علِّمي أولادك كيفية بلع حبة الدواء

نشر في 23-11-2015 | 12:01
آخر تحديث 23-11-2015 | 12:01
No Image Caption
    لطالما كنت من أنصار تعليم الأولاد كيفية بلع حبة. أظن أنني علمت أولادي هذه المهارة حين كانوا في الخامسة من عمرهم. فقد سئمت البحث عن كوب القياس أو الحقنة لإعطائهم الأدوية السائلة، التي قلما كانوا يتناولونها «كملعقة مليئة بالسكر»، مع أننا اعتدنا إنشاد الأغاني خلال تحديد الجرعة.

ما إن تعلم ابني البكر بلع حبة الدواء، حتى قرر ولداي الآخران، بما أنهم يهوون المنافسة بينهم، أن يخذوَا جذوه، مع أن الصغير بينهما كان في الثانية من عمره. وبالاستناد إلى تجربتي هذه، أشجع مرضاي الصغار على التمرن على بلع حبة الدواء، حتى إنني أحاول تعليمهم ذلك في عيادتي، مستعينة بمخزوني من حبات الشوكولاتة الصغيرة. أعرف أيضاً أنك إن انتظرت طويلاً لتعليم ولدك هذه المهارة، فسيتحول بلع حبة الدواء إلى مهمة شاقة.

ومَن كان يعلم أن باحثين قد يدرسون حقاً «عملية بلع حبة الدواء الطبية»؟ في مقال نُشر أخيراً في مجلة Pediatrics، تناول الباحثون عمليات أخذ حبوب الدواء المختلفة. واكتشفوا أن نحو 50% من الأولاد عاجزين عم بلع حبة الدواء. وتشمل أسباب ذلك الخوف، القلق، وعدم تحمل الروائح الكريهة.

راجع الباحثون خمسة مقالات نُشرت منذ عام 1987، وأكتشفوا أن العلاج السلوكي، رذاذ الحلق المنكه، أكواب حبوب الأدوية الخاصة، والتوجيهات الشفية، فضلاً عن وضعية الرأس واللسان الصحيحة، تساعد الأولاد على تناول حبات الدواء. كذلك لاحظوا أن تدريب الأولاد على بلع حبات الدواء «منذ عمر السنتين يزيد احتمال نجاحهم في تناول حبات الأدوية بسهولة في المستقبل».

على غرار كثير من المهارات الأخرى، من الأفضل أن يتعلَّم الولد تناول حبات الدواء في أبكر سن ممكنة. فهذا يسهّل حياة الجميع لا الولد فحسب.

نصيحتي الأخيرة: أقول دوماً لمرضاي الأكبر سناً الذين يرفضون تناول الدواء كحبوب: «لا يمكنكم أن تقودوا سيارة إن لم تتعلموا بلع حبوب الدواء». ويشكل هذا عادةً حافزاً كبيراً ليتعلموا هذه المهارة وإن في مرحلة متأخرة، وهكذا ينجحون في تخطي هذا التحدي.

back to top