الطائرات الأميركية يجب أن تكون في كردستان لا الأردن

نشر في 11-07-2015
آخر تحديث 11-07-2015 | 00:01
 أنس محمود الشيخ مظهر تعودنا أن نسمع من الحكومة العراقية دائما شرحا وافيا وتفصيليا عن المشاكل التي تواجهها من جهات داخلية أو خارجية دون أن تخوض في حلول منطقية لها، وطبعا هناك فرق بين جعجعة الحديث عن المشكلة وإيجاد حلول لها، مثلما أن هناك فرقا بين استشراف المشاكل قبل حدوثها ومحاولة إيجاد حلول لها، وبين البحث عن الحلول بعد حصولها.

فمنذ أشهر والحكومة العراقية تتحدث عن قرب استلامها لطائرات "إف 16" الأميركية وتبشر العراقيين بالتغيير الذي سيطرأ على مجريات الحرب مع "داعش" بمجرد دخول هذه الطائرات الخدمة، لكنها لم تدرس المشاكل التي يحتمل أن تعترض طريق استكمال هذه الصفقة والبحث عن حلول منطقية لها قبل أن تطفو على السطح، وقد كتبنا قبل فترة عن المشكلة الرئيسة التي ستعترض طريق إتمام هذه الصفقة، وهي مواقع المطارات والمدارج العسكرية التي ستقلع منها هذه الطائرات.

 وفعلا أثيرت هذه المشكلة مؤخرا بين الطرفين، وعرض الجانب الأميركي إمكانية استخدام المطارات العسكرية الأردنية لقصف مواقع "داعش" داخل العراق، ورفضت الحكومة العراقية هذا العرض معتبرة إياه انتهاكا لسيادة العراق وخرقا للاتفاقية الأمنية التي وقعت قبل سنوات بين الطرفين.

إن الموقف الأميركي هذا- وحسب وجهة النظر الأميركية- له ما يبرره من انعدام الثقة بإمكانية المؤسسة العسكرية العراقية في الحفاظ على هذه الطائرات من الوقوع في يد جماعات خارجة عن القانون سواء أكانت "داعش" أو الميليشيات الشيعية، فتكرار عمليات انسحاب الجيش العراقي في معارك عديدة دون قتال تاركا وراءه أسلحته الثقيلة لينعم بها تنظيم "داعش" يجعل من اختيار مطارات عسكرية في المنطقة الوسطى في العراق أمرا في غاية الخطورة لإمكانية استيلاء "داعش" عليها.

 أما في المناطق الجنوبية التي تعتبر مناطق نفوذ للميليشيات الشيعية فإن استخدام المطارات العسكرية فيها يعني فقدان المؤسسة العسكرية السيطرة على هذه الطائرات، ووقوعها تحت رحمة الميليشيات الشيعية التي تربطها علاقات استراتيجية مع الطرف الإيراني؛ مما يعني تسخيرها للأجندات الإيرانية وتوجهاتها في العراق والمنطقة.

إن اختلاف الرؤيتين الأميركية والعراقية حيال هذا الموضوع يحتم البحث عن حلول تكون مقبولة لدى الطرفين، وفي رأيي فإن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو اختيار المطارات العسكرية الموجودة في إقليم كردستان لتكون منطلقا لهذه الطائرات، الأمر الذي سيطمئن الجانب الأميركي بعدم وقوع هذه الطائرات بيد "داعش" أو الميليشيات الشيعية، ويحافظ من جهة أخرى على استقلالية وهيبة الحكومة العراقية باعتبار أن إقليم كردستان لا يزال جزءا من الدولة العراقية، إضافة إلى أن وجود هذه الطائرات على أرض الإقليم سيبدد مخاوف كردستان ودول إقليمية أخرى من أن تستعمل هذه الأسلحة ضدها مستقبلا.

* كردستان العراق – دهوك

back to top