جهود موسكو غير مضمونة لإنتاج حل في سورية

نشر في 26-08-2015
آخر تحديث 26-08-2015 | 00:08
No Image Caption
نفي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية وجود اتفاقات مع تركيا حتى الآن، ما عدا الاتفاق على استخدام قاعدة أنجرليك الجوية في ضرب تنظيم داعش، لا يساهم إلا في زيادة البلبلة من الحراك الجاري في المنطقة لإيجاد حل للأزمة السورية.

فإعلان وزير الخارجية التركي أحمد جاويش أوغلو عن الاستعداد لبدء عملية عسكرية واسعة في شمال سورية يشير إلى استمرار مسلسل التجاذب القائم بين أنقرة وواشنطن بالنسبة إلى مستقبل تلك المنطقة.

مصادر أميركية قالت إن هذا الإعلان لا يعدو كونه تذكيراً بالموقف التركي المعترض على «التلزيم» الأميركي لقوى إقليمية ودولية أمر معالجة تعقيدات المشهد السوري، في ظل «الاستبعاد النسبي» لأنقرة عن تلك التحركات.

فالاتصالات والزيارات المكوكية التي تشهدها موسكو، وتوسعت أخيراً لتشمل كلاً من الأردن والإمارات العربية ومصر، تبدو أنها لا تقيم وزناً للحصة التركية، في حين تعتقد أنقرة أن دورها أساسي.

وتضيف تلك الأوساط أن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، لم يكن ليصدر لو لم ينل موافقة السعودية.

وتكشف تلك الأوساط أن خلو البيان من الإشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وإلى ضبابية الالتزام بتشكيل الهيئة الانتقالية المؤقتة، جاء تعبيراً عن اتفاقات من «تحت الطاولة» بالنسبة إلى مستقبل الأسد، وقبولاً إيرانياً غير معلن باحتمال استبعاده عن مستقبل العملية السياسية في سورية أيضاً. وتعتقد تلك الأوساط أن ما يجري وصفه بمبادرة لحل سياسي في سورية تتولاه موسكو في هذه المرحلة، لا يمكن أن يرقى إلى هذا المستوى، بينما ممارسات الأطراف المتورطة في الصراع تكشف عن أجندة خاصة بكل طرف، ليس من بينها حديث واضح عن كيفية الحفاظ على سورية موحدة.

فـ«المنطقة الآمنة» التي يقاتل الأتراك من أجل إقامتها في شمال سورية، يقابلها سلوك ميداني لإيران يأخذ شكل التطهير الجغرافي والديموغرافي، عبر محاولة ربط مناطق نفوذها في «سورية المفيدة».

وإذا كان قيام المنطقة الآمنة يصطدم بصعوبات ليس أقلها كيفية إنهاء وجود «داعش» فيها، فإن صعوبات ربط مناطق النفوذ الإيراني لا تختصر أيضاً بصعوبة «تحرير» الزبداني، بل يبدو أن الحفاظ على استقرار المنطقة العلوية «المحصنة» في ساحل اللاذقية هو أيضاً سراب.

وتختم تلك الأوساط بالقول إن موسكو ستكون مضطرة إلى الرضوخ إلى وقائع سياسية وجغرافية واقتصادية في تعاملها مع الأزمة السورية، لاسيما أن جزءاً كبيراً من اتصالاتها مع دول المنطقة يسيطر عليه هاجس الخروج من أزمتها الاقتصادية، في ظل تهاوي أسعار النفط وأسواق الأسهم، ومحاولتها عقد صفقات تجارية لتعويض انهياراتها الاقتصادية.      

بوتين يعرض مبادرته ضد «داعش» على مصر والأردن والإمارات

back to top