عبد الله الطراروه: أبحث عن أدوار وطنية في الدراما

نشر في 19-08-2015
آخر تحديث 19-08-2015 | 00:01
الفنان عبد الله الطراروه  أحد  الفنانين الشباب المبدعين، يؤدي أدوراه بـتأن ومسؤولية. قبل تجسيده  شخصية الشهيد فائق عبد الجليل تابع ورشاً متخصصة ساهمت في إتقانه الدور.  يقول عن فائق عبد الجليل: «لم أعرف شخصيته الحقيقية إلا عندما مثلت في الفيلم، فهي  قريبة من المبدأ الذي كنت أفكر فيه»، لافتاً، في حديثه، إلى أن الفيلم أعطى دروساً منها الكفاح المستمر للوصول إلى الأهداف  المنشودة.  «الجريدة» التقته في الحوار التالي.

حدثنا عن دورك في فيلم حبيب الأرض.

أجسّد شخصيتين، في البداية شخصية  الشهيد فائق عبد الجليل في مراحله الأولى من العمر وبالتحديد عام 1960 إلى بداية السبعينيات  تقريباً، في تلك الفترة بدأ يكتب الشعر، ويقصد وزارة الإعلام ليقدم أولى قصائده وأول ديوان له بعنوان {وسمية: سنابل الطفولة}.

والشخصية الثانية في منتصف الفيلم  هي نجل الشهيد فارس.

ما العوائق التي واجهتك في تجسيد  شخصية الشهيد فائق عبد الجليل؟

التوتر والخوف، لأن  فائق عبد الجليل كان معروفاً لدى الناس في الكويت وفي الوطن العربي، لذلك يتوجب أن أكون حذراً وأن أقدم أداء يليق بالشخصية وفي مستواها الاجتماعي والفني.

لا أقول إن ثمة صعوبات لكن  شعرت بمسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي، إنما الحمد لله رب العالمين، والشكر للمنتجة الشيخة انتصار سالم العلي الصباح والمخرج رمضان خسروه اللذين وفرا لنا كل الامكانات لنقدم الشخصية والعمل بما يليق باسم الشهيد فائق عبد الجليل. في هذا السياق لا بد لي من ذكر مصمم الماكياج الإيراني عبدالله اسكندري وولديه بابك وماني الذين ساعدونا من خلال تنفيذ بعض الرتوش في الماكياج لتكون قريبة من شخصية الشهيد.

كذلك تابعنا ورشاً متخصصة استمرت شهرين مع المخرج رمضان خسروه والفنان فيصل العميري، ومشاركة نجل الشهيد الذي تحدث معنا أكثر من مرة، ووفر لنا فيديوهات وتسجيلات غير منتشرة  على {يوتيوب} والإنترنت ساعدتنا في التعرف على شخصية فائق عبد الجليل عن قرب.

ما الدروس التي اكتسبتها من هذه التجربة؟

اكتسبت أموراً كثيرة، وثمة أمور أخرى استفدت منها قبل انضمامي إلى فريق الفيلم، وهي أن يحترم الفنان مبادئه ونفسه عندما يقدم عملا، فلا يقدمه حباً بالظهور فحسب. وكما نرى،  ثمة سباق بين الفنانين حول الأكثر ظهوراً، أما على الصعيد الشخصي ليس هذا الأمر أحد أهدافي.

 خلال عملي ضمن فريق فيلم {حبيب الأرض} تابعت لقائين في {يوتيوب} للشاعر فائق عبد الجليل وقرأت أشعاره، ولم أعرف شخصيته الحقيقية إلا عندما جسدتها في الفيلم،  وهي قريبة جداً من المبدأ الذي أفكر فيه. على سبيل المثال يتحدث في أحد لقاءاته أنه يتوجب أن يكون رقيب على الذوق العام ، وقبل ذلك يتوجب أن يكون  ثمة رقيب على أنفسنا  عندما نستهل أي عمل.

رغم أن عبد الجليل  لا علاقة له بالتمثيل لكنه عمل مع الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا في الاوبريتات،  أضف إلى ذلك أنه شبه الورق المكتوب عليه العمل الفني كالنسيج الخام الذي يدخل في الآلات وقد يكون حريراً أو صوفاً. كذلك النص الفني يدخل في الآلات وهم المخرج والممثل أن يرفع النص أو عكس ذلك.

على الصعيد الشخصي تعلمت من فائق عبد الجليل ضرورة أن يطالع المرء ويثقف نفسه لدرجة أن نجل الشهيد فارس حدثني أن والده كان يشجعهم على القراءة.

كيف عرفت أدق التفاصيل حول شخصية الشهيد فائق عبد الجليل؟

كما قلت آنفاً، عبر القراءة، وشاهدت لقاءين الأول تحدث فيه عن أغنية محمد عبدو. أما اللقاء الثاني في فترة الغزو فتحدث فيه عن ضرورة أن نبقى كويتيين. لكن  ما عرفني بشخصية فائق عبد الجليل هو لقاء المخرج مع أصدقاء الشهيد، غير ذلك كان صديقاً لوالدي في السبعينيات وحدثني والدي عنه، فضلا عن لقاءاتي مع نجله  فارس، ومشاهدة فيديوهات وفرها لنا مشكوراً، مع بعض الفيديوهات من وزارة الإعلام.

ما المشهد الأكثر تأثيرا في الفيلم؟

في بداية كتابته للشعر ذهب إلى وزارة الإعلام فلم  يستقبله القيمون هناك لعدم معرفتهم به ولعدم ثقتهم بموهبته. وهذا الأمر طبيعي ويحدث لكل شخص في بداياته، ولأي فنان في بداية مشواره الفني. فتأثرت بالموقف لأن الفيلم أعطى رسائل ومبادئ منها كفاحه المستمر ليصل إلى أهدافه  المنشودة، ولم  يقتصر على حياة الشاعر فحسب.

ماذا عن تهديد داعش لك في مسلسل « تورا بورا»؟ هل يدفعك ذلك إلى تجنب أداء أدوار مشابهة؟

لا طبعا، في البداية تلقى المخرج وليد العوضي التهديد وأيضا فريق العمل عبر {تويتر}. هذا التهديد لن  يوقفني عن خوض بعض الأعمال التي لها علاقة بالسياسة. في السابق جسدت شخصية {معاذ} في مسلسل {صديقات العمر} المتشدد دينيا ولديه نظرة خاطئة في الدين، وكان مريضاً نفسياً يعتبر كل شيء حراماً وكل شيء خطأ.  وبرأيي الشخصي الدين يسر وليس عسراً. وأتمنى في العام المقبل أداء أدوار أكثر جرأة أدافع فيها عن ديني، وعن وطنى الكويت.

في رمضان الماضي شاركت في عملين «ذاكره من ورق» و «تورا بورا» هل تعتقد المشاركة في عملين في آن تؤثر في المتلقي؟

عادة أحرص على أن اشارك في عمل واحد، فمسلسل {تورا بورا {صور في 2009  وعرض في 2011 كفيلم سينمائي. والمخرج وليد العوضي أكمل تصويره في الكويت كمسلسل وهذا جميل.

اختلفت الشخصيتان اللتان جسدتهما عن بعضهما البعض  في الشكل والمضمون،  ولا اعتقد أن ذلك سيؤثر على المشاهد.  تتسم شخصية  فواز في {ذاكرة من ورق} بطابع القسوة على شقيقته ووالدته بحكم العادات والتقاليد. أما شخصية أحمد في {تورا بورا} فهي لمتشدد دينياً.

back to top