همسات على ورق: مستشفى جابر... في بلد الإنسانية

نشر في 17-10-2015
آخر تحديث 17-10-2015 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي عنونت بعض الصحف تقريراً لها عن مستشفى جابر ومن سيعالج به... بـ "مستشفى جابر لعلاج الكويتييين فقط"، وبعد هذه العنونة تعالت أصوات بعض المتكسبين: ما هذه العنصرية؟ وما هذا الظلم والإقصاء في بلد الإنسانية؟!

هناك تصريحات مضحكة جداً، وخصوصاً من الإخوة الأطباء، فمنهم من قال وصرح بأنه لن يعمل في مثل هذا المستشفى لو طلب منه، عذراً: من سيطلب منك العمل به إلا إذا استخدمت مضادات الواسطة وفيتامين "واو"، بينما صرح آخرون واستخدموا كلمتي "بلد الإنسانية" و"بلد الرحمة"، وسؤالي: هل هذه الشعارات صالحة لكل زمان ومكان لدى الإخوة، فإن كانت، فأين أنتم من مشكلة صرف الأدوية وأنواع العلاج، هذه المشكلة موجودة ويعانيها الإخوة الوافدون والبدون منذ عهد ليس ببعيد.

أين أبواق الإنسانية والرحمة من تخصيص نوع الأدوية للوافد وللمواطن في مستشفياتنا، ولا أعترض على هذا التخصيص بحكم الكلفة المالية وأن الميزانيات التي تخصص لتوفير هذه الأدوية لا تسمح بالتغطية العلاجية للجميع، ولكن هناك بعض التساؤلات، إذ إن هناك حالات مَرضية مزمنة وخطيرة يعانيها بعض الوافدين كأمراض السكر والضغط والقلب والسرطان، فهل يجوز أن نصرف لمثل هذه الحالات أدوية من المستوى الثاني، وربما يكون بعضها في حالات حرجة ومراحل أخيرة؟!

إن كان لابد لأصحاب الإنسانية العوراء من التصريح فليصرحوا بالعمل على المساواة في العلاج، خصوصاً لمن هم أحوج لهذه الأدوية.

وسؤال لمن قال إنه لن يعمل بمستشفى لا يعالج الجميع: هل خجلت يوماً من توقيع و"شخبطات" قلمك على وصفة لا تحمل الدواء ذاته الذي يصرف للمواطن، أم أن إنسانيتك جرحت بمجرد تصريح صحافي لا يُعلَم مدى صحته وحقيقته؟!

من أسهل الكلمات وأصعبها معنى وواقعية، كلمتا الإنسانية والعنصرية، وتحذير لمن يتعاطى هاتين الكلمتين ويتعامل معهما، فمن الملاحظ أن التجارة المقبلة إلى مجتمعنا هي هاتان الكلمتان الخفيفتان في النطق القاتلتان في المعنى.

back to top