هل نحن نريد؟

نشر في 02-01-2016
آخر تحديث 02-01-2016 | 00:01
 أنور اللحدان أغلب الناجحين في حياتهم يتمتعون بدرجة قوية من الإرادة، لأنها السمة الرئيسية التي يتميز بها من يريد أن يحقق أهدافه مهما كانت.

هؤلاء الأشخاص، وخصوصاً في بداية أعمالهم العامة أو الخاصة، لا تجدهم ينتظرون حتى يتحقق لهم ما يريدون أو بمعنى آخر، لا يفكرون في أن يحقق لهم أحد أهدافهم التي يحلمون بها، بل يعمدون إلى تحقيقها بأنفسهم وبأيديهم.

وهذا يجب أن ينطبق على كل مسؤول أو قيادي في أي عمل، إذ إن هذا الإنسان إن لم يتمتع بسمة الإرادة القوية بتحقيق الأهداف وواجبات الأعمال التي هو مسؤول عنها، فلن يكون سوى موظف بدرجة قيادي، فالإرادة ترتبط بشكل قوي بالالتزام الذي يدفع هذا الإنسان إلى تحقيق الأهداف، حتى ولو كانت الحفر بالصخر.

كثيراً ما سمعنا عن أشخاص كانوا في بداياتهم فاشلين لا وجود لهم، لا على مستوى العمل والإبداع ولا حتى على مستوى الحياة الاجتماعية، ولكن حين قرروا تغيير حياتهم، وتغيير طريقة تفكيرهم، أخذت سمة الإرادة الحيز الأكبر في تفكيرهم، فأصبحوا من المشاهير الذي يعرفهم العالم أجمع.

ولكن السؤال المهم الذي يتبادر إلى عقول كثير من الناس: كيف أصبح إنسان ذا إرادة وعزيمة قوية؟

والجواب هو أن كل إنسان لديه أفكار وطموحات وأهداف مختلفة، يستطيع بها أن يكون مبدعاً وناجحاً، فالله سبحانه وتعالى عادل مع جميع البشر، وقد أعطانا الفرصة والإمكانيات.

إن الفرق البسيط بين الناجح وغيره يكمن في الإرادة والبدء بالخطوة الأولى نحو تحقيق الهدف، تدفعه العزيمة إلى الوصول.

عليك أن تساعد جسمك أولاً بالنشاط، فالتفكير المبدع، يحتاج إلى نشاط بدني يساعده على مشاهدة أحلامه، كما أن تبسيط الأهداف له دور بعدم المقاومة، والأشخاص الذين تثق بهم هم أحد الدوفع للاستمرار بطريق تحقيق الأهداف، حاول دائماً وباستمرار محاسبة نفسك بنفسك، كما لو أنك تحاسب شخصاً تحبه بقوة.

الإرادة يمكن أن نطلق عليها «الطلب»، وهذا الطلب لا يتوقف عند هدف، ولا في سن معينة من الحياة، ولا أيضاً عند موقف معين، غير أن لتلك الإرادة مفاتيح، حين تعلم كيف تستخدمها، ستتحقق المعجزات.

والتاريخ يشهد، قبل الفتوحات الإسلامية، بأن الفرس والروم كانوا أقوى دولتين على وجه الكرة الأرضية، ولم يفكر أحد أن مجموعة بسيطة من الناس ستهزم هاتين الدولتين، ولكن حين غرس الرسول، صلى الله عليه وسلم، في تلك المجموعة، الإرادة والعزيمة، حدثت المعجزات.

back to top