موسكو تبدأ تدخلاً عسكرياً بسورية وتقصف 3 محافظات

نشر في 01-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-10-2015 | 00:01
● بوتين: ضربات استباقية مؤقتة ولا تدخّل برياً

● واشنطن ترفض إخلاء المجال الجوي
في أول تدخل للجيش الروسي خارج أراضي الاتحاد السوفييتي منذ تفككه في 25 ديسمبر 1991، أمر الرئيس فلاديمير بوتين بشن ضربات جوية في سورية، تلبية لطلب مساعدة تقدم به بشكل مباشر حليفه السوري بشار الأسد، وحظي بموافقة فورية من مجلس الاتحاد الأعلى في البرلمان.

بعد ساعات من منح مجلس الاتحاد الروسي، أمس، تفويضا إلى الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوة العسكرية في سورية، شن سلاح الجو الروسي أولى ضرباته الجوية لدعم جيش الرئيس السوري بشار الأسد في محافظات حماة وحمص واللاذقية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف: «وفقا لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين شنت طائراتنا غارات جوية دقيقة لأهداف على الأرض لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في سورية»،

موضحا أنها دمرت «تجهيزات عسكرية» و»مخازن للأسلحة والذخيرة» تابعة له. وفي حين أكد مصدر أمني رفيع المستوى في دمشق أن الضربات شملت محافظات حماة وحمص واللاذقية، نفى مسؤول أميركي استهداف الطيران الروسي مواقع خاضعة لسيطرة «داعش»، مبينا أن روسيا أخطرت الولايات المتحدة بشكل شفهي بالعمليات وطالبتها بإخلاء المجال الجوي.

 لكن وزارة الخارجية الأميركية شددت على أن الائتلاف الدولي، الذي تقوده واشنطن، سيظل يحلق فوق سورية رغم الضربات الروسية ولن يغير شيئا في مهماته.

كيري والناتو

وبينما أبلغ وزير الخارجية جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف استياء واشنطن من الضربات وتعارض تحركها مع جهودها المعلنة لنزع فتيل النزاع، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يانس ستولتنبيرغ الدعم الروسي للأسد «غير بناء لكونه جزءا من المشكلة».

 وفي وقت سابق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 27 مدنيا على الأقل، بينهم 6 أطفال وإضافة إلى فقد وإصابة العشرات بعضهم في حالات خطرة، من جراء قصف جوي عنيف على مناطق في الرستن وتلبيسة والزعفرانة، وهي مدن متجاورة في ريف حمص الشمالي تقع تحت سيطرة فصائل معارضة عدة بينها «جبهة النصرة».

الاتحاد الروسي

وفور تصويت أعضاء مجلس الاتحاد الـ162 بالإجماع لمصلحة استخدامه القوة عسكرية خارج روسيا، أوضح بوتين، في اجتماع للحكومة، أن دعم الأسد سيكون جويا ولا يشمل إرسال قوات على الأرض، وسيكون «مؤقتاً»، معتبرا أن السبيل الوحيد للتصدي للإرهابيين في سورية هو العمل بشكل استباقي قبل أن «يصلوا إلى بلادنا»، ومتوقعا أن يبدي الأسد استعدادا لحل وسط بشأن مستقبل بلاده.

رسالة ومركز

وبينما أكدت الرئاسة السورية، في بيان على صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أن الأسد طلب في رسالة مباشرة وجهها إلى بوتين إرسال قوات جوية إلى سورية، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، أن بغداد ستكون مركز تنسيق العمليات الروسية في سورية وتبادل المعلومات بشأن الضربات الجوية المحتملة.

وقال مسؤول روسي إن بلاده أرسلت خبراء عسكريين إلى المركز المنشأ أخيرا في العاصمة العراقية للتنسيق بين الضربات الجوية وعمل القوات البرية.

المواجهة تتواصل

وفي مجلس الأمن تواصل صراع القوة أمس بين الولايات المتحدة وروسيا، التي ترأس وزير خارجيتها جلسة حول «مكافحة التهديد الإرهابي» وخصوصا «داعش» عرض خلالها «مشروع قرار لمكافحة الإرهاب» في العراق وسورية، كما أعلن نائبه ميخائيل بوغدانوف.

قمة أوباما

وقاطعت روسيا قمة لمكافحة الإرهاب شاركت فيها مئة دولة، في خطوة انعكست سلبا على نتائج اجتماع مجلس الأمن، الذي عرضت عليه موسكو في بادئ الأمر مجرد إعلان غير ملزم لا مشروع قرار. لكن الأميركيين رفضوا التفاوض على نصه وفق دبلوماسيين، أكدوا أنه في الأوضاع الحالية يبدو من المستحيل أن تتمكن موسكو من إقناع شركائها الغربيين والغرب بنص يدعو الى دعم الأسد أو التعاون بأي شكل كان معه.

خيار عسكري

وفي هذا السياق، خيّر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في نيويورك أمس الأول، الرئيس السوري بين الرحيل أو مواجهة «خيار عسكري»، رافضا مبادرات روسيا الداعمة لنظامه ومنها التحالف ضد «داعش».

وقال الجبير، وفق وكالة «فرانس برس»، «لا مستقبل للأسد في سورية»، موضحا أن «هناك خيارين من أجل التسوية، عملية سياسية يتم خلالها تشكيل مجلس انتقالي، والخيار الآخر عسكري ينتهي أيضا بإسقاط بشار الأسد»، ولم يتطرق الجبير إلى تفاصيل «الخيار العسكري»، لكنه ذكر أن الرياض تدعم قوى «المعارضة المعتدلة»، التي تقاتل القوات الحكومية ومتشددي «تنظيم الدولة».

جرائم إنسانية

إلى ذلك، فتحت نيابة باريس بناء على طلب من وزارة الخارجية الفرنسية تحقيقا قضائيا في «جرائم حرب» ارتكبها الأسد بين عامي 2011 و2013، وفق مصادر دبلوماسية، أوضحت أنه بدأ في 15 سبتمبر ويستند خصوصا إلى شهادة «قيصر»، وهو مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية فر من سورية في يوليو 2013 حاملا معه 55 ألف صورة فوتوغرافية عن عمليات تعذيب وقتل قام بها نظام الأسد. في غضون ذلك، أسفرت أول غارة جوية شنتها فرنسا الأحد على معسكر تدريب «داعش» قرب مدينة البوكمال في دير الزور عن مقتل 30 جهاديا بينهم 12 من «أشبال الخلافة» وإصابة 20، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

(دمشق، موسكو، نيويورك-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top