استعد قوتك!

نشر في 06-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 06-01-2016 | 00:01
No Image Caption
من الطبيعي أن نشعر بالضعف وسط أي مناخ مشبوه لكننا نحمل في داخلنا موارد قيّمة، فردية وجماعية، مثل حس التضامن والقدرة على المقاومة والإبداع والمرونة... لا يمكن إنكار أثر القوة الداخلية!
تعني هذه القوة الكامنة الحركة التي تنشأ في أعماق ذاتنا وتساعدنا على مواجهة العدائية عبر تجاوز العوائق والمحن. تعكس هذه القوة أيضاً القدرة على اتخاذ القرارات في وجه المصاعب التي تفرضها الحياة والتوفيق بين الحاجات الداخلية ومتطلبات العالم الخارجي. ثمة حاجة مُلحّة إلى تطوير هذه القوة لمواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات الاجتماعية. لكن قبل الاتكال على هذه الموارد الداخلية، لا بد من اكتساب الشفافية وممارسة التأمل الباطني.

التخلي عن النزعة الفردية

غالباً ما يكون الخط الفاصل بين التفاؤل الواقعي والتفكير الوهمي رفيعاً جداً. لا يمكن بناء القوة الداخلية على الإنكار: إنكار الشكوك بشأن المستقبل الجماعي، إنكار انعدام الأمان في العالم والقوى الشريرة التي تجتاحه، إنكار الرغبات الشخصية العمياء أو الواعية. قد ينجم الشعور بالضعف والخوف في المجتمعات عن انعدام الأمان الاجتماعي منذ سنوات. يمكن تفسير هذا الوضع بميل الأفراد إلى طلب حماية غير محدودة وهذا ما ينتج لديهم شعوراً بالإحباط والعجز. أول ما يجب فعله هو محاربة التفكك الاجتماعي الذي سبّب في الأصل انعدام الأمان المدني والاجتماعي، أي تجديد النزعة الجماعية في النضالات ومساعي البحث عن الحلول. لا يمكن أن يرتاح أحد عند مواجهة المخاطر من جميع الجهات لكن يمكن أن نحصل على فرصة العيش في عالمٍ أكثر عدلاً وإنسانية. من خلال التخلي عن النزعة الفردية والانتظار الجامد، قد نشعر أيضاً بالمسؤولية تجاه الموارد والمهارات والكفاءات التي نتمتع بها شرط أن نصغي إلى داخلنا ونتقبل نقاط ضعفنا.

تقبّل الضعف

لبناء حياة داخلية تمهد لتحقيق الذات، يجب تحديد حجم انعدام الأمان الكامن فينا في المقام الأول. أثبت عدد كبير من الباحثين في مجال علم النفس أن قوتنا الحقيقية تكمن في تقبل ضعفنا لأن الضعف يشكّل بداية للحب والحميمية والسعادة والتعاطف والابتكار والإبداع. في المقابل، يعني حبس الذات داخل نقاط الضعف الابتعاد عن التجارب التي تعطي معنىً للحياة. يجب أن نفهم أن السقوط جزء من رحلة الحياة وهو يجعلنا نشعر بوجودنا. كلما انغمسنا في أهوال الحياة اليومية، سيزيد شعورنا بالحرية والقوة والحب. وبعد مرحلة التحرر، لن نرغب في اقتناء شيء لأننا سنشعر بأننا نملك ما نريده وأن الغنى الداخلي كبير بما يكفي.

back to top