هل تنازل «داعش» عن الفلوجة؟

نشر في 18-07-2015 | 00:08
آخر تحديث 18-07-2015 | 00:08
No Image Caption
يقول مقربون من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، إن الوضع في الفلوجة الواقعة على مسافة 40 كم غربي بغداد، وهي قاعدة مستحكمة لتنظيم داعش، يميل لمصلحة الجيش، وهذا الكلام ليس دعاية حربية، بل نتيجة لنجاح القوات المشتركة في عزل هذه المدينة تماماً، ومنع أي إمدادات من الوصول إليها، فضلاً عن قصف مكثف أدى إلى نزوح معظم ما تبقى من المدنيين، ونقلهم إلى مخيمات مؤقتة.

وفي بداية الحملة العسكرية التي انطلقت مطلع الشهر الحالي، كان كثير من المراقبين يشيرون إلى أن الجيش وقوات المتطوعين الشيعة المساندة، سيتعرضان لخسائر فادحة إذا قررا دخول الفلوجة، التي تحولت إلى «مدينة مفخخة» بالكامل، ومر على وجود «داعش» فيها نحو عامين.

لكن التقدم البطيء نحو المدينة كان أشبه باختبار لما يمكن أن يفعله «داعش»، إذ يتساءل المحللون العسكريون: هل لايزال التنظيم في خططه الحقيقية، يعتبر الفلوجة مناسبة لمعركة كبرى، تستحق الذهاب إلى كل المجازفات؟ أم أن حصوله على الرمادي سيجعله يؤجل التضحيات الكبيرة، ويتجنب الصدام مع نحو 50 ألفاً من قوات الجيش والحشد الشعبي، مدعومين بقصف جوي هو الأعنف في كل المواجهات، وفق وصف المعنيين؟

وباستثناء هجومين كبيرين أوقعا خسائر واضحة قبل أسبوع، لم ينفذ «داعش» رد فعل مؤلماً على تقدم خصومه، ويسجل المراقبون أن التنظيم المتشدد لم يواجه - على طول الجبهات وعرضها - فصائل الحشد الشعبي بمعركة كبيرة حتى الآن (إذ لم يقتل من المتطرفين في تحرير تكريت مثلا سوى نحو مئة)، وبعد أن كان قبل نحو عام محيطاً بالعاصمة، يجد نفسه اليوم مطروداً من «حزام بغداد»، ومحاصراً في جيوب محدودة في ديالى شرقاً، وأخيراً فإن «عاصمته الجهادية»، أي الفلوجة، مطوقة و»لا يطير منها طير».

وفي هذه الأثناء تحاول الحكومة الاستفادة من هذه المؤشرات، باستعادة جزء من هيبتها التي تبددت مراراً، بسبب انتهاكات يمارسها عناصر الحشد الشعبي أثناء تقدمهم في القرى السنية، مما أدى إلى عدم ظهور ضجة كالتي رافقت عمليات ديالى وتكريت، في ملفات حقوق الإنسان، وتشير مصادر إلى أن قيادات الفصائل الشيعية «تعلمت الدرس» وهي تحاول ضبط عناصرها حذراً من تجدد الاعتراض الدولي على سير العمليات.

لكن ذلك لا ينهي قلقاً واسعاً في الداخل والخارج، عن صورة ما سيحصل في الفلوجة لو دخلتها القوات، سواء في ما يتعلق بحجم الانتهاكات المحتملة، أو في حقيقة أن تلك المرحلة من الهجوم، هي التي ستكشف نوايا «داعش» الحقيقية في تصعيد الحرب أو مواصلة الانسحاب نحو الحدود السورية غرباً وشمالاً، وتجنب الصدام الكبير مع الفصائل المدعومة من إيران.

back to top