«الممنوع» يجعل أولادنا أكثر ذكاء

نشر في 27-12-2015
آخر تحديث 27-12-2015 | 00:00
No Image Caption
في مجتمعنا حيث يزداد ميل {الولد الملك} انتشاراً، يوضح علماء النفس دور رسم الحدود وأهميتها في نمو أطفالنا. إليك بعض الأسئلة التي يطرحها الأهل في هذا المجال وأجوبة الخبراء عنها.

يعتبر علماء النفس أن {الممنوع} يبني الفكر ويسمح للولد بالإبداع. فما هو الممنوع المقصود هنا؟

نتحدث هنا عن كل ما هو ممنوعات، تلك التي يفرضها المجتمع والعبارات الشهيرة مثل «يجب ألا تفعل هذا»، «يجب ألا ترمي الطعام أرضاً»، و«يجب ألا تضرب رفاقك في المدرسة». المسألة بسيطة: عندما نمنع إنساناً ما، خصوصاً الولد، من القيام بأمر ما، لا تراوده إلا رغبة واحدة: التوصّل إلى طريقة لمعرفة ما يقف وراء هذه الحدود. إنه محور قصص كثيرة تدور حول الفضول وعواقبه.

عندما نفرض عليه ممنوعات، ألا نحد من فضوله ورغبته في التعلّم؟

على العكس، صرنا اليوم نُطلع الأولاد على شتى المسائل، حتى لو كانوا صغار السن. نخبرهم مثلاً عن المسائل الجنسية. لكن الغموض يساهم أيضاً في تطور الذكاء. لنتأمل في مثال ولد صغير يخبره أهله أنه سيحظى قريباً بأخ. لا شك في أنه سيطرح أسئلة مثل: «من أين يأتي الأطفال؟». فإن لم نجبه بصراحة وأخبرناه أنه ما زال صغيراً على فهم مسائل مماثلة، فسيبدأ بتكوين الفرضيات التي تكون غالباً خاطئة وبعيدةً كل البعد عن الواقع. ولكن بمرور الوقت، يتوصل تدريجياً إلى تكوين فكرة تشبه الواقع. تُدعى هذه الطريقة «التجربة والخطأ»، وهي تشكل أسس كل العلوم والاكتشافات العلمية. وهذا ما يقوم به الولد: يحاول، يكتشف أن هذا أمر غير مجدٍ، فيجرب طريقة أخرى.

هل من ممنوعات «أكثر ذكاء» من غيرها؟

من الضروري أن يفهم الأهل والأولاد أن لا مفر من الممنوعات بغية رسم الحدود، مع أننا نشهد اليوم ميلاً واضحاً إلى محو حدود مماثلة. ولكن إن كان قرار منع الولد عن أمر ما ظالماً أو سخيفاً، يؤدي إلى نتائج عكسية. ونرى أيضاً بعض الممنوعات المريعة التي يعمل الأطباء النفسيون على إلغاء تأثيرها. نذكر منها منع الولد من اختيار مهنة معينة أو إخباره أنه أكثر غباء من أن يذهب إلى المدرسة. لا شك في أن هذه الممنوعات تعوق نموه السليم. وعندما يصبح بالغاً ويخضع لتحليل نفسي، يبدأ بالتساؤل عن أسباب تكون شخصيته بطريقة معينة، مثلاً: لمَ لا أقدر نفسي حق تقدير؟ ولماذا لم أعثر على شريك الحياة الملائم؟ وهكذا نطرح أسئلة تعيدنا إلى هذه الممنوعات السلبية والمحطمة.

يتوجه مجتمعنا اليوم نحو رفض الممنوعات في التعليم. فما سبب ذلك؟

يعود رفض الممنوعات إلى التمرّد على سلطة الأهل، التي ما عادت تُمارس بالطريقة الصحيحة وما عاد المجتمع يتقبلها اليوم. يشعر الأهل بالذنب عندما يتعاملون مع الولد ببعض الصرامة. ولكن يجب أن نفهم جيداً أن السلطة لا تعني سوء معاملة الولد. لكن الأهل ما عادوا يتجرأون اليوم على رسم حدود واضحة بين ما هو ممنوع وما هو مسموح. لذلك نسمع دوماً عبارات مثل «صغيري حبيبي، نعرضه لصدمة». على العكس، نجعله أكثر ذكاء. بالإضافة إلى ذلك، نولد لديه شعوراً بالطمأنينة. فعندما لا ندرك الطريق التي علينا اتباعها، نحتاج إلى شخص بالغ ليرشدنا. لذلك تُعتبر الممنوعات بالغة الأهمية.

back to top