ازدحام درامي أم قلة إبهار؟

نشر في 22-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-07-2015 | 00:01
• بعض المسلسلات الرمضانية خيّب أمل صانعيها
ما الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق مسلسل ما نسبة مشاهدة عالية وسط الزخم الدرامي على شاشة رمضان، أو نسبة مشاهدة منخفضة؟ هذا السؤال يطرح نفسه مع انتهاء الشهر الفضيل، مع العلم أن مسلسلات لم تلقَ رواجاً قد تكون مكتملة العناصر الفنية.

أعمال كثيرة أمل صنّاعها في قدرتها على الفوز بانتباه المشاهد، وتحقيق معدلات مشاهدة مرتفعة، لكن السباق الدرامي كشف إخفاقها في تحقيق ما يطمح  إليه أصحابها لأسباب عدة منها العرض الحصري لبعضها، إما على قناة مجانية أو مشفرة ، أو ربما لضعف في عناصر العمل الفني، أو لم يلتفت إليها الجمهور في ظل  كمّ المسلسلات المعروضة، رغم أنها من بطولة نجوم لهم شعبيتهم وجمهورهم.

من هذه المسلسلات: {مولانا العاشق} بطولة مصطفى شعبان، {دنيا جديدة} بطولة أحمد بدير وحسن يوسف، {أريد رجلا} بطولة إياد نصار وظافر العابدين، {الصعلوك} بطولة خالد الصاوي ونجلاء بدر، {وش تاني} بطولة كريم عبد العزيز وحسين فهمي، {تشيللو} بطولة نادين نجيم وعابد فهد وسيرين عبد النور.

الحكم للجمهور

صادق الصبّاح منتج مسلسلات {ذهاب وعودة} و{تشيللو} و{أريد رجلا} يشير إلى أن الحديث بأن هذا المسلسل أو ذاك  هو الأول من ناحية المشاهدة لا قيمة له إلا بعد انتهاء العرض، رافضاً أن يصدر الجمهور حكماً مسبقا على المسلسلات، لا سيما أن ثمة أعمالاً تشويقية تنقلب الأحداث فيها رأساً على عقب بعد نصف حلقاتها أو في أي لحظة، فتفلح في استعادة المشاهد وجذبه إليها مجدداً.

يضيف: {لا أحب الحديث عن الأعمال التي أنتجتها وتقييم ما حققته، لكن مع ختام الشهر الفضيل يتبيّن النجوم الذين نجحوا بأعمالهم وهؤلاء الذين أخفقوا، والحديث المبكر عمّا حققوه لا أهمية له ويقلل من حقهم، وعموماً الحكم النهائي بيد الجمهور والمشاهدات التي يمنحها للعمل الذي يجذب انتباهه}.

شهيرة سلام كاتبة سيناريو وحوار الدراما الطويلة {أريد رجلا}  تؤكد أن العرض المشفر للمسلسل قد يكون أثر على نسبة اهتمام الجمهور به، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أنه فرصة للتعرف على رأي جمهور من نوعية أخرى.

تتابع: {إدارة شبكة قنوات OSN التي  عرضت المسلسل حصرياً على شاشتها أخبرت البطل إياد نصار أن {أريد رجلا} حقق أعلى نسبة مشاهدة بين المسلسلات المعروضة لديها، لكن بصرف النظر عن نسب المشاهدة لأنها غالبا لا تكون حقيقية، وليست المعيار الرئيس لقياس نجاح الأعمال من عدمها، أنا راضية عن المشاهدات التي حققها ويرجع الفضل في ذلك إلى المخرج محمد مصطفى}.

تلفت إلى أن أعمالاً درامية طويلة عرضت حصرياً على شبكة القنوات المشفرة، ومع ذلك حققت نجاحاً من بينها {آدم وجميلة} بطولة حسن الرداد ويسرا اللوزي، ما طمأنها على مسلسلها  لدى عرضه على نطاق ضيق على الشاشة المشفرة، وأن العرض الثاني له على القنوات المجانية خلال الأشهر المقبلة  سيؤكد أنه بالفعل يستحق المتابعة.

دراما ثرثارة

السيناريست أحمد عبد الفتاح مؤلف مسلسل {مولانا العاشق} الذي يُعرض حصرياً على قناة MBC مصر قال إن العمل حقق نجاحاً مقبولاً، لافتاً إلى أنه لم يتأثر بالعرض الحصري باعتبار أن العمل الجيد يبحث الجمهور عنه أياً كانت القناة العارضة له، ومهما كان الازدحام الرمضاني.

يضيف: {تحظى القناة التي تستقبل المسلسل على شاشتها بمشاهدة كبيرة، وبالتبعية يشاهد الجمهور المسلسل، حقق {مولانا العاشق} نجاحاً يرضيني، وألمس ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، وبرأيي عرضه على هذه القناة خدمه وساعده في تحقيق مشاهدة جيدة، أيضاً لم يتأثر بكثرة المسلسلات لأن العمل المتميز يخطف المشاهد ويجبره على الالتزام بمتابعته مهما كانت الظروف المحيطة به، كما أن مصطفى شعبان غير جلده تماماً فيه}.

يتابع: {حقق {مولانا العاشق} في حلقاته الأولى نجاحاً أكبر من النجاح الذي حققته مثيلاتها في المسلسلات التي سبق أن تعاونت فيها مع مصطفى شعبان وهي {الزوجة الرابعة}، {مزاج الخير}، و{أمراض نساء}، وربما أكثر من ذلك، عازياً ذلك إلى انتماء العمل إلى نوعية مختلفة عن مسلسلات رمضان بقصته الرومنسية الاجتماعية}.

بدوره يوضح الناقد محمود قاسم أن عناصر متعددة  حالت دون تحقيق مسلسلات نسبة مشاهدة خلال شهر رمضان، كون قصتها مأخوذة من صفحات الجرائد بالتالي لا تحمل أي تجديد، فالواقعية أو اقتباس قصص من الواقع ليست دائماً محبوبة، أيضاً اختفاء عناصر الجذب والإبهار فيها حتى أصبحت دراما باهتة خالية من التميز.

يضيف: {إخفاق هذه الأعمال في تحقيق نجاح لا يعني أن بقية المسلسلات المعروضة متألقة فجميعها دراما ثرثارة، بعض صنّاعها يرغبون في تحقيق حضور فحسب، من دون محاولات للابتكار أو الخيال، حتى عادل إمام كان يحظى باهتمام الجمهور لمتابعته ولكن فجأة ابتعد كثر عنه ومنهم أنا، إذ توقفت عن مشاهدة مسلسله  بعد 4 حلقات، وهو نموذج للفنان الذي بدأ يبهت نفسه في الدراما التلفزيونية، وهذا امر ليس جديداً على إمام، فقد تعرض لذلك في التسعينيات، ووقع سينمائياً، لكنه عاد إلى مكانته بعدما أدرك أهمية الاستفادة من الشباب في أفلامه}.

يشير إلى أن الأحداث السياسية الأخيرة أثرت على معدلات مشاهدة مسلسلات رمضان، {ثم الفنان، عموماً، في صعود وهبوط من خلال أعماله، وسقوط نجوم بعض المسلسلات لا يعني النهاية، ولم تفشل بشكل كبير، لكنها لم تحقق ما كان ينشده أبطالها، متمنياً أن يكون العرض الثاني لها في صالحها.

back to top