ديفيد أويلو مذهل في Captive

نشر في 01-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-10-2015 | 00:01
No Image Caption
يقدّم ديفيد أويلو، صورة الشرف والمبادئ في دور مارتن لوثر كينغ في فيلم Selma والشر بعينه في دور قاتل متأصل في فيلم Captive. يؤدي أويلو شخصية مريض نفسي يُدعى بريان نيكولز أرهبت سلسلة الجرائم التي ارتكبها عام 2005 منطقة أتلانتا. على غرار أعماله السابقة، يتناول أويلو مسائل المعاناة والخلاص الروحاني ضمن أطر واقعية ناضجة. وللمرة الثانية، ينجح هذا الممثل في أسر مشاهده الخاطئ بالكامل.
يقوم Captive على الإيمان وعلى الوقائع، ما يجعل تركيبة فيلم التشويق الثنائية هذه فاعلة. يحاول هذا العمل قدر الإمكان الالتزام بمذكرات آشلي سميث الملهمة، Unlikely Angel، التي استند إليها.

يعود هذا النجم الإنكليزي مجدداً إلى تصوير شخصية أميركية حقيقية لا تغوص عميقاً في خلفيتها لأن لا داعي لذلك. نرى نيكولز للمرة الأولى فيما يستعد لمحاكمته في دار المحكمة وسط مدينة أتلانتا بعد اتهامه بالاغتصاب. فيضرب الشرطية التي تحرسه، يستحوذ على مسدسها، ويردي القاضي، أحد مراسلي المحكمة، ومساعد رئيس الشرطة قتلى. ثم يهرب في سيارات مسروقة، ومن ثم يقتل عميلاً فدرالياً في أحد أحياء أتلانتا البعيدة (يبدو الفيلم مألوفاً لسكان أتلانتا) للاستيلاء على شاحنته. يأخذ بعد ذلك نيكولز، الذي يعاني الارتياب ويسعى إلى الانتقام، آشلي سميث رهينة في شقتها، فيما تطارده الشرطة.

يبدو أويلو بشخصية نيكولز رجلاً لا يمكن التواصل معه وقراراته أبعد ما يكون عن القرارات. تشعر ألا محرك له سوى الأدرينالين وميوله. أما سميث (كايت مارا)، فليست غريبة بدورها عن الخيارات المتهورة. تواجه هذه الأم المتوحدة المدمنة على المخدرات عملية تعافٍ طويلة، قبل استعادتها وصايتها على ابنتها الصغيرة. فيقدم لها أحد الرعاة في مجموعة الإقلاع عن الإدمان التي تشارك فيها نسخة من كتاب ريك وارن The Purpose Driven Life، الذي حقق أعلى المبيعات، وينصح القارئ {بالتخلي عن أجندته والقبول بأجندة الله. لكنها سرعان ما ترميه في النفايات.

لكن الله يعمل بطرق غامضة لأن الكتاب يعود إليها بالبريد الإلكتروني. ويتحول إلى محور أساسي في أسر نيكولز المريع لسميث. تمر ساعات من التوتر معاً، فيما يصارع هو {الشياطين} داخل عقله، فتشكل هذه محور الفيلم الرئيس. تواجه سميث آسرها على نحو مذهل. فخلال ما قد يكون آخر يوم لها على قيد الحياة، تستخدم مقاطع من الكتاب كنصوص لتخلص نيكولز من شروره. يبرع أويلو زمارا في أداء شخصيتين من عالمين مختلفين تعتبر إحداهما الأخرى انعكاسا مشوهاً. يريد نيكولز ابنه الذي ولد حديثاً، في حين ترغب هي في استعادة ابنتها المحبوبة. لذلك تشعر برابط إنساني مع القاتل الذي يحتجزها. تأمل سميث أن تهدئه بالتعاطف معه، مع أنها تخدره بإعطائه ممنوعات تتعاطاها. تتخلل هذا الفيلم أيضاً مشاهد متقنة نرى فيها مايكل ك. وليامز وهو يقود فريق البحث، إلا أن هذا الفيلم يظل في جوهره تفاعلاً بين شخصيتين بامتياز. يُعتبر Captive فيلماً قوياً ومعقداً (إلا أنه لا يغالي في التعقيد). فينجح في تقديم مجزرة نيكولز بحدة مخيفة. رغم ذلك، يتابع قصته المأساوية عبر دورب التعاطف، عاكساً كل أوجه هذه الرواية وصولاً إلى خاتمتها الحقيقية والعجيبة. وهكذا نبرات مختلفة قلما نلاحظها في فيلم واحد ويجمع بينها من دون التقليل من أهمية إحداها. يشكل Captive فيلماً محفزاً توجيهياً لا يبالغ باستخدام الوعظ والإرشاد، ما يجعله أقرب إلى التسلية المفيدة منه إلى الدعاية الدينية. وهذا بحد ذاته معجزة.

back to top