بوتين ينتزع لقاء أوباما... ويشترط دعم الأسد لوقف الحرب

نشر في 26-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 26-09-2015 | 00:01
No Image Caption
● هدنة «إيرانية- تركية» في الزبداني

● واشنطن ولندن لحل سياسي

● «البنتاغون» يحذر من تداخل مصالح
بعد تمكنه من نقض سياسة أميركية تهدف إلى معاقبته على دوره في النزاع بأوكرانيا، بانتزاعه لقاء مع الرئيس أوباما، أعلن الرئيس بوتين صراحة أن دعم الأسد هو الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب، في وقت توصلت إيران وتركيا إلى هدنة طويلة في ريف دمشق وإدلب برعاية الأمم المتحدة.

قبيل وصوله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الاثنين، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب في سورية هي دعم الرئيس بشار الأسد في معركته ضد الإرهاب، وفق مقتطفات لمقابلة مع محطة "سي بي إس" الأميركية بثتها أمس الأول.

وقال بوتين، لمقدم برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه المحطة ردا على سؤال عما إذا كان الهدف هو "إنقاذ" الأسد، "بالتأكيد أنت على حق"، مضيفا: "أعتقد أن كل الأعمال تصب في هذا الاتجاه، الذين يهدفون إلى تدمير الحكومة الشرعية (السورية) سيخلقون وضعا رأيناه في دول أخرى بالمنطقة أو في مناطق أخرى مثلا في ليبيا، حيث كل المؤسسات الرسمية دمرت، وشاهدنا وضعا مماثلا في العراق".

وشدد الرئيس الروسي على أنه "لا حل آخر للأزمة السورية سوى بتعزيز الهيكليات الحكومية ومساعدتها في المعركة ضد الإرهاب" في إشارة إلى الحرب على تنظيم "داعش".

«طلبات متكررة»

ورغم جهود مستمرة منذ سنتين لعزل الرئيس الروسي على الساحة الدولية، وافق نظيره الأميركي أمس الأول على لقائه "بعد طلبات متكررة"، وفق البيت الأبيض، الذي أعلن مع الكرملين أن الرئيسين سيعقدان أول اجتماع رسمي لهما منذ عامين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين، محوره سورية وأوكرانيا.

ورافق الإعلان، الذي يتناقض مع سياسة أميركية تقوم على معاقبة الرئيس الروسي على دوره في النزاع بأوكرانيا، وأدت إلى فرض عقوبات دولية خانقة على اقتصاد بلاده، سلسلة من الانتقادات من جانب البيت الأبيض لبوتين تسلط الضوء على انعدام الثقة بين البلدين.

وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بأن "الرئيس اتخذ بالفعل قرارا بأن الأمر يستحق في هذه المرحلة عقد لقاء وجها لوجه مع بوتين، لنرى ما إذا كان ذلك يحقق تقدما على صعيد المصالح الأميركية".

عداء ظاهر

ومع أن أوباما، الذي كان آخر اجتماع رسمي له مع بوتين في يونيو 2013 على هامش قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية، لن يبدي "عداء ظاهرا" خلال اللقاء، إلا أن إيرنست مضى يصف روسيا بأنها قوة إقليمية ذات اقتصاد أصغر بقليل من اقتصاد إسبانيا. كما تساءل عما إذا كان إعلان موسكو السريع للقاء والطلبات المتكررة له دليل على أنها "أكثر تلهفا".

وتلا الإعلان عن اللقاء معلومات متناقضة من موسكو وواشنطن حول ما سيركز عليه الاجتماع. فقد صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للإعلام المحلي: "من الطبيعي أن الموضوع الأبرز سيكون سورية"، مضيفا أن اللقاء سيستغرق ساعة تقريبا، وسيتناول النزاع في أوكرانيا "إذا تبقى متسع من الوقت"، في حين أشار البيت الأبيض الى أن المحادثات ستركز على أوكرانيا والتزام روسيا سحب قواتها من القسم الشرقي من البلاد.

أوباما وكاميرون

وفي وقت سابق، أجرى أوباما ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون اتصالا هاتفيا تباحثا خلاله الأزمة السورية وضرورة التوصل الى عملية سياسية. وأعلن مكتب كاميرون، في بيان، أن الطرفين اتفقا على أن تزايد عدد اللاجئين الفارين من سورية وتهديد "داعش" يبرزان الحاجة إلى تحقيق تقدم حول إقامة عملية انتقالية سياسية لوضع حد للنزاع.

تداخل مصالح

وبينما أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس الأول، أن الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تجدا "مجالات للتعاون" في سورية، رأى أنه من الممكن أن تتداخل مصالحهما رغم الرغبة المشتركة في هزيمة "داعش".

وقال كارتر، خلال مؤتمر صحافي في "البنتاغون" مع وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك، إنه اذا كانت روسيا تسعى لحل سياسي في سورية وليس أن تكتفي بمهاجمة كل خصوم الأسد "بلا تمييز يمكننا أن نجد مجالات للتعاون"، مضيفا: "أما إذا كان الأمر فقط لصب الزيت على نار الحرب الأهلية فسيكون أمرا غير منتج".

هدنة الزبداني

وعلى الأرض، توصلت الفصائل المقاتلة وقوات النظام والمسلحون الموالون لها أمس الأول إلى اتفاق برعاية تركية وإيرانية وإشراف الأمم المتحدة، يتضمن، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر سوري، مرحلتين الأولى وقف إطلاق النار في الزبداني ومضايا وبقين وسرغايا والقطع العسكرية المحيطة بها في محافظة ريف دمشق والفوعة وكفريا وطعوم ومدينة إدلب ومعرة مصرين ورام حمدان وزردنا زبنش وتفتناز وشلخ في محافظة إدلب.

وتتضمن المرحلة الاولى أيضا خروج كل المقاتلين من الزبداني مع الراغبين بالخروج من عائلاتهم من المدينة وبقين وسرغايا ومضايا، على أن تكون الوجهة الوحيدة محافظة إدلب حصرا، إضافة إلى إخراج عائلات الزبداني التي لجأت الى لبنان وإعادتهم إلى سورية مباشرة أو إلى تركيا، شرط أن يكون العدد بين 40 و50 عائلة فقط، فضلا عن الاتفاق على خروج الراغبين من الفوعة وكفريا والجرحى الذين لا يمكن علاجهم في البلدتين.

وتشمل التهدئة إيقاف الخطوات العدائية كإغلاق طريق الفوعة وكفريا أو اغلاق منافذ مضايا وبقين وسرغايا. وتبدأ المرحلة الثانية بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات لدى النظام السوري والذين يبلغ عددهم 500 طالبت المعارضة بهم. كما نص الاتفاق على تثبيت هدنة مدتها 6 أشهر في المناطق السابقة الذكر يتم مناقشة تفاصيلها وآليات ضبطها أثناء اللقاءات المشتركة.

(دمشق، موسكو، واشنطن، لندن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top