نريد فضائية إخبارية كويتية نلتفّ حولها

نشر في 18-07-2015
آخر تحديث 18-07-2015 | 00:01
 ماجد بورمية وفق آخر الإحصاءات الدولية وصل عدد القنوات الفضائية التي تتولى بثها، أو إعادة بثها، هيئات عربية عامة وخاصة نحو 1394 قناة حتى بدايات 2015، في حين كانت لا تتعدى العشرين أو الثلاثين قناة في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وصراحة فإن هذا الكم الهائل من الفضائيات العربية لا معنى له لأن المشكلة ليست في الكمّ بل في الكيف.

 فعندما ننظر مثلا إلى الفضائيات الكويتية الرسمية نجد أنها كثيرة بلا فائدة، أو أنها فارغة من محتواها؛ مما يثير في نفوسنا علامات التعجب، خصوصاً أن الكويت أول دولة خليجية تكون لها محطة تلفزيونية، حيث كان بداية بثها في 15 نوفمبر 1960، ومع هذا العمر الطويل للإعلام التلفزيوني الكويتي لم تتم الاستفادة من الخبرات المتراكمة الماضية في مجال التلفزة، ولم تتم الاستفادة من الأموال الطائلة التي تنفق على الفضائيات الرسمية الكويتية، حتى أصبحت تلك الفضائيات لا تتمتع بأي مهنية، ولم تصل إلى أي مستوى نرتضيه حتى الآن.

والحل هنا أن تؤسس الدولة قناة فضائية في مستوى قناة الجزيرة أو قناة العربية أو "بي بي سي"، لا سيما أن الدولة تملك الإمكانات المالية والبشرية التي تعينها على ذلك، كما يجب على القائمين على الإعلام في بلادنا تدارك مشكلة عزوف الشعب عن مشاهدة القنوات الفضائية الكويتية الحكومية، وتلمس العيوب التي وقع فيها الإعلام الفضائي الكويتي لأن معرفة الداء هي البداية الحقيقية لتقديم وصفات علاجية ناجعة  للإعلام الفضائي الكويتي، ولا مانع هنا من الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في ذلك، فلولا اكتساب كوادر قناة الجزيرة القطرية خبرة من هيئة الإذاعة البريطانية وبعض المتخصصين الدوليين في مجال الإعلام لما وصلت إلى هذا التفوق الهائل.

 كذلك الحال قناة العربية التي أصبحت المنافس الوحيد لقناة الجزيرة، وإذا كانت هاتان القناتان تخرجان من دولتين خليجيتين فهذا الأمر وإن كان يرطب على قلوبنا، لكنه لا يلغي حقنا ككويتيين أن تكون لدينا قناة إخبارية تعبر عن آراء كل الكويتيين بحيادية وشفافية، وتتبنى كل الآراء والمواقف؛ لأننا بصراحة شعرنا بغصة ومرارة في الحلق

عندما كان الكثير من الكويتيين في بيوتهم أو الديوانيات أو حتى في الأماكن العامة كالمقاهي، يتابعون أخبار الكويت في حادث تفجير مسجد الصادق عبر قناتي الجزيرة أو العربية أو عبر القنوات الدولية الأخرى.

وفي الأخير نقول إن حال الإعلام الرسمي لن تشهد أي نهضة في ظل اتباع سياسة الشللية والمحسوبية والتنفيع، وفي ظل محاربة الكوادر الوطنية التي تتمتع بالكفاءة والمهارة، وإن إعلامنا بحاجة لأصحاب قرار لا مسؤولين ترتعش أياديهم أو تتخوف قلوبهم قبل التوقيع على أي ورقة، نحن نربد رجال دولة من الطراز الأول لا يفكرون في إرضاء الحكومة بل يفكرون أولاً وأخيراً في إصلاح البلاد وانتشالها من الروتين والبيروقراطية والعشوائية.

 نحن نريد رجالات دولة لا يتشبثون بالكراسي، إنما يفكرون باحترافية ومهنية، وكيف يطورون المجال الإعلامي حتى يكون لدينا إعلام يقول الحقائق ولا يزيفها لمصالح عليا، ولا نريد إعلاما يطبل مع المطبلين، بل نريد إعلاما يتلمس معاناة المواطن وينقلها للرأي العام دون أي تشويه للحقائق، أما إذا ظل الوضع على ما هو عليه فسنظل نعيش في آخر الدول التي تفوقنا عليها سابقا في كل المجالات.

back to top