بالعربي المشرمح: ماذا تريد إيران؟

لكل من يؤيد إيران أو يرى أنها على حق أطرح عليه هذه الأسئلة، فإن أجاب عنها بتعقل وبعيداً عن العواطف ودون أي تأثير طائفي فسيجد ثَم أموراً غير منطقية وليست في مصلحة الأمة.

بداية لنتساءل ماذا تريد إيران؟ ولماذا تتدخل في شؤون غيرها؟ ولمصلحة من؟ فإيران دولة مسلمة ومجاورة لدول عربية وأجنبية، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن سبب تدخلها في الدول العربية دون غيرها من جاراتها الأجنبية، وجميعها دول إسلامية لكنها غير عربية، فهل تصدير ثورتها لا يمر إلا عبر العرب، وعبر زرع أذرع لها لزعزعة المنطقة العربية؟ ما مصلحة إيران من تدخلها في العراق، وشق وحدته، ونشر الفتنة بين أبنائه، وإشغال شعبه في الاقتتال على أساس طائفي، وتدمير قوته، وإهدار ثرواته؟ وما مصلحتها من تدخلها في سورية وجعل ثورتها طائفية؟ أليست صاحبة شعار الثورة، فكيف تقف ضد شعب أعزل ثار من أجل كرامته وحقوقه؟ وما مصلحتها من تدخلها في اليمن لتدعم طائفة بعينها ضد شعب ثار من أجل وطنه وكرامته؟ وما مصلحة إيران من تدخلها في لبنان ودعم حزب طائفي سيطر على كل مكونات الدولة بالقوة والتهديد؟ وما مصلحتها من تدخلها في البحرين وإثارة الفتنة بين أبناء شعبها؟ ثم ما مصلحتها من تدخلها في السعودية وتحريض فئة بعينها ضد النظام وزعزعة الأمن؟ وأخيراً ما مصلحتها من أن تقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب مواطن سعودي حُكم عليه بالإعدام في بلده؟

أليست في تدخلاتها هذه إثارة للفتنة بين الشعوب على أساس طائفي، كما أن تدخلها السافر وبهذه الطرق الطائفية تسبب في نشر الكراهية والحقد بين أبناء الشعوب الذين تدخلت في شؤون بلادهم، بل أثبتت أنها تدعم طائفة بعينها على بقية طوائف تلك الدول، الأمر الذي جعل معظم الطوائف الأخرى تنبذ هذه الطائفة، وتشك في ولائها إلى أوطانها، بل تجزم بولائها لإيران، وهو الأمر الذي يجب أن تدركه هذه الطائفة، خصوصاً الوطنيين منهم، وهم كثر، فما يصرح به بعض الساسة المنتمين إليها هو عبث، إن استمر فستكون عواقبه وخيمة، ليس عليهم فقط بل على أوطانهم.

يعني بالعربي المشرمح:

علينا أن ندرك كعرب وبكل طوائفنا وخصوصا محبي إيران أن ما تفعله بتدخلاتها السافرة في الدول العربية دون غيرها هو أمر يجب بحثه جيداً، والتفكير في أسبابه ومسبباته ونتائجه التي باتت مكشوفة ومفضوحة وتصب في مصلحة أعداء الأمة، وتدمير الشعوب العربية الثائرة لكرامتها وعروبتها، فلا يمكن لعاقل أن يعتبر ما تقوم به إيران مناصرة للمظلومين والضعفاء، ولنا في موقفها من الشعب البحريني والشعب السوري خير تناقض وازدواجية، الأمر الذي يستوجب منا كشعوب وبكل طوائفنا أن نستيقظ قبل فوات الأوان؛ لنحمي أوطاننا وأنفسنا من الفتنة التي تريد إيران زرعها لنتقاتل وندمر أوطاننا ومقدراتنا، وإن من يجيب عن تساؤلاتي حتماً سيفيق من حلمه ويعيش الواقع الذي تريد إيران فرضه علينا.