راقبي حركة جنينك!
تشير حركة الجنين في بطن أمه إلى بدء تواصله معها بطريقة ساحرة وعاطفية. تُستعمل هذه المؤشرات أيضاً للتأكد من صحة الجنين يوماً بعد يوم. في هذه المرحلة، تنتهي نوبات الغثيان التي كانت تتكرر في الربع الأول من الحمل لكن لا ينتفخ البطن. تدرك الأم المستقبلية أن كائناً حياً يتكوّن في بطنها لكنها لا تفهم حقيقة ما يحصل، فتجدد عاداتها وتستعيد إيقاع عملها السابق وقد تنسى أنها حامل. لكن سرعان ما يكبر حجم البطن وتبدأ حركة الجنين الذي يعلن وجوده.
بدءاً من الأسبوع التاسع• يبدأ الجنين بالتحرك في بطن أمه منذ مرحلة مبكرة جداً، تحديداً منذ الأسبوع التاسع، حتى لو لم يرصد التصوير العادي بالموجات فوق الصوتية تلك الحركات. يتطلب الكشف عنها إجراء صورة عابرة للمهبل بالموجات فوق الصوتية، لكن لا يوصى بهذا الفحص عموماً خلال الحمل.• لا تشعر الأم من جهتها بأولى حركات الجنين لأن حجمه لا يتجاوز الخمسة سنتيمترات في هذه المرحلة، وتقتصر حركاته أصلاً على تمديد جذع الجسم وثنيه لأن أعضاءه لا تكون مكتملة.بدءاً من الأسبوع 21تبدأ المرأة في تجربة الحمل الأولى بملاحظة حركات الجنين منذ الأسبوع العشرين أو الحادي والعشرين من الحمل. خلال تجارب الحمل اللاحقة، من الأسهل على المرأة الحامل أن تلاحظ حركات الطفل في بطنها لأن رحمها يصبح أكثر مرونة ويعطي مؤشرات أوضح على ما يحصل في داخله، وتجيد الأم رصد أبسط حركات الجنين نظراً إلى تجربتها السابقة. خلال تلك الحركات الأولى، تشعر الأم بدغدغة خفيفة.• في نهاية الربع الثاني من الحمل، تصبح حركات الجنين شبيهة بالركل وتزداد قوة ويمكن أن تشعر بها الأم بكل وضوح لكنها لا تكون ظاهرة للأشخاص المحيطين بها. في الربع الثالث، تصبح حركات الجنين واضحة ويكفي الضغط على بطن الأم للشعور بها. قد تصبح الحركات قوية أحياناً لدرجة أن تتحرك ملابس الأم ويشاهدها كل من يحيط بها.بدءاً من الأسبوع 25• إنها المرحلة المناسبة كي يشارك الأب في هذه التجربة عبر وضع يده على بطن الأم. يحرك الجنين جذع جسمه فيرفع ساقيه ويخفّضهما ويمص إصبعه ويغير وضعيته ويوجّه رأسه نحو الأعلى حيناً ونحو الأسفل أحياناً.بدءاً من الأسبوع 32• في الأسابيع الأخيرة من الحمل، تتراجع حركة الجنين. لا يكون هذا المؤشر سلبياً بشكل عام، بل ينمو حجم الجنين وتصبح مساحة الرحم ضيقة بالنسبة إليه ولا يسمح له حجمه بالتحرك.• تجيد الأم تحديد وضعية الجنين في حالات كثيرة وتتعرف إلى بعض مناطق جسمه مثل رأسه وقدميه. في هذه المرحلة، يُفترض أن يصبح رأس الطفل موجهاً نحو الأسفل. لكن إذا بقيت مؤخرته نحو الأسفل، يجب التفكير بخيار الولادة القيصرية. الحاجة إلى مراقبة حركة الجنين• بين الأسبوع الثامن والعشرين والأسبوع الثلاثين، يجب أن تجيد الأم مراقبة حركات طفلها. لا تكون هذه الخطوة ضرورية قبل هذه المرحلة لأن طبيعة الحركات تختلف كثيراً من امرأة إلى أخرى ولا تكون موحدة بالضرورة.• يمكنك مراقبة صحة الطفل عبر احتساب حركاته تلقائياً على مر اليوم والتأكد من أنه يتحرك. خلال 12 ساعة، يجب أن تشعر الأم بحركته عشرين مرة على الأقل. إذا لم تحتسب الأم عدد حركاته بدقة وشعرت بأنه لا يتحرك كثيراً، يمكنها أن تتمدد على ظهرها طوال 30 دقيقة. خلال هذه الفترة، يجب أن ترصد ثلاث حركات على الأقل. إذا لم تنجح هذه الطريقة، ابقي ممددة لثلاثين دقيقة إضافية. وإذا لم يحصل أي تغير خلال هذه الفترة أيضاً، من الأفضل زيارة الطبيب النسائي للتأكد من سلامة الوضع. أول ما يفعله الطبيب النسائي مراقبة ضربات قلب الجنين عبر جهاز خاص ثم يجري فحصاً بالموجات فوق الصوتية بين الأسبوعين الثاني والثلاثين والرابع والثلاثين. إذا تجاوزت فترة الحمل الأسبوع الرابع والثلاثين، سيجري الفحصين معاً.الموجات فوق الصوتية• يكشف هذا الفحص عن بعض الأرقام المهمة لتحديد وضع الطفل الصحي:• يرصد الفحص تباطؤ الحركة أو غيابها. يمكن أن يجري الطبيب لاحقاً فحصاً مفصلاً يقيس إيقاع التنفس وحركة الابتلاع. لكنه فحص معقد ولا يحتل أهمية كبرى لذا من الأفضل تجنبه.• يقيّم الفحص كمية السائل السلوي لأن أي نقص فيها قد يؤدي إلى تراجع حركة الجنين ويسبب المشاكل.• يتأكد الفحص من مسار نمو الطفل وتماشيه مع مرحلة الحمل. قد يتعلق تراجع حركة الجنين بخلل في النمو وقد يشير إلى مشكلة مختلفة مثل سكري الحمل.• يراقب الفحص مستوى تبادل الدم بين الأم وبين الجنين عبر الحبل السري وشرايين الرحم. قد ينعكس اختلال هذه الوظيفة على صحة الجنين فتتراجع حركته نتيجةً لذلك.• يقيّم الفحص مدى سلامة المشيمة التي تضمن تغذية الجنين ووصول الأوكسجين إليه. قد يتباطأ النشاط الحركي أيضاً بسبب شيخوخة المشيمة.مراقبة ضربات قلبه• عند الشعور بغياب حركة الجنين في الأسابيع الأخيرة من الحمل، يمكن اللجوء إلى فحص يراقب قلب الجنين إلى جانب التصوير بالموجات فوق الصوتية. يسمح الفحص بمراقبة ضربات قلب الجنين ويدوم لثلاثين دقيقة تقريباً.• تكون ضربات قلب الجنين إيقاعية بطبيعتها لكنها متفاوتة جداً. يشير هذا التفاوت إلى سلامة الطفل. إذا تراجع اختلاف التردد، يدوم الفحص لفترة أطول لأن هذا الهدوء يعني أن الطفل يرتاح ويجب انتظاره كي يستيقظ.• إذا كشف التصوير بالموجات فوق الصوتية عن وجود مشكلة معينة، يمكن تكرار الفحص الذي يراقب إيقاع قلب الجنين يومياً أو مرات عدة في اليوم للاطمئنان على وضع الطفل الصحي. خلال هذا الفحص، يمكن تسجيل الحركات التي لا تلاحظها الأم المستقبلية.