فارس كرم لوفاء الكيلاني: يهمّني الجمهور لا النقد

نشر في 23-10-2015
آخر تحديث 23-10-2015 | 00:01
شبّه أغنيته «عالطيّب» بـ«لما على الباب» لفيروز
حل فارس كرم ضيفاً مع وفاء الكيلاني في برنامج «المتاهة» عبر شاشة «أم بي سي»، تطرقت الحلقة في معظمها إلى حياة كرم الشخصية، فاسترسل في الحديث عنها من دون رياء وبعيداً عن المثاليات، إلا أنه وقع في مطبّ عدم اعترافه بالأخطاء الفنية التي ارتكبها، لناحية اختيار مضمون بعض أغنياته التي غلب عليها الابتذال من خلال الإيحاءات الجنسية التي تضمنتها، مبرراً أن هذه الأعمال لاقت استسحان الجمهور وأنه يهتم برأي الأخير أكثر من أي نقد صحافيّ.

اعتبر بعض النقّاد أن أغنية فارس كرم الأخيرة {عالطيب} مثال واضح للتدهور في المستوى الفنّي الذي يتجلّى في سخافة المضمون والانحلال الأخلاقي في الكلمات، واعتماد الإيحاء الجنسي سبيلا للوصول إلى الناس وتحقيق نسبة انتشار أكبر، هذا الكلام توجهت به مقدمة البرنامج وفاء الكيلاني إلى ضيفها فارس كرم الذي اعتبره في غير مكانه، وأن ما من عمل يتضمن إيحاءً جنسيا إلا ويكون نصيبه النجاح.

المصيبة الأكبر تجلّت في تشبيه أغنيته {عالطيب} والإيحاءات التي تحتويها إذ يقول مطلعها: {قرّب قرّب عالطيب، دقلك شقفة من الطيب} (أي الفتاة الجميلة)، بأغنية فيروز {لما على الباب يا حبيبي نتودع بكون الضو بعدو شي عم يطلع}، وأغنية أم كلثوم {هذه ليلتي}... هذان العملان شكلا أحد مكونات المجتمع في الماضي، عكس {عالطيب} ومثيلاتها التي تساهم في تدهور المستوى الفنّي والثقافي. وغاب عن ذهن كرم أن ثمة فرقاً شاسعاً بين الغزل الرخيص والجمالية في محاكاة الحبيب، وأن إقران نجاح أغنيته بالآلاف الذين يحتشدون في مهرجاناته غير صحيح، وإن دلّ على شيء فبالتأكيد ليس على نجاحه أو تميزه، بل على تدهور في الذوق العام الذي يتهافت على سماع هكذا نوعية رديئة من الأغنيات، فيرقص عليها ويصفّق لها.

اعترافات...

اعترف كرم أن في داخله طفل ورجل ناضج في آن، إلا أنه يفضل أن ينتصر الأول دائماً، مشيراً إلى أنه لا يخطط لشيء في حياته، بل يسلّم أمره إلى الله، وذلك يشعره بسعادة.

فارس ذو الشخصية القوية اعترف أيضاً أنه يبكي بينه وبين نفسه، وأكثر ما يؤذيه الغدر والكذب، وقال: {لم أستغلّ يوماً أحداً وقدّمت الكثير للناس، لكن تم استغلالي في المقابل، عالم الفن مليء بالمطبات}.

وصف شخصيته بالانتحارية لافتاً إلى أن المتاهات التي مر بها جعلته أكثر نضوجاً، والمخاطر التي واجهها ونجا منها جعلته يحسب حساباً لكل خطوة مستقبلية ويخاف على نفسه أكثر.

المرأة...

{أغضب ممن يلقبني بزير النساء}، هكذا استهل فارس كرم حديثه عن المرأة في حياته، وعما إذا كانت مواصفات فتاة أحلامه تشبه والدته أو اخته قال: {أتمنى ذلك لكني إنسان متناقض، وقد لا تستوعبني الفتاة التي تشبه أمي واختي، لأن الفنان غير الإنسان العادي، ويتطلب قدرة على التحمل، جو الفن صعب وحياته مختلفة}. في المقابل يفضّل كرم الفتاة {إللي مش بايس تمها غير أمها} مع يقينه بأن هذا النوع غير موجود في زمننا الراهن، وأن رجالاً كثراً تزوجوا نساء مطلقات وعاشوا حياة سعيدة.

أضاف: {أريد العيش بسلام، ولا شك في أن الرجل الشرقي يعاني بعض الانفصام كونه يعرف نساء كثيرات، لذلك تأخرت في الزواج}. أما عن الخيانة فقال: {الحياة قائمة على الخيانة، وبات الوفاء قليلا، أنا خنت وتعرضت للخيانة، بعد ذلك ذهب كلّ منّا بطريقه، في النهاية أؤمن بأن الحب الحقيقي يتجلّى في حب الأهل لأولادهم}.

اعترف أنه لا يعيش حالة حب راهناً، إلا أن ثمة شخصاً يرتاح إليه كثيراً ويعيش بداية غرام وليس حالة غرام}.

أوضح ان الفتاة التي تلفته هي الصادقة والتي تتحدث عن تجاربها السابقة بثقة عالية بالنفس، خصوصا أنه صريح إلى أبعد الحدود مع نفسه ومع غيره.

الأهل..

أهل فارس كرم خط الدفاع له، كما أكد في سياق الحلقة، لذا يخشى خسارتهم كونهم الرادع له، بالنسبة إلى علاقته بشقيقته يقول إنه لم يمارس ذكوريته عليها، إلا أنه صفعها مرة حين قالت إنها تريد الزواج من رجل يشبهه، مبرراً ذلك التصرف بالقول: {كنت أخاف عليها، فحياتي يومها سيطر عليها الطيش ولا أريدها أن تكون مع رجل لا يقدرها، اليوم تغيرت خصوصاً أنني أحلم ببناء عائلة إكراماً لأهلي}.

الخوف

حول قلقه من المستقبل قال فارس كرم: {أسأل نفسي ماذا أريد بعد؟ حصلت على النجومية والشهرة والمال، لكني اتمنى ألا أقضي حياتي وحيداً وذلك أمر الله}، مشيراً إلى أن  ثمة شخصين مقريبن منه كثيرا وقال: {لا أثق بجميع الناس وأخاف، خصوصاً أن أشخاصاً في الوسط الفني خذلوني}.

حول تجربة الإدمان أكد أنها صعبة إلا أنها مرّت على خير، وتابع: {أنا إنسان فضولي، وأدخلتني هذه الفضولية في متاهات، لكن المهم أنني خرجت منها، ووجدت أن الإدمان نتيجته ألم وإحساس بشع، تغير جسمي وأصبحت مزاجياً وعدوانياً، استطعت الخروج لكني أخشى الوقوع مجددأ. متعتي اليوم أن أصلي وأكون إلى جانب أهلي وأمارس رياضة البوكسنغ}.

الصداقة

أكد مرة جديدة أنه يفتخر بصداقته لأحلام، وأنه غير نادم على تصريحه بأنها {ملكة رغم أنف من لا يريد} الذي أزعج الإعلامية نضال الأحمدية لأنها على خلاف معها، وتابع: {قلت ذلك لأن أحلام تشبهني في عنادها وإصرارها على القيام بما تريد وصادقة وهي إنسانة طيبة. أما نضال الاحمدية فهي صديقة وفيّة والأصدقاء قلائل، لكن لا دخل لي بخلافها مع أحلام}.

أتعس الناس

يؤمن فارس كرم بأن الأضواء لا تدوم لأحد، وأن خسارة البشر أقسى من خسارة المال، مشيراً إلى أنه عندما يعاني تعباً نفسياً يذهب إلى المدافن ويقرأ أسماء أشخاص رحلوا وكان لهم عزّ على هذه الأرض، عندها يتيقّن أن المجد لا يدوم والمال لا معنى له}.

حول الفنان ربيع الخولي الذي تخلى عن الشهرة والأضواء والمال وانخرط في سلك الرهبنة وحول زيارته له قال: «حلمي أن أحذو حذوه لكني ضعيف وهو أقوى منّي، ثمة أسماء تهزّ العالم العربي وتبكي بينها وبين نفسها لأنها غير مرتاحة، لكن ربيع الخولي فرح وسعيد أكثر منّا جميعا. يتظاهر الفنان بالسعادة أمام الجمهور لكنه أتعس الناس}.

back to top