بغداد تتسلم «العرض الأخير» من السُّنة

واشنطن «تشجع البعث» على خوض مفاوضات

نشر في 07-09-2015
آخر تحديث 07-09-2015 | 00:09
No Image Caption
لا أحد يعلم ما جرى بالضبط في زيارة رئيس برلمان العراق سليم الجبوري إلى الدوحة، نهاية الأسبوع الماضي، سوى أنها «صادفت» يوم انعقاد مؤتمر كبير للقوى السنية العراقية، شهدته العاصمة القطرية، وتميز بحضور متنوع جداً، من هيئة علماء المسلمين المتشددة، إلى حزب البعث المحظور، وصولاً إلى عدد من نواب البرلمان العراقي.

وكان مقرراً عقد هذا المؤتمر في باريس للابتعاد عن تناقضات السياسة الإقليمية، لكن الأحزاب الشيعية المقربة من إيران عملت عبر الخارجية العراقية على عرقلته، لأنه سيضم بعثيين، لكن الأطراف الراعية نجحت في تنظيمه بتمثيل جيد كما يبدو، ليصبح حواراً داخلياً بين السنة المعارضين للنظام، والسنة المنخرطين فيه.

أما رئيس البرلمان، ورغم تأكيده للصحافة أنه لم يشارك في المؤتمر، ولم يلتق بالمعارضين، فقد واجه هجمة شرسة من القوى الشيعية المقربة من طهران، مقابل صمت ظاهر للأحزاب المعتدلة، إلا أن الواضح أن أنصار طهران كان يهمهم مهاجمة اللقاء السني بأي ثمن، بينما كان الطرف الشيعي الآخر يعتبر ذلك بادرة تستحق الانتظار لرؤية نتائجها.

ويقول مقربون من رئيس البرلمان إنه حمل إلى بغداد ورقة اتفاق أولي أجمع عليها المشاركون في مؤتمر الدوحة، هي بمنزلة «فرصة أخيرة» لتحريك الجمود السياسي في العراق، والانتباه إلى مطالب السنة التي جرى تأجيلها أو تسويفها.

وينسب إلى مصادر مطلعة أن الورقة نصت على ما مفاده «أن استمرار بغداد بتجاهل التزاماتها السابقة، سيضطر القوى السنية إلى اللجوء إلى رأي أهالي المحافظات السنية، لتقرير المطلوب فعله!».

ورغم أن هذه عبارة تبدو غامضة، فإنها بحسب المطلعين، تؤشر للمرة الأولى بإجماع سني، إلى خيارات بناء قوة سياسية وعسكرية مستقلة غرب وشمال غربي البلاد، أي ما هو بمنزلة إقليم سني مماثل لكردستان.

والتزمت حكومة حيدر العبادي قبل عام بمنح السنة قوة دفاع ذاتي، وإصدار عفو عن آلاف من معتقليهم، وضمان صلاحيات سياسية وإدارية كبيرة لمناطقهم، فضلاً عن مراجعة قرارات اجتثاث البعث والعزل السياسي، لكن الاتفاقات تلكأت بسبب «فيتو إيراني» طلب تأجيل الحوار الداخلي «إلى ما بعد طرد داعش».

وجاء الاتفاق النووي بين طهران والغرب ليوحي بأن إرادة الجار الشرقي للعراق ستكون ماضية لتحديد مستقبل سنة العراق، إلا أن الأسابيع الأخيرة وتطوراتها، حسب تأكيد أكثر من طرف، جعلت واشنطن تتدخل لتحريك الجمود، حتى إنها مارست ضغوطاً كبيرة على حلفائها «لضمان حضور جميع الفصائل السنية» إلى المؤتمر، ومنح ورقته قوة أكبر.

وتريد واشنطن ضمان شكل أولي لمرجعية سياسية سنية شاملة، لكي تحصل على غطاء لبدء تحرير الأنبار ونينوى من «داعش»، بعد فشل الجيش العراقي والحشد الشعبي في تحقيق اختراق معتبر، ولن يكون من السهل أن توافق طهران موافقة مطلقة على مخطط أميركي بهذا الاتجاه، إلا أن جزءاً مهماً من القوى الشيعية يؤيد واشنطن في ذلك، كما أن ضغوط النازحين العراقيين على المحيط الإقليمي والدولي، وخصوصاً أوروبا، قد تنشط الجهود الدولية لإعادة الاستقرار إلى نينوى والأنبار.

back to top