طريقة استعمال زجاجة الحليب وتوقيتها

نشر في 10-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 10-01-2016 | 00:01
حين يتغذى الطفل من حليب الأم وحليب البودرة في الوقت نفسه، تُعتبر الرضاعة «مختلطة». يمكن اللجوء إلى هذا النظام إذا كان إنتاج حليب الأم نادراً. قد تلاحظ الأم ذلك إذا راح الطفل يبكي وطالب بالرضاعة طوال الوقت لأنه لم يشبع. لكن إذا لبّت الأم جميع حاجات طفلها وكانت ترضعه في معظم الأوقات (يجب أن تمر ساعة أو ساعتان بين كل جلستين)، سينتج جسمها كمية إضافية من الحليب وستتمكن من متابعة إرضاع الطفل طبيعياً. مع ذلك، قد تبرز الحاجة إلى إعطاء الطفل زجاجة حليب إذا بقي جائعاً أو إذا احتاج إلى الرضاعة في مناسبات كثيرة لأن هذا الوضع سيصعّب الحياة على الأم.
قبل اللجوء إلى الحليب البودرة، يجب أن يفرّغ الطفل الثديين بالكامل. إذا لم يكن الطفل يرضع جيداً، يميل الحليب إلى التراجع في جسم أمه لأن السائل يتراكم ويمنع إنتاج نوع آخر من الحليب. يمكن إعطاء زجاجة الحليب للطفل بعد الرضاعة في مطلق الأحوال لأن الطفل سيعتاد بذلك على حركة المصّ بوتيرة أبطأ وسيتكيف مع الرضاعة الطبيعية في نهاية المطاف.

الرضاعة الاصطناعية

إذا كانت الأم تعجز عن إرضاع طفلها طبيعياً، يمكنها أن تلجأ إلى منتج اصطناعي يشبه في تركيبته حليب الأم. يشتق هذا المنتج من حليب البقر ويتم تعديله بحسب حاجات المولود الجديد، حتى لو كان لا يتمتع بكامل الخصائص البيولوجية التي يتسم بها حليب البقر. لكن يجب ألا تشعر الأم التي تعجز عن إرضاع طفلها بالذنب لأن الحليب الاصطناعي يكون مغذياً جداً ويسهل هضمه. في ما يخص الرابط المميز الذي ينشأ بين الطرفين خلال الرضاعة، لا داعي للقلق لأنه ممكن أيضاً رغم استعمال زجاجة الحليب. يكفي أن ترضعي طفلك وتركزي عليه وتضحكي له وتكلميه. لكن تكون الوضعية بالغة الأهمية. احملي الطفل بين ذراعيك واجعليه في احتكاك مباشر مع جسمك.

المرحلة التحضيرية

تذكر كل علبة من الحليب الاصطناعي تعليمات عن طريقة الاستعمال ويجب تنفيذها بدقة واحترام الجرعات الواردة لأن زيادة كمية الحليب البودرة لجعل الخلطة مغذية قد تعطي الطفل نسبة مفرطة من البروتينات والدهون مقابل كمية قليلة من الماء.

في المقابل، يؤدي تخفيض كمية البودرة إلى حرمان الطفل من العناصر المغذية التي يحتاج إليها. لتذويب الحليب، يجب استعمال الماء المعدنية وسكبها في الزجاجة قبل البودرة للتمكن من قياس الكمية بدقة قبل خلطها. إذا اخترتِ حليباً سائلاً وجاهزاً للاستعمال، يجب أن تسخنيه قبل موعد الوجبة. وإذا كنت لا تملكين جهازاً يسخّن زجاجات الحليب ويحافظ على حرارتها، يمكنك استعمال حوض مليء بماء ساخنة. اختبري حرارة الحليب على ظهر يدك: يجب أن يكون الحليب فاتراً وليس ساخناً جداً. لكن حذاري من وضع الزجاجة في المايكروويف، فقد تتشكل مناطق ترتفع فيها الحرارة بشكل مفرط. ولا أحد يستطيع التأكيد على أن المايكروويف لا يغير المحتوى.

طريقة إطعام الطفل

خلال الرضاعة، يجب أن يكون الطفل نصف جالس كي يتنفس جيداً ويجب أن يبقى رأسه مرفوعاً بعض الشيء لتسهيل البلع. يجب التنبه إليه أيضاً كي لا يبتلع الهواء ويصاب بمغص مصحوب بغازات. حين يبدأ الطفل بالمصّ، يجب أن تحني الزجاجة كي تصبح المصاصة مليئة بالحليب وخالية من الهواء. كذلك، يجب أن يكون الثقب الذي يخرج منه الحليب بحجمٍ مناسب: إذا كان كبيراً جداً، سيمرر الهواء مع السائل. وإذا كان صغيراً جداً، سيجبر الطفل على بذل جهد إضافي أثناء الرضاعة وسيضطر إلى ابتلاع الهواء أيضاً. بعد الرضاعة، من الأفضل أن تحملي الطفل قليلاً بوضعية عمودية.

تنظيف زجاجة الحليب

لا بد من تنظيف كل ما يحتك بالطفل، بدءاً من يدَي الأم وصولاً إلى الملاعق والأوعية والقناني. ويجب تنظيف أدوات الطفل كلها بماء ساخنة وبمنتج التنظيف لتطهيرها من الداخل والتخلص من رواسب الحليب.

أنواع الحليب

يصف طبيب الأطفال الحليب الذي يناسب طفلك وهو على نوعين: بودرة يجب خلطها مع الماء أو سوائل. يكون النوع الأول أقل كلفة من الثاني ويمكن تخزينه لفترة أطول، لكن تكون الأنواع المذوبة عملية أكثر من غيرها لأنها تمنع ارتكاب الأخطاء في قياس الكمية.

تختلف تركيبات الحليب بحسب عمر الطفل. منذ الولادة وحتى الشهر الرابع، يُستعمل “النوع الأول” من الحليب كونه يحتوي على نسبة صغيرة من المعادن والبروتينات والفيتامينات والعناصر المفيدة للمولود الجديد. بدءاً من الشهر الرابع أو الخامس، يمكن الانتقال إلى “النوع الثاني” حتى عمر السنة. ثمة تركيبات خاصة يمكن أن يمتصها الجسم بسهولة إذا كان الطفل مصاباً بالحساسية.

مرحلة الفطام

حين تصبح الرضاعة غير كافية!

ما من موعد محدد لوقف الرضاعة. يمكن أن يبدأ الفطام في الشهر الرابع أو الخامس، لكن يتابع بعض الأطفال الرضاعة مرة في اليوم حتى عمر السنة. غالباً ما يعلن الطفل أن الموعد حان للانتقال إلى الزجاجة. لا يتراجع حليب الأم من تلقاء نفسه وإذا لم تواجه الأم أي مشكلة، يمكنها أن تتابع إرضاع طفلها حتى الشهر السادس مع أنه يستطيع أكل أغذية صلبة بدءاً من الشهر الرابع.

البدء بأكل الفاكهة

تشمل أولى المأكولات التي يجب إدراجها في نظام الطفل الغذائي التفاح والإجاص نظراً إلى سهولة هضمهما وغناهما بعناصر مغذية. يمكن اختيار الفاكهة الطازجة والناضجة وهرسها بالشوكة. أطعميها للطفل بملعقة صغيرة في فترة بعد الظهر. ثم حاولي تعريفه إلى أصناف أخرى مثل الموز لكن تجنبي الحمضيات في البداية. لا تبدئي مرحلة الفطام في أولى أيام الصيف الحارة لأن شهية الطفل ستضعف، ولا تفعلي ذلك إذا كان مصاباً بأمراض تنفسية أو إسهال. من المفيد أن تضيفي المأكولات تدريجياً كي يتسنى للطفل أن يعتاد على مذاقها وكي تكتشفي الأصناف التي تسبب له الحساسية.

مرحلة الهريسة

تحل أول هريسة مكان وجبة الحليب مع اقتراب الظهر أو في فترة المساء. يمكنك طبخ أول حساء خضراوات (جزر، كوسا، بطاطا) بلا ملح مع القليل من زيت الزيتون. أو يمكن إعداد نسخة معدلة من كريما الأرز والذرة في بداية مرحلة الفطام. ثم يمكنك الانتقال إلى يخنات اللحوم بدءاً من لحم الغنم والأرنب والحبش والدجاج والعجل والبقر. أو يمكنك إضافة القليل من الجبنة المبروشة إلى الهريسة لأنها تحتوي على الكالسيوم والفسفور. في الشهر السابع، يمكن تعريف الطفل إلى أسماك السلمون والقد.

إذا فضّل الطفل نكهات أكثر من غيرها، يمكن تنويع الوجبات كي يعتاد سريعاً على نكهات وتركيبات مختلفة. لكن إذا رفض تناول الهريسة في أولى مراحل الفطام، يمكنك وضعها في زجاجة الحليب بعد توسيع ثقبها.

مصاعب محتملة

قبل الفطام، يجب أن يعتاد الطفل على استعمال الملعقة وعلى الأغذية الجديدة والسميكة التي تختلف كثيراً عن الحليب. يضاف إلى هذه المشاكل بعض المصاعب النفسية لأن الغذاء يُعتبر في نظر الطفل أهم شكل للحب والأمان والحماية. يجب أن يتعامل معه الأهل بسلاسة ويعترفوا بأبسط تقدم يحرزه. قد تكون مرحلة الفطام صعبة على الأم أيضاً لأنها تخشى أن تخسر الحميمية التي كانت تجمعها بطفلها. لكن يمكن طمأنته عبر معانقته ومداعبته على مر اليوم.

back to top