رمضان في الصعيد

نشر في 21-06-2015 | 00:02
آخر تحديث 21-06-2015 | 00:02
في ذاكرة الأيام حكايات للشعوب تناقلتها أجيالها، فيها من البساطة والأصالة والخصوصية ما يستحق أن يروى، وفيها لنا عبر ودروس ومواعظ تخرجنا من عصر السرعة والمادة والتعلق بأستار الرغبات وحطام الدنيا الى مساحات واسعة من الخيال، وفضاءات رحبة من التقرب الى الله بنوايا صادقة.
فللشعوب الإسلامية علاقة روحية برمضان، وعشق أزلي يتجدد باستمرار، تنتظره كل عام بشوق وفرح، ارتبطت به روحا وعانقته وجداناً، كلها باختلاف ديارها وأصولها اتفقت عبادة واختلفت طباعا وعادات وسلوكا.
للجغرافيا والمجتمع والتاريخ آثارها في صياغة العقل الكلي وتكوين الإرث عبر السنين.
ونحن في بحثنا هذا نحاول أن نعود بالزمن الى الوراء... نعيد الرحلة باتجاه المنابع، حيث ما تعيشه شعوب اليوم اتى من بعيد... فهناك ولدت الأسرار... نسافر من منطقة الى أخرى نبحث عن أخبار رمضان في ذاكرة الزمن الجميل وذاكرة الناس البسطاء، لننقل أخبارا بسيطة مثل أهلها، لكنها تخبرنا عن الجذور وعن التاريخ حين يدون برغبة صادقة للوصول إلى الحقيقة التي تشير جميعها إلى نقاء العبادة والنفوس المطمئنة.
والصعيد أرض الحضارات القديمة، حيث بنى الإنسان الأول هناك مجداً كانت تغبطه عليه سائر الأمم، حيث منبع النيل يأتي من بعيد حاملا معه الحياة والأسرار، حيث الصعيد وحيثما النهر يتدفقان كلاهما بحر، وحيث الإسلام عانق الحضارة فأخرج من الصعيدي كل أمر جميل وكل ثناء جميل لتستعد الذاكرة بعض مواطن الجمال من الصعايدة الطيبين.

 

نبذة عن الصعيد

 

تسمى كل المنطقة الواقعة جنوب القاهرة صعيدا، ابتداء من الجيزة وانتهاء بأسوان، لكن كلما توغلنا صعودا الى الجنوب مع النيل باتجاه المنبع أصبح الصعيد مغلقا ومنقطعا عن التواصل مع بقية أرجاء الكنانة، وهذا الانغلاق والانقطاع ساعدا ما يعرف بالصعيد الجواني، الذي يبدأ من أسيوط، على الاحتفاظ بعادات وتقاليد وأعراف تميز أهله عن سائر سكان مصر المعمورة.

نحن لا نتحدث عن هذه الأيام التي لم تعد صفة الانقطاع تنطبق على محافظاته، بعد أن أصبح العالم أجمعه قرية صغيرة متواصلة، وإنما نتكلم عن عشرات السنوات الماضية، ومحافظات الصعيد الخمس الجنوبية، بحسب التقسيم الحديث لمناطق الدولة الإدارية، هي العمق الحضاري لمصر، فهناك قامت أقدم الحضارات الإنسانية في الأقصر وأسوان وأسيوط وسوهاج وقنا، يقال إن نصف آثار الحضارات في العالم موجودة في الصعيد.

وإلى الصعيد هاجرت قبائل وأسر وعائلات عربية من أنحاء الجزيرة العربية لتصبغ الصعيد بصبغتها وتنقل التراث العربي وعاداته الى هناك، فتتفاعل مع ما كان سائدا في المنطقة وتخرج حالة جديدة وخاصة من الموروث الإنساني الذي يميز تلك المنطقة عن مصر كلها، فالصعيد مجاميع اجتماعية متفاعلة بينها ومع بعضها بالأسلوب السائد عربيا عبر العصور الماضية.

 

روحية رمضان

 

انغرس حب رمضان في وجدان الإنسان الصعيدي بعمق لا يمكن وصفه، فاشتهر اسم رمضان كأحد أكثر الأسماء شعبية التي يتداولها الصعايدة ويسمون أبناءهم ومواليدهم به، والصعيدي إنسان متدين بطبعه جذورا وسلوكا، فجذوره العربية التي قدمت من شبه الجزيرة العربية منزل الوحي والإسلام، ورمضان وتنشئته المغلقة في منطقة كانت حتى وقت قريب منعزلة عن سواها من المناطق بفعل التكوين الاجتماعي والجغرافي جعلا منه ما يشبه القديس المعتكف في ديره والمنقطع عن الناس.

وبسبب هذا التكون احتفظ الصعايدة بعادات وتقاليد مرتبطة بشهر رمضان توارثتها الأجيال بعدا قديما كقدم شهر رمضان نفسه، ويشترك فيها الصعايدة مع غيرهم من سكان الأقاليم العربية الأخرى، وبعضها دخل الى عاداتهم وتقاليدهم عبر السنين تأثرا وتأثيرا فادخلوه ضمن موروثهم وتفاعلوا معه وتبادلوه بينهم، لذا فإنك تجد الكثير من المشتركات العربية والخصوصيات الصعيدية تبادلها الناس هنا ومارسوها في عشرات السنوات الماضية.

 

النصف من شعبان

 

تبدأ استعدادات أهالي الصعيد منذ منتصف شهر شعبان بصوم اليوم والاحتفالات الكبرى مساء، وتتعدد أنواع الاحتفالات وأوصافها، وان كان يغلب عليها الطابع الديني، فتكثر حلقات الذكر والمدائح والأغاني الصوفية التي يحييها الوجهاء والموسرون عصرا في ساحات منازلهم أو الساحات المجاورة لها.

ويتم إحضار مطربي الموالد والمداحين لأداء المدائح النبوية والموشحات الدينية، وتتم دعوة الأهالي لحضور مثل هذه الحلقات مشافهة وإشهارا دون ان توجه الدعوات الشخصية الا الى الوجهاء وأصحاب المراكز الاجتماعية والمالية.

 

زيارة الأضرحة

 

تكثر زيارة الأضرحة وقبور الأولياء الصالحين في النصف الثاني من شعبان وطوال شهر رمضان المبارك، وتنتشر قبور وأضرحة الأولياء في مدن الصعيد ونجوعها بكثرة، فتجد كبير الاحترام وكثير الاهتمام من أهالي الصعيد الذين تعودوا على زيارتها للتبرك وتحصين الصغار وعلاج المرضى وعلاج النساء اللاتي يعانين العقم وفك السحر والكثير من المعتقدات المتداولة هناك.

وتعوّد الناس هناك على زيارة الاضرحة لاعتقادهم بأن هذه الزيارات تدخل في روح العبادة أيضا، وان القيام بها في هذه الأوقات تزيد قيمتها العبادية، وتغرس في الإنسان الإخلاص في العمل المرتبط بالشهر الكريم من صيام وقيام، فتجدهم جبلوا على الوفاء بنذورهم وطلب قضاء الحاجات، وما الى ذلك من الأمور المرتبطة بالمعتقدات المتوارثة في الصعيد والكثير من الأقطار الإسلامية كذلك.

وكان يشرف على الأضرحة في الماضي سدنة وقيمون تعودوا على ان يتوارثوا الوظيفة عن آبائهم واجدادهم، وهم الذين يقومون بجمع النذور والتصرف بها، كما تقع تحت إشرافهم العديد من الأوقاف التي أوقفها بعض الموسرين للضريح، ووجدت بعض الوثائق المسجلة في الجهات الرسمية كأوقاف لبعض الأضرحة.

ولعل أشهر هذه الأضرحة مقام سيدي عبدالرحيم القناوي، أشهر أولياء الصعيد قاطبة، ويوجد مقامه بمحافظة قنا، وسيدي جلال الدين المنفلوطي في منفلوط، وضريح الشيخ إبراهيم الحاوي في أسيوط، وضريح الشيخ يوسف ابي الحجاج في الأقصر، وضريح الشيخ مبارك في أسيوط. 

 

الاستهلال وثبوت الرؤية

 

يروي الأستاذ إبراهيم عناني، عضو اتحاد المؤرخين العرب، ان اول من خرج للاستهلال في مصر هو قاضي القضاة عبدالله بن هليعة، في النصف الثاني للمئة الثانية من الهجرة، ثم عممت السلطات المتعاقبة طريقة الاستهلال هذه على سائر المناطق المصرية عبر التاريخ، ويعتقد ان اول استهلال لشهر رمضان تم منذ أوائل المئة الثالثة.

وكان وجهاء المحافظات والنجوع في الصعيد يخرجون الى خارج القرية يرافقهم الكثير من الأهالي، وحين تثبت رؤية الهلال، ويتفق الجميع على ان غدا سيكون اليوم الأول من رمضان يعود المستهلون الى النجع او المحافظة ويدخلونها كدخول الفاتحين، فيرحب بهم الناس اشد ترحيب، وتضاء الشموع والفوانيس في المساجد والطرق إن وجدت، ثم تبدأ الاحتفالات والاستعدادات النهائية للصيام.

وفي بعض محافظات الصعيد كانت تقام المسيرات التي يتقدمها العمد والموسرون والوجهاء على ظهور خيولهم، يتبعهم عازفو المزامير وراقصو العصي وبائعو الفول والحلويات وعامة الناس، فيجوبون الشوارع والطرق الرئيسية، قبل أن يعود الجميع الى بيوتهم على التوالي.

 

معالم رمضان

 

تزدحم الأسواق في الصعيد بالمارة والمشترين في اليوم الأول، خاصة بعد العصر، وتعتبر الخضراوات والأغذية بمختلف أنواعها المقصد الرئيسي للزبائن، وتكثر البسطات والعربات المتنقلة طوال أيام الشهر الكريم، ويزداد عدد الباعة والمشترين.

كما تزدحم المساجد بالمصلين في أوقات الصلاة، وتبلغ ذروتها في صلاة العشاء والتراويح، فتزدحم المساجد على قلتها وصغر معظمها بالمصلين الذين يأتون من بعض المنازل والاحياء البعيدة، كما يقصد الناس بعض المساجد التي اشتهر أئمتها بحلاوة الصوت وجودة القراءة.

ولعل مدفع الإفطار كانت أحد معالم رمضان في الصعيد طوال مئة عام أو اكثر، ويذكر عز العرب عبدالحميد ثابت، الباحث في تاريخ الصعيد، ان اشهر مدافع رمضان هو الذي تم نصبه عام 1871م في زمن الخديوي إسماعيل بالاقصر ثم في جرجا، وكان المدفعان من مجموعة مدافع بريطانية الصنع من نوع الكروب، وصلت الى مصر لهذه الغاية.

وكان الأهالي يتجمعون أمام مكان المدفع بتعجب لسماع دوي الرميات الثلاث، قبل ان تنتشر المدافع بعد ذلك في اهم مدن الصعيد، وتصبح أحد معالم رمضان المتعارف عليها منذ بداية القرن العشرين حتى ظهور الراديو والتلفزيون وانحسار الحجة للمدفع بعد ذلك.

واشتهر مدفع الإفطار في الصعيد قديما بمدفع الحاجة فاطمة، ولم يعرف للتسمية أصل رغم شهرتها، وفي بعض مناطق الصعيد، خاصة الأقصر وأسوان، كان الأهالي يزينون منازلهم ومحالهم ببعض أنواع الزينة القديمة المصنوعة من قطع الملابس الملونة، كما يضعون بعض الفوانيس امام أبواب منازلهم وفي بعض الممرات والدهاليز المارة امام المنازل، كما يتم تزيين بعض الاضرحة واضاءتها ليلا طوال ليالي رمضان، من اجل تهيئة الأجواء المناسبة للراغبين في زيارتها.

 

موائد الرحمن

 

وعرفت مصر، والصعيد بوجه خاص، ما عرف بموائد رمضان أو موائد الرحمن، كما كانت تسمى في بعض المناطق، وكانت هذه الموائد تنتشر امام المنازل الكبيرة، وما يعرف بالدوارات والتكايا ومنادر بعض الأثرياء والوجهاء والهوارة، وهم عائلات مهابة الجانب عرفت بنقاء الجذور والاصالة والكبرياء والانفة، وتعود هؤلاء وسواهم على وضع البسط والفرش وبذل الطعام بأنواعه لفطور المارة والمحتاجين والفقراء.

ويكثر الجالسون على هذه الموائد طوال أيام الشهر الكريم، وتنتشر هذه الموائد في جميع ارجاء الصعيد ومختلف قراه ونجوعه، وتعود الناس على رؤيتها في نفس الأماكن والمنازل في كل عام، كما كان باذلو الطعام وناشرو البسط والموائد يتوارثونها ويحافظون عليها ربما تدينا وربما أبهة ووجاهة.

ولا يقتصر دور هذه التكايا والزوايا على تقديم طعام الإفطار للمحتاجين، بل يتحول بعضها، خاصة الكبرى منها والتابعة لوجهاء القرى والنجوع، الى مجالس للذكر والانشاد وقراءة القرآن، التي تبدأ منذ صلاة العشاء ولا تتوقف الا بعد منتصف الليل، ويتم استئجار بعض القراء والمنشدين والمداحين طوال ليالي الشهر لأداء برامج تبدأ بقراءة القرآن ثم يتبادل المنشدون قول المدائح والتواشيح.

واشتهرت بعض هذه الزوايا بسبب استقدامها لأشهر القراء والمنشدين، ولعل زاوية عرب الهوارة في جرجا كانت الأشهر بينها جميعا، حيث كان يقصدها الناس من مختلف قرى ونجوع سوهاج لسماع قراءة القرآن والانشاد الذي كان يؤديه أشهر القراء والمنشدين بصعيد مصر في تلك الفترة.

   

*كاتب وباحث كويتي

المسحراتي

وهي مهنة تكاد تنتشر في كل الأراضي والامصار الإسلامية، ولا تكاد قرية او حارة منه، والمسحراتي رجل جهوري الصوت يحمل بيد طبلة وبالاخرى عصاه، يحفظ الكثير من الاشعار والجمل المتجانسة التي يرددها بين قرعات الطبلة بصوت عال من اجل ان يساعد الناس وخاصة النساء وربات البيوت للنهوض من النوم والبدء في تجهيز السحور.

ويبدأ المسحراتي مهمته منذ منتصف الليل، فيدور بين المنازل والاحياء بسرعة وهمة لعدة مرات يقرع طبلته بقوة، وينادي “وحوي يا وحوي”، حتى يتأكد من ان الكل قد فاق من نومه واستعد لتناول سحوره، على ان بعض المسحراتية في الصعيد كان يصعد مئذنة المسجد او بعض التلال العالية ويقرع طبلته بشدة في فترة الفطور ليعلم الناس بدخول وقت الفطور

فوانيس رمضان

يقال إن مصر عرفت الفوانيس ليلة دخول المعز لدين الله الفاطمي، حيث خرج الناس لاستقباله فاستخدموا فوانيس المنازل لرؤية طريقهم، ومنذ منتصف القرن الرابع الهجري، تعود الناس في مصر ان يخرجوا ليلا وهم يحملون الفوانيس ليميزوا طريقهم ويميزهم العسس. 

ويقتصر استعمال الفانوس في أيام السنة الأخرى على اضيق الحدود، حيث يكون خروج الناس من منازلهم في الليل نادرا، اما في شهر رمضان فيكثر خروج الناس للتزاور والصلاة وجلسات السمر، ما يجعل الحاجة الى الفوانيس تزداد كثيرا، كما تعودت الاسر الصعيدية على اضاءة الفوانيس على أبواب المنازل طوال شهر رمضان، ما كان يتسبب في رواج تجارة الفوانيس وصناعتها واقتنائها، ولذلك ارتبط اسمها بالشهر الكريم فسميت فوانيس رمضان.

المائدة والقيم الصعيدية

تعودت معظم الأسر الصعيدية على ان تتناول وجبة الإفطار مجتمعة، يتقدم الجميع رب الاسرة او كبيرها والام والأولاد واطفالهم وبعض الأقارب المدعوين، ويجلس الجميع على مائدة واحدة يتبادلون أنواع الطعام في ما بينهم حسبما تطاله الأيدي وهم فرحون بأن جاوزوا يوما من الصيام ومستبشرين خيرا بالقادم منه، مسرورين باجتماعهم جميعا على مائدة واحدة.

وتعودت الاسرة الصعيدية قديما على احترام الكبير وتوقيره والانصات والطاعة دون تردد، ومما تعودت عليه ايضا صوت بكاء بعض الأطفال او طلباتهم والجلبة التي يحدثونها اثناء الإفطار، والتي يتذكرها بعض كبار السن عند انقضاء الشهر المبارك وانفضاض الجمع فيترحمون على أيام رمضان وذكرياته الجميلة. 

كما تعودت بعض الاسر في الصعيد، خاصة ربات البيوت والعجائز، على ارسال بعض الأطعمة والاكلات الى بناتهن المتزوجات في منازل لزواجهن، كنوع من التواصل والتراحم ورفع قدر البنت في عين زوجها وأهله.

ويعتبر الفول المدمس الضيف الدائم في معظم وجبات الإفطار والسحور أيضا، حيث لا تخلو مائدة منه، ويجهز بطرق وأنواع متعددة ومختلفة سواء في المنازل او بالشراء من المحال، حيث تكثر المحال وعربات الفول في الطرقات وفي مختلف احياء ومناطق الصعيد المختلفة، وهو الوجبة التي باستطاعة كل الناس الحصول عليها لتكلفتها البسيطة وعناصرها الغذائية الغنية. 

كما كان يسود الاعتقاد بأن تناولها في السحور يقلل العطش والاجهاد نهارا ويسود الشعور بالشبع عند متناوليها، ولا تكاد تخلو مائدة الإفطار من الزبادي والبلح او التمر وعصير القصب والخضراوات الورقية، فمعظمها اما تكون متوفرة في المنازل وتحضرها نسوة البيت من مواشيهن او زراعتهن المنزلية او يتم شراؤها بأسعار رخيصة وفي متناول كل الاسر، وكذلك بعض المشروبات الشعبية الأخرى كالعرقسوس الذي غالبا ما يحضر في المنازل والخروب سهل التحضير.

كما يعتبر {الرز بلبن} من الاكلات الشعبية الشائعة في الصعيد إفطارا وسحورا معا، على ان موائد إفطار الموسرين والاغنياء في الصعيد لا تخلو من البط المحشي واللحوم بأنواعها، ومن بعض الاكلات التي يدخل السمك فيها، ومن القطايف والحلويات الفاخرة وبعض المشروبات عالية الجودة في مقاييس تلك الفترة، مثل الخشاف والسوبيا وقمرالدين والتمر هندي.

ولا تتشابه كل محافظات الصعيد ومدنها بنوع الاكلات التي تزين موائدها، فبعض المناطق كالاقصر مثلا كانت تتميز ببعض الاكلات المختلفة، فمائدة أهالي الأقصر تشتهر ببعض ما يميزها عن سائر مدن الصعيد كالفتة الاقصرية وتسمى أكلة المشايخ والكشك ذي الأصول التركية والمخروط، وهي معكرونة مصنوعة من الدقيق ومجففة بالشمس والمكمور والعصيدة وهما تركيتان، والشكشوكة التي تصنع من رؤوس الأسماك والمسبوبة، وهي نوع من الحلويات التي اشتهرت بها الأقصر واسوان وبعض مناطق شمال السودان، كما تشتهر أسوان بشرابي الجوافة والمانجو اللذين تزرع اشجارهما هناك.

 

back to top