حيرة سُنية أمام خطط واشنطن وطهران في الأنبار

نشر في 09-07-2015 | 00:10
آخر تحديث 09-07-2015 | 00:10
No Image Caption
خسرت الأحزاب السُنية في العراق معظم معاركها الأخيرة، حتى إنها توقفت عن إحصاء الخسائر، كما توقف رموزها عن المطالبة بالإصلاحات نتيجة اليأس من ذلك، وصاروا لا يطلبون ربحاً، بل تخفيف هزيمة معقدة تتسبب فيها «داعش» والحكومة والحشد الشعبي وأطراف إقليمية وتوازنات دولية.

وبين آخر محاولات القوى السنية تخفيف الخسائر، عبر المطالبة بوقف القصف على الفلوجة وأطراف الرمادي، بدأت شخصيات بمن فيهم وزراء، يستخدمون تعبير «سياسة الأرض المحروقة» خلال وصفهم قصف مدنهم.

لكن الحكومة العراقية والائتلاف الدولي يؤكدان أن الضربات الجوية والقصف المدفعي لا يستهدفان إلا مقار «داعش»، مع الاعتراف بأخطاء نتيجة تغلغل التنظيم المتطرف في المناطق المدنية.

ويقول أنصار الحكومة إنه من المفترض بأهل الفلوجة أن يخرجوا منها بعد نحو 19 شهراً على المعارك، حيث كانت أول مدينة من محافظة الأنبار، تسقط بيد «داعش».

إلا أن حديث هؤلاء يثير السخرية، إذ لا طريق للهرب أمام ما تبقى من المدنيين، فبغداد تغلق عليهم الأبواب وتتهم «مندسين من داعش» بأنهم يتسللون مع النازحين. كما أن الطرق نحو كردستان والأردن مقطوعة هي الأخرى، ولا يوجد في الجانب السوري سوى الحرب بين «داعش» وخصومها.

والبقاء في الفلوجة يعني انتظاراً لقصف أكثر كثافة لو بدأت الحرب الفعلية.

وأصعب ما يواجه الجيش العراقي ومسانديه اليوم هو التعامل مع المدن ذات الكثافة السكانية العالية، فبغضّ النظر عن الجوانب السياسية لاعتراض القوى السنية، تبدو جميع القوى مرتهنة بالحرج الشديد وهي تحصي تقديرات الخسائر العالية في الأرواح مع أي عملية كبيرة لطرد «داعش» من مدن الأنبار، فضلاً عن فكرة الحرب في الموصل التي يقطنها نحو مليوني مدني.

إلا أن الاعتراض السني لا يبدو مجرد خوف من الضحايا في منطقة تعودت الموت وامتهنته منذ سقوط صدام حسين، بل هو مناسبة للتساؤل حول خطة تحرير الأنبار، إذ على الطاولة خطة أميركية بدأ الحديث عن بعض تفاصيلها في صحافة واشنطن، كما أن هناك خطة إيرانية يفشي أسرارها قادة في الحشد الشعبي، والغريب أنه لا يظهر من خطة عراقية إلا كلام رئيس الحكومة حيدر العبادي عن «عزم وثيق» لطرد «داعش» من الأنبار، وهو أمر ظل يستخدمه في خطاباته طوال أسابيع.

وأقصى ما يحلم به سنة العراق اليوم أن يسمح لنحو 10 آلاف متطوع سني، بأن يحملوا السلاح ويشتركوا في أي عملية بالأنبار، لضمان عدم تكرار ما حصل في تكريت، التي لم يشارك السنة في معاركها، فانتهت بسيطرة ميليشيات مقربة من طهران، حتى باتت تتحكم في دخول الساسة وخروجهم، وتحدد شروط عودة النازحين وعمل الإدارة المحلية.

back to top