يحكى أن 22-30 : قصة التاجر اليهودي والشاب الذي يُحب مصر

نشر في 09-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 09-07-2015 | 00:01
في الليلة الثانية والعشرين تواصل شهرزاد حكايتها، عن مجموعة التجار، الذين أمر ملك الصين بشنقهم جميعاً لولا أن كل واحد منهم تقدم للملك ليحكي له حكاية عجيبة يحصل بسببها على العفو من الملك.
تصل شهرزاد إلى حكاية التاجر اليهودي، بعدما تنتهي من حكاية التاجر البغدادي الذي تسببت أكلة رزباجة في قطع يده، إذ قال الملك: ما هذا من حديث الأحدب، بأعذب ولا بد من صلبكم جميعاً.
لما كانت الليلة الثانية والعشرون، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أن اليهودي تقدم إلى ملك الصين وقال له: يا ملك الزمان أنا أحدثك بحديث أعجب من حديث الأحدب.فقال له ملك الصين: هات ما عندك. فردّ: أعجب ما جرى لي في زمن شبابي، أني كنت في دمشق الشام، وتعلمت فيها صناعة الطب. بينما أنا أعمل في صنعتي يوماً من الأيام إذ أتاني مملوك من بيت الصاحب بدمشق، فخرجت له وتوجهت معه إلى منزل الصاحب، وهناك رأيت في صدر الإيوان سريراً من المرمر بصفائح الذهب، وعليه آدمي مريض راقد، وهو شاب لم ير أحسن منه في زمانه فقعدت عند رأسه ودعوت له بالشفاء، فأشار إلى بعينه، فقلت له: يا سيدي ناولني يدك فأخرج لي اليسرى فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي: إن هذا الشاب مليح ومن بيت كبير، ثم جسست مفاصله وكتبت له ورقة، ومكثت أتردد عليه مدة عشرة أيام حتى تعافى ودخل الحمام واغتسل وخرج، فخلع على الصاحب خلعة مليحة، وجعلني مباشراً عنده في المارستان الذي في دمشق.

لما دخلت معه الحمام وقد أخلوه لنا من جميع الناس، ودخل الخادم بالثياب، وأخذ ثيابه التي كانت عليه من داخل الحمام، رأيته فإذا يده اليمنى قطع أصبعها، فأخذت أتعجب وحزنت عليه، ثم نظرت إلى جسده فوجدت عليه آثار ضرب مقارع فاشتد تعجبي من أجل ذلك، فنظر إلي الشاب وقال لي: يا حكيم الزمان لا تعجب من أمري، فسأحدثك بحديثه حين نخرج من الحمام، فلما خرجنا وتوجهنا إلى الدار حيث أكلنا واسترحنا، قال الشاب: هل لك أن تتفرج في الغرفة؟ قلت: نعم فأمر العبيد أن يهيئوها، وأن يشووا خروفاً، ويأتوا إلينا بفاكهة ففعل العبيد ما أمرهم به ثم قلت له: حدثني بحديثك. فقال لي: يا حكيم الزمان أعلم أنني من أولاد الموصل، وكان لي والد تُوفي أبوه وخلف عشرة أولاد ذكور، فكبروا كلهم وتزوجوا، ورزق والدي بي، وأما أخوته التسعة فلم يرزقوا بأولاد، فكبرت أنا وصرت بين أعمامي، وهم فرحون بي فرحاً شديداً فلما بلغت مبلغ الرجال كنت ذات يوم مع والدي في جامع الموصل يوم جمعة، فصلينا الجمعة وخرج الناس جميعاً، أما والدي وأعمامي فإنهم قعدوا يتحدثون في عجائب البلاد وغرائب المدن، إلى أن ذكروا مصر فقال بعض أعمامي: إن المسافرين يقولون ما على وجه الأرض أحسن من مصر ونيلها، وقد أحسن من قال فيها وفي نيلها:

 

بالله قل للنيل عني أننــــــــــــي

لم أشف من ماء الفرات غليــلاً

يا قلب كم خلفت ثم بثينـــــــــة

وأظن صبرك أن يكون جميـلاً

ثم إنهم أخذوا يصفون مصر ونيلها، فلما فرغوا من كلامهم وسمعت هذه الأوصاف في مصر، صار خاطري مشغولاً بها، ثم انصرفوا وتوجه كل واحد منهم إلى منزله، فبت تلك الليلة ولم يأتني نوم من شغفي بها، ولم يطب لي أكل ولا شرب وبعد أيام تجهز أعمامي للسفر إلى مصر فألححت على والدي لكي أذهب معهم، فجهز لي متجراً ومضيت معهم، وقال لهم: لا تدعوه يدخل مصر بل اتركوه في دمشق ليبيع متجره فيها، ثم سافرنا وودعت والدي وخرجنا من الموصل، وما زلنا مسافرين حتى وصلنا إلى حلب، فأقمنا بها أياماً، ثم سافرنا إلى أن وصلنا دمشق فرأيناها مدينة ذات أشجار وأنهار وأثمار وأطيار، كأنها جنة فيها من كل فاكهة زوجان، فنزلنا في بعض الخانات، واستمر أعمامي بها حتى باعوا واشتروا بضاعتنا فربح الدرهم خمسة دراهم ففرحت بالربح ثم تركني أعمامي وتوجهوا إلى مصر فمكثت بعدهم في قاعة مليحة البنيان يعجز عن وصفها اللسان، أجرتها كل شهر دينار وصرت أتلذذ بالمأكل والمشارب حتى صرفت المال الذي كان معي.

فبينما أنا قاعد على باب القاعة يوماً من الأيام، وإذا بصبية أقبلت عليَّ، وهي لابسة أفخر الملابس فعزمت عليها بالدخول عندي، فدخلت وفرحت بدخولها إذ كانت بديعة الجمال، ثم قمت وجئت بسفرة من أطيب المأكول والفاكهة وما يحتاج إليه المقام، وأكلنا ولعبنا، وبعد اللعب شربنا حتى سكرنا ثم نمنا إلى الصباح، وبعد ذلك أعطيتها عشرة دنانير فحلفت أنها لا تأخذ الدنانير مني، ثم قالت: يا حبيبي انتظرني بعد ثلاثة أيام وقت الغروب، وهييء لنا بهذه الدنانير مثل هذا، وأعطتني هي عشرة دنانير، وودعتني وانصرفت، فأخذت عقلي معها.

فلما مضت الأيام الثلاثة أتت وعليها من المزركش والحلي والحلل أعظم مما كان عليها أولاً، وكنت قد هيأت لها ما يليق بالمقام قبل أن تحضر، ثم أكلنا وشربنا ونمنا مثل العادة إلى الصباح، وأعطتني عشرة دنانير ووعدتني بعد ثلاثة أيام تحضر عندي، فهيأت لها ما يليق بالمقام، وبعد ثلاثة أيام حضرت في ملابس أفخم، ثم قالت لي: يا سيدي هل أنا مليحة؟ فقلت: أي والله، فقالت: هل تأذن لي أن أجيء معك بصبية أحسن مني وأصغر سناً حتى تلعب وتضحك معنا؟ فقبلت وأعطتني عشرين ديناراً للنفقة، ثم ودعتني وانصرفت، فلما كان اليوم الرابع جهزت ما يليق بالمقام على العادة، فلما كان بعد المغرب إذا بها قد أتت ومعها واحدة ملفوفة بإزار، فدخلتا وجلستا وأوقدت الشموع، واستقبلتهما بالفرح والسرور، وكشفت الصبية الجديدة عن وجهها فرأيتها كالبدر في تمامه، فقمت وقدمت لهما الأكل والشرب، فأكلنا وشربنا وصرت أملأ القدح للصبية الجديدة وأشرب معها، فغارت الصبية الأولى في الباطن ثم قالت: أليست هذه المليحة أظرف مني؟ فقلت: أي والله، قالت: أريد أن تنام عندك، فقلت على رأسي وعيني، ثم قامت وفرشت لي أنا والصبية الجديدة وأنصرفت، فلما أصبحت وجدت يدي ملوثة بدم، وتطلعت إلى الصبية فإذا رأسها مفصول عن بدنها، فظننت أنها فعلت ذلك من غيرتها منها، وفكرت ساعة، ثم قمت فخلعت ثيابي، وحفرت في القاعة حفرة وضعت فيها الصبية، ورددت عليها التراب، وأعدت الرخام كما كان، ثم لبست وأخذت بقية مالي وخرجت إلى صاحب القاعة ودفعت له أجرة سنة، وقلت له: أنا مسافر إلى أعمامي بمصر، ثم سافرت إلى مصر، واجتمعت بأعمامي ففرحوا بي، ووجدتهم قد فرغوا من بيع متجرهم، ثم قالوا لي ما سبب مجيئك؟ فقلت: أشتقت إليكم وخفت ألا يبقى معي شيء من مالي.

فأقمت عندهم سنة أتفرج على مصر ونيلها، ووضعت يدي في بقية مالي، وصرت أصرف منه وآكل وأشرب، حتى قرب سفر أعمامي فهربت منهم حتى سافروا قائلين: لعله سبقنا ورجع إلى دمشق، ثم خرجت فأقمت بمصر ثلاث سنين، وصرت أنفق حتى لم يبق معي من المال شيء، وأنا في كل سنة أرسل إلى صاحب القاعة أجرتها، وبعد الثلاث سنين ضاق صدري ولم يبق معي إلا أجرة السنة فقط، فسافرت حتى وصلت إلى دمشق ونزلت في القاعة، ففرح بي صاحبها، فدخلت القاعة ومسحتها من دم الصبية المذبوحة ورفعت المخدة فوجدت العقد الذي كان في عنق تلك الصبية فأخذته وتأملته وبكيت ساعة، ثم أقمت يومين وفي اليوم الثالث دخلت الحمام وغيرت أثوابي، وأنا ليس معي شيء من الدراهم فجئت يوماً إلى السوق فوسوس لي الشيطان فأخذت العقد الجوهر وتوجهت به إلى السوق وناولته للدلال فقام لي وأجلسني بجانبه وصبر حتى عمر السوق ونادى عليه خفية وأنا لا أعلم وإذا بالعقد ثمنه ألفي دينار، فجاءني الدلال وقال لي هذا العقد نحاس وقد وصل ثمنه إلى ألفي درهم فقلت له: نعم هذا كنا صنعناه لواحدة نضحك عليها به ورثتها زوجتي فأردنا بيعه فأقبض الألف درهم .

الغيرة

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب لما قال للدلال أقبض الألف درهم، وسمع الدلال ذلك، عرف أن قضيته مشكلة، فتوجه بالعقد إلى كبير السوق وأعطاه إياه فأخذه وتوجه به إلى الوالي وقال له: إن هذا العقد سرق من عندي، ووجدنا الحرامي لابساً لبس التجار، فلم أشعر إلا والشرطة قد أحاطوا بي، وأخذوني وذهبوا إلى الوالي، فسألني عن ذلك العقد، فقلت له ما قلته للدلال، فضحك الوالي وقال: ما هذا كلام الحق، فلم أدر إلا ورجال حاشيته جردوني من ثيابي، وضربوني بالمقارع على جميع بدني، فأحرقني الضرب وقلت أنا سرقته، وقلت في نفسي: هذا أحسن من اعترافي بأن صاحبته مقتولة عندي. فلما قلت إني سرقته قطعوا يدي وقلوها في الزيت، فغشي عليَّ فسقوني الشراب حتى أفقت. أخذت يدي وجئت إلى القاعة فقال صاحب القاعة: ما دام هذا جرى لك فاترك القاعة وانظر لك موضعاً آخر لأنك متهم بالحرام، فقلت له: يا سيدي اصبر على يومين أو ثلاثة حتى أنظر لي موضعاً.

فتركني وبقيت جالساً أبكى وأقول: كيف أرجع إلى أهلي وأنا مقطوع اليد والذي قطع يدي لم يعلم أني برئ، فلعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. وصرت أبكي بكاء شديداً، فلما مضى صاحب القاعة عني لحقني غم شديد مدة يومين. وفي اليوم الثالث، جاءني صاحب القاعة ومعه بعض الشرطة وكبير السوق، وادعى عليَّ أني سرقت العقد فخرجت لهم وقلت: ما الخبر؟ فلم يمهلوني بل كتفوني ووضعوا على رقبتي جنزيراً وقالوا لي: إن العقد الذي كان معك لصاحب دمشق وحاكمها، وقد ضاع من بيت الصاحب منذ ثلاث سنين ومعه ابنته، فلما سمعت هذا الكلام ارتعدت مفاصلي وقلت في نفسي: سوف يقتلونني لا محالة، والله لابد أن أحكي للصاحب حكايتي فإن شاء قتلني وإن شاء عفا عني، فلما وصلنا إلى الصاحب أوقفني بين يديه وقال: أهذا الذي سرق العقد ونزل به ليبيعه؟ إنكم قطعتم يده ظلماً، ثم أمر بسجن كبير السوق وقال له: أعط هذا دية يده وإلا شنقتك وآخذ جميع مالك، ثم صاح بأتباعه فأخذوه وجروه، وبقيت أنا والصاحب وحدنا بعد أن فكوا الغل من عنقي بإذنه وحلوا وثاقي، ثم نظر إليَّ الصاحب وقال لي: يا ولدي حدثني واصدقني، كيف وصل إليك هذا العقد؟ فقلت: يا مولاي إني أقول لك الحق، ثم حدثته بجميع ما جرى لي مع الصبية الأولى، وكيف جاءتني بالثانية وكيف ذبحتها من الغيرة، وذكرت له الحديث بتمامه.

لما سمع كلامي هز رأسه وحط منديله على وجهه وبكى ساعة ثم أقبل عليَّ وقال لي: أعلم يا ولدي أن الصبية الكبيرة بنتي، وكنت أحجر عليها، فلما بلغت أرسلتها إلى ولد عمها بمصر فمات، فجاءتني وقد تعلمت العهر وجاءتك أربع مرات، ثم جاءتك بأختها الصغيرة والاثنتان شقيقتان، فلما جرى للكبيرة ما جرى، طلبت من أختها الذهاب معها ثم رجعت وحدها، فسألتها عنها فوجدتها تبكي عليها وقالت: لا أعلم لها خبراً، ثم قالت لأمها سراً جميع ما جرى من ذبحها أختها فأخبرتني أنه سر ولم تزل تبكي وتقول: والله لا أزال أبكي عليها حتى أموت، وكلامك يا ولدي صحيح، فإني أعلم بذلك قبل أن تخبرني به، فانظر يا ولدي ما جرى، وأنا اشتهي أنك لا تخالفني فيما أقول لك، وهو إني أريد أن أزوجك ابنتي الصغيرة، فإنها ليست شقيقة لهما، وهي بكر ولا آخذ منك مهراً، وأجعل لكم راتباً من عندي، وتبقى عندي بمنزلة ولدي، فقلت له: الأمر كما تريد يا سيدي، ومن أين لي أن أصل إلى هذا ؟ فأرسل الصاحب في الحال من عنده بريداً وأتاني بمالي الذي خلفه والدي، وأقمت عنده ثلاثة أيام وأعطاني مالاً كثيراً، وسافرت من عنده فوصلت إلى بلدكم هذه فطابت لي فيها العيشة، وجرى لي مع الأحدب ما جرى.

فقال ملك الصين: ما هذا بأعجب من حديث الأحدب ولا بد لي من شنقكم جميعاً، خصوصاً الخياط الذي هو رأس كل خطيئة، ثم قال: يا خياط! إن حدثتني بشيء أعجب من حديث الأحدب غفرت لكم ذنوبكم.

مزين بغداد

عند ذلك تقدم الخياط، وقال: اعلم يا ملك الزمان أن الذي جرى لي أعجب مما جرى للجميع، لأني كنت قبل أن أجتمع بالأحدب أول النهار في وليمة لبعض أرباب الصنائع، من خياطين وبزازين ونجارين وغير ذلك. لما طلعت الشمس حضر الطعام لنأكل، وإذا بصاحب الدار قد دخل علينا ومعه شاب غريب مليح من أهل بغداد، وهو في أحسن ما يكون من الثياب، وأحسن ما يكون من الجمال، غير أنه أعرج فدخل علينا وسلم، فقمنا، فلما أراد الجلوس رأى فينا إنساناً مزيناً، فامتنع عن الجلوس، وأراد أن يخرج من عندنا، فمنعناه نحن وصاحب المنزل، وشددنا عليه، وحلف عليه صاحب المنزل وقال له: ما سبب دخولك وخروجك؟ فقال: والله يا مولاي إن سبب خروجي هو هذا المزين، فلما سمع صاحب الدعوة هذا الكلام تعجب غاية العجب وقال:

كيف تكون من بغداد وتنزعج من هذا المزين؟ ثم التفتنا إليه وقلنا له: احك لنا ما سبب غيظك من هذا المزين، فقال الشاب: يا جماعة إنه جرى لي مع هذا المزين أمر عجيب في بغداد بلدي، وكان هو سبب عرجي وكسر رجلي، وحلفت أني ما بقيت أقاعده في مكان، ولا أسكن في بلد هو ساكن بها، وقد سافرت من بغداد ورحلت منها وسكنت في هذه المدينة، وأنا الليلة لا أبيت إلا مسافراً، فقلنا: بالله عليك أن تحكي لنا حكايتك معه، فأصفر لون المزين ثم قال الشاب: اعلموا يا جماعة الخير أن والدي من أكابر تجار بغداد، ولم يرزقه الله تعالى بولد غيري، فلما كبرت وبلغت مبلغ الرجال تُوفي والدي إلى رحمة الله تعالى، وخلف لي مالاً وخدماً وحشماً، فصرت ألبس أحسن الملابس، وآكل أحسن المآكل، وكان الله سبحانه وتعالى قد بغضني في النساء، إلى أن كنت ماشياً يوماً من الأيام في أزقة بغداد وإذا بجماعة تعرضوا لي في الطريق، فهربت ودخلت زقاقاً لا ينفذ، وارتكنت في آخره على مصطبة، فلم أقعد غير ساعة وإذا بطاقة قبالة المكان الذي أنا فيه فتحت وأطلت منها صبية كالبدر في تمامه لم أر في عمري مثلها، ولها زرع تسقيه تحت الطاقة، فالتفتت يميناً وشمالاً ثم أقفلت الطاقة وغابت عني، فاتقدت في قلبي النار، واشتغل خاطري بها، وانقلب بغضي للنساء محبة، فما زلت جالساً في ذلك المكان إلى المغرب وأنا غائب عن الدنيا من شدة الغرام، وإذا بقاضي المدينة راكب وقدامه عبيد ووراءه خدام، فنزل ودخل البيت الذي أطلت منه  الصبية، فعرفت أنه أبوها، ثم إني جئت منزلي وأنا مكروب ووقعت على الفراش مغموماً، فدخلت عليَّ الجواري وجلسن حولي ولم يعرفن ما بي وأنا لم أبد لهن أمراً ولم أرد لخطابهن جواباً، وعظم مرضي، ودخلت عليَّ عجوز فلم تخف عليها حالي، وجلست عند رأسي ولاطفتني.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح

back to top