار الأفضل من المرشحين.

وقال السيسي، في خطاب إلى الأمة بثه التلفزيون المصري، «اصطفافنا حتمي من أجل الوطن ونحن على أعتاب تنفيذ الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق».

وأكد السيسي أهمية البرلمان المقبل، لأنه مناط به سن التشريعات والقوانين المكملة للدستور، فضلاً عن أنه سيعكس أمام العالم إرادة المصريين، وتابع: «أدعو جميع المصريين من كل ربوع الوطن أن يحتشدوا من أجل الوطن وأن يُحسنوا اختيارهم... احتشدوا من أجل الشهيد ومن أجل الطفل.. اصطفوا أمام لجان الانتخابات وازرعوا بأصواتكم غداً مشرقاً».

ووجه الدعوة إلى الشباب للمشاركة، قائلاً: «الشباب هم العنصر الأساسي لتحقيق مستقبل مصر المرجو»، كما دعا النساء أيضاً قائلاً: «أدعو المرأة والأم والزوجة والأخت والابنة، بحق كل امرأة مصرية قدمت شهيداً من أجل الوطن للاصطفاف من أجل الوطن ورسم لوحة وطنية»، مطالباً رجال القوات المسلحة والشرطة باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر، لتوفير مناخ آمن ومستقر للناخبين خلال الاقتراع.

مخاوف العزوف

في الأثناء، رجَّح مراقبون أن تشهد انتخابات النواب إقبالاً غير كثيف، وقد عبر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحاق، عن توقعاته قائلاً إن نسبة الإقبال على التصويت لن تقل عن 10 في المئة ولن تزيد على 15 في المئة، ممن يحق لهم حق التصويت.

وأضاف إسحاق في تصريح لـ«الجريدة» أن «المناخ العام لا يؤدي إلى إقبال جماهيري على الاقتراع».

القيادي الإخواني المنشق، والمرشح في دائرة «سيدي جابر وباب شرق» في محافظة الإسكندرية الساحلية، خالد الزعفراني، أكد على فكرة العزوف، وقال: «نسبة المشاركة لن تزيد على 30 في المئة ممن لهم حق التصويت، بسبب تصدر غالبية رموز الحزب الوطني «المنحل» القوائم الانتخابية والمقاعد الفردية».

في السياق، قال مصدر مطلع، داخل «اللجنة العليا للانتخابات» رفض ذكر اسمه لـ«الجريدة»، إن القانون لم يمنح مرشح الفردي أو القائمة الفوز بالتزكية، وأن القانون ألزم حصول القائمة أو المرشح الفردي الذي يتصدر الدائرة منفرداً دون منافس بالحصول على 5 في المئة من أصوات المنتمين للدائرة، أو 5 في المئة من أصوات من حضروا من الناخبين.

في السياق، أثنى الناشط الشاب، عضو قائمة «في حب مصر» الانتخابية، طارق الخولي، على كلمة السيسي التي طالب فيها الشباب بالمشاركة بكثافة في الانتخابات، وقال لـ«الجريدة»: «كلمة الرئيس نابعة من قناعته الشخصية بأهمية الشباب»، في حين رجح الناشط الشاب، تامر القاضي، عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات، بسبب «سوء أوضاع الشباب وعدم تمكينهم من العمل في المناصب المؤهلين لتوليها».

استنفار

إلى ذلك، أكدت القوات المسلحة بدء تنفيذ إجراءات تأمين الانتخابات، وقالت في بيان رسمي لها أمس، إن غرفة العمليات أنهت استعداداتها القصوى لمتابعة تحرك عناصر الجيش التي يبلغ عددها أكثر من 185 ألفاً من الضباط وضباط الصف والجنود المشاركين في تأمين «البرلمانية».

مصدر عسكري قال لـ«الجريدة» إنه تم اتخاذ كل الترتيبات لمراقبة وتأمين العملية الانتخابية في جميع محافظات المرحلة الأولى، لافتاً إلى أن عملية التأمين ستشهد استخدام طائرات المراقبة الأمنية والتصوير الجوي، في حين صدَّق وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، على تخصيص طائرات نقل عسكرية لنقل أكثر من 1100 قاض من أعضاء الهيئات القضائية المشرفة على الانتخابات لتسهيل مهمة نقلهم وتأمينهم.

في السياق، قال مسؤول الإعلام في وزارة الداخلية، إن نحو 250 ألف ضابط وجندي مدججين بالأسلحة الحديثة، سيُشاركون في تأمين الانتخابات في جميع الدوائر الانتخابية التي ستجرى فيها الانتخابات للمرحلة الأولى، في حين أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس، وضع خطة طبية طارئة لتأمين الانتخابات.

مرحلتان للانتخابات

ستجري الانتخابات المصرية البرلمانية على مرحلتين:

الأولى

• 14 محافظة: الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، وأسوان، والبحر الأحمر، والإسكندرية، والبحيرة، ومرسى مطروح.

• عدد الكتلة التصويتية حوالي 27 مليون ناخب

الثانية

• 13 محافظة: القاهرة، والغربية، والدقهلية، والقليوبية، والمنوفية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء.

• عدد الكتلة التصويتية 28 مليوناً و225 ألف صوت.

أرقام

• ثاني انتخابات برلمانية تشهدها مصر في 3 سنوات

• 55 مليونا و600 ألف عدد الناخبين المسجلين في مصر

• 5 سنوات ولاية البرلمان الجديد

• يضم البرلمان 568 عضوا منتخباً

• 448 نائباً ينتخبون بالنظام الفردي

• 120 نائباً ينتخبون بنظام القوائم المغلقة المطلق

• يحق للرئيس تعيين ما يصل إلى %5 من الأعضاء.

• 139 سفارة مصرية تستقبل انتخابات الخارج

• 4 دول جرى استثناؤها من تصويت الخارج هي سورية واليمن وليبيا وإفريقيا الوسطى

أول انتخابات بلا «إخوان» منذ 30 عاماً

للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاما، تشهد مصر انتخابات نيابية بدون مشاركة جماعة «الإخوان المسلمين» بعد عامين من إطاحة الرئيس الذي ينتمي إليها محمد مرسي وقمع أنصارها وحظرها رسميا.

فجماعة «الإخوان المسلمين» التي أسسها حسن البنا في 1928 شاركت في كل الانتخابات التشريعية التي جرت في مصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إذ سمح لها بهامش حركة سياسية رغم أنها كانت رسميا محظورة.

وباستثناء مرة واحدة اتفقت فيها الجماعة مع حركات وأحزاب معارضة أخرى على مقاطعة الانتخابات احتجاجا على قانون جديد لتنظيم الاقتراع في 1990، شارك الإخوان في كل الانتخابات منذ 1984 واستخدموا الشعار الشهير «الإسلام هو الحل» لتمييز أعضائهم سياسيا.

وكان الإخوان الذين تمكنوا خلال سنوات حكم مبارك الثلاثين من بناء ماكينة انتخابية فعالة وباتوا قوة المعارضة الرئيسية والأكثر تنظيما، هيمنوا على أول برلمان انتخب عقب ثورة 2011.

وحصدوا حينذاك قرابة 44 في المئة من مقاعده قبل أن يتم حله بقرار من المجلس العسكري الذي كان يتولى السلطة العليا في البلاد قبيل انتخاب محمد مرسي في 2012.

ويعتقد الخبراء أن الإخوان المسلمين قد يغيبون عن الساحة السياسية في مصر لسنوات ولكن ليس إلى الأبد، وأن تنظيمهم السياسي حتى وإن ضعف فإنه سيستمر.

نسب المشاركة بآخر 3 انتخابات

• 2005: 25%

• 2010: 35%

• 2012: 54%

(القاهرة - أ ف ب)

back to top