مواطن ووافد

نشر في 17-10-2015
آخر تحديث 17-10-2015 | 00:01
 عقيل فيصل تقي لا أريد أن أتكلم عن دور الوافدين في الكويت، فهم من أسهموا في هذا النعيم الذي نعيشه بسبب المصادفة البيولوجية التي جعلتنا كويتيين، فضلاً عن ظروف الطبيعة وتكوين بحار النفط في أعماق أرضنا، وهما أمران ليس لدينا أي دور فيهما سوى حسن الحظ.

هجر الوافدون أوطانهم قادمين إلينا من أجل كسب لقمة العيش ليعيشوا عيشة كريمة، فعملوا في جميع الوظائف، لاسيما البسيطة، وفي ظروف مناخية صعبة، في وقت هجر معظمنا تلك الوظائف وفضل العمل في بيئة تتوافر فيها جميع سبل الراحة.

 غير أن بعض أصحاب النفوذ استغلوا هجرة هؤلاء المساكين من بلادهم، فحولوهم إلى سلعة تجارية يضخّمون بها أرصدتهم، متاجرين في وافد مسكين ليس له ذنب سوى أن سوء حظه جعله في بلد فقير لا تتوافر فيه مقومات العيش الكريم، جاء للعمل بعد أن دفع مبالغ طائلة لتحسين حاله وحال أسرته، ولم يكن يعلم أن هناك تجاراً للإقامات سيحولون حياته إلى جحيم.

وبسبب ذلك الأمر قام الوافد بشغل أي وظيفة يكسب بها قوت يومه، مهما كانت ظروفها وخطورتها، وانغمسنا نحن في الترف، تاركين الوافدين يقومون بكل الأعمال من أبسط الأمور إلى أعقدها، ومع ذلك عندما نذهب إلى الدوائر والمستشفيات الحكومية نلقي اللوم عليهم بسبب الزحام الذي يسببونه، معتبرين أنهم سبب جميع المشاكل، دون أن نسأل أنفسنا: كيف ولماذا ازدادوا بهذه الصورة؟ ونحن نعلم أن هناك من يتاجر بهم، لماذا لا نقول إن الجهات الرسمية والدوائر الحكومية تفتقر إلى فن الإدارة والتعامل مع الناس الذي سبب هذا الضغط الهائل من المراجعين، وأيضاً: لماذا لا يعترف البعض بأنهم لا يقومون بأعمالهم الوظيفية بالشكل المطلوب لتخفيف الكم الهائل من المعاملات.

الوافد ليس لديه أي ذنب في ذلك، بل الذنب ذنب من جلبهم واستفاد مادياً من ذلك، فالوافد في النهاية إنسان له حق كما للمواطن حقوق، حيث نصت المادة ٢٩ من دستور الكويت على أن "الناس متساوون في الكرامة الإنسانية"، وعلى هذا فالمطالبة بتخصيص مستشفى خاص للمواطنين هو أمر مرفوض، فلا تمييز بين عرق أو جنس أو أصل أو دين، فالرعاية الصحية حق للجميع.

ختاماً: ماذا سيكون موقف كل مواطن يذهب للعلاج خارج البلاد لعدم توافر العلاج في الكويت، ويبلغ برفض علاجه لأنه من الوافدين؟!

back to top