التهاب الجيوب الأنفية... راقب وانتظر

نشر في 07-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-11-2015 | 00:01
No Image Caption
لا تساعد المضادات الحيوية عادة الجيوب الأنفية الملتهبة. لذلك اتخذ خطوات لازمة لتخفيف الأعراض واترك هذه المشكلة لتشفى تلقائياً.
على غرار الرئتين، تميل الأماكن الفارغة في عظام الوجه، أو الجيوب الأنفية، إلى التقاط كائنات مجهرية من أنواع مختلفة. يكون الغزاة عادة من الفيروسات. ورداً على ذلك، تتورم بطانة الجيوب وتبدأ بإفراز المخاط، مسببة بالتالي انسداد الأنف، جريانه، وألماً في الوجه.
في الماضي، كان مرضى التهاب الجيوب الأنفية يتوجهون إلى عيادة الطبيب للحصول على مضادات حيوية. لكننا ندرك اليوم أن هذه الإستراتيجية مضيعة للوقت. يرتبط معظم حالات التهاب الجيوب الأنفية بعدوى فيروسية، ما يعني أنها لا تتأثر بالمضادات الحيوية. في هذا الصدد، تشير مراجعة لمجموعة من الأبحاث أجراها {تعاون كوشران} إلى أن 80 % ممن يعانون التهاب الجيوب الأنفية يشعرون بتحسن في غضون أسبوعين من دون الحاجة إلى مضادات حيوية. نتيجة لذلك، يبقى العلاج الأفضل لالتهاب الجيوب الأنفية العابر اتخاذ خطوات الرعاية الذاتية بغية تخفيف الأعراض فيما يتخلص الجسم من العدوى. يقول د. جيفري لندر، طبيب عام وبروفسور مساعد متخصص في الطب في مستشفى Brigham and Women›s التابع لجامعة هارفارد: {يعتقد الجميع أن المضادات الحيوية علاج سحري يشفي كل العلل، لكن يشعر معظم الناس بتحسن من دون حتى التفكير في تناول مضادات حيوية}.

أولاً، هدئ الأعراض

تشبه أعراض التهاب الجيوب الأنفية الأولى ما نعانيه عندما نُصاب بالزكام. قد تعاني أيضاً التعب، السعال، فقدان القدرة على الشم، انسداد الأذنين أو الشعور بضعط داخلهما، وصداعاً.

فيما يحارب الجسم العدوى، استخدم أدوات لغسل الأنف، أدوية مضادة للاحتقان، ومسكنات للألم بغية التخفيف من هذه الأعراض. ومهما كانت الأدوية التي تستعملها ولا تحتاج إلى وصفة، عليك أولاً أن تقرأ ورقة الإرشادات وتتبع ما تحتويه من توجيهات.

متى تستشير الطبيب؟

تشير توجيهات الممارسات السريرية الأخيرة، الصادرة في أبريل 2015 عن الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة- مؤسسة جراحة الرأس والعنق، إلى ضرورة اتباع القواعد التالية لتحديد متى يجب التفكير في وصف مضادات حيوية لمداواة التهاب الجيوب الأنفية:

إن دامت الأعراض طويلاً: يوضح الدكتور لندر: {إن كنت تتخذ الخطوات الصحيحة طوال 10 أيام ولم تشعر بتحسن، فمن المنطقي أن تتصل بطبيبك وتطلب منه أن يصف لك مضاداً حيوياً}. إن كانت الأعراض حادة: من الإشارة المثيرة للقلق في حالة عدوى الجيوب الأنفية البكتيرية ألم حاد في الخدين أو الأسنان يترافق مع حمى. إن ازدادت الأعراض سوءاً: تختفي الأعراض الشبيهة بأعراض الرشح التي تعانيها، إلا أنك تصاب، بعد ذلك، بألم حاد وحمى. في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل أن تتناول مضادات حيوية.

المضادات الحيوية: لا تتوقع الكثير

في تجارب سريرية  قارنت المضادات الحيوية بعلاج وهمي لمداواة التهاب جيوب أنفية بكتيري مثبت، كان للمضادات الحيوية تأثير محدود، ما يشير إلى أن المضادات الحيوية لا تعود على المريض بفائدة كبيرة عادةً، حتى إن كان يعاني  التهاب جيوب أنفية بكتيري. رغم ذلك، إن قررت تناول مضادات حيوية، عليك أن تتحمل تأثيراتها الجانبية، مثل اضطرابات المعدة والإسهال. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن لاستعمال المضادات الحيوية بطريقة غير ملائمة أن يؤدي إلى سلالات بكتيريا مقاومة لهذه الأدوية تشكل خطراً أكبر يهدد صحتنا جميعاً. يذكر الدكتور لندر: {إن كانت حالتك لا تزداد سوءاً تدريجاً، فامنح مضادات الاحتقان، المحلول الملحي، ومسكنات الألم فرصة لبضعة أيام}.

خطوات لتخفيف الأعراض

• رش القليل من المحلول الملحي: يساهم المحلول الملحي (ماء مالح) في التخفيف من الأعراض. ومن الخيارات الأفضل والأكثر ملاءمة الرذاذ الأنفي الموضب مسبقاً. من الممكن لرش هذا المحلول بلطف وبشكل متكرر داخل المنخرين أن يطري المخاط. كذلك قد تجني فائدة كبيرة من استخدام أداة غسل الأنف (neti pot). تكون هذه عادة وعاء صغيراً له فتحة شبيهة بإبريق الشاي. تُملأ هذه الأداة بخليط دافئ من الماء المالح المعقم (استخدم ماء مقطراً أو اغلِ ماء الخنفية واتركه ليبرد قبل استخدامه). تصب المحلول في منخر وتسمح للفضلات بالخروج من المنخر الآخر.

• استخدم مضادات الاحتقان: تستطيع استخدام الحبوب أو رذاذ الأنف المضادة للاحتقان والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية بطريقة محدودة للتخفيف من انسداد الأنف.

• يعرف معظم الناس الرذاذ الأنفي المضاد للاحتقان الذي يحتوي على مكون الأوكسيميتازولين الناشط باسم Afrin، إلا أنك تستطيع أيضاً استعمال تركيبات أقل كلفة. لا تأخذ أكثر من جرعتين يومياً من هذا الدواء لكل منخر، واحرص على ألا تتخطى فترة استعماله خسمة أيام. فإن أطلت استعمال أدوية مضادة لاحتقان الأنف، فقد يتابع أنفك الجريان حتى بعد أن توقفها.

•  مضادات الاحتقان الفموية: ينصح د. لندر بأخذ تركيبة مدتها 12 ساعة (إطلاق مستدام) من البسودو-إفيدرين (Sudafed). لكن تأثيرات هذا الدواء الجانبية تشمل التوتر البسيط. كذلك لا تتناوله إن كنت تعاني ارتفاعاَ غير مضبوط في ضغط الدم أو اضطرابات قلبية.

• تناول مسكنات الألم عند الحاجة. خذ مسكناً لتخفف من الصداع. إن كنت تعاني التهاباً، تجني فوائد أكبر من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين (Advil، Mortin)، النابروكسين (Aleve)، أو الأسبرين، هذا إذا افترضنا أنك لا تعاني أوجاعاً في المعدة.

back to top