مسجد صالح الجعفري... يعانق «الحسين» ومآذن الأزهر
في مسجده بمنطقة الدراسة في القاهرة يوجد ضريح سليل آل البيت العالم الجليل سيدي صالح الجعفري شيخ الطريقة الجعفرية، والمسجد بجوار حديقة الخالدين حيث يتعانق مسجده المبارك مع مسجد جده الإمام الحسين رضي الله تعالى عنه، ومع مآذن الأزهر الشريف منارة العلم حيث كان عمله الدعوي.وُلد الشيخ صالح الجعفري بمدينة دنقلا السودانية في 15 جمادى الآخرة سنة 1328هـ، وبها حفظ القرآن الكريم وأتقنه في مسجدها العتيق، ثم وفد إلى مصر، ليتلقى العلوم بالأزهر، بإشارة من شيخه، سيدي عبدالعالي رضي الله عنه، واتصل بأهله الجعافرة في أسوان والأقصر وقد تربى في التصوف على الطريقة الإدريسية لسيدي أحمد بن إدريس.
وتلقى الشيخ - رضي الله عنه - العلم بالأزهر، على يد نخبة من كبار العلماء، الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة، وكان لهم عظيم الأثر في سعة علم الشيخ رضي الله تعالى عنه مع ما وهبه الله من ذكاء وقوة حافظة، فأكب الشيخ على دروسه وجاهد وثابر حتى نال الشهادتين العالية والعالمية من الأزهر، ثم أصبح صاحب حلقة ومدرسًا بالأزهر. وقد عيّنه الشيخ مصطفى عبدالرازق (شيخ الأزهر وقتذاك) حينما سمع رثاءه في أستاذه الشيخ يوسف الدجوي وكان لصوته هزة تحرك النفوس، وتعصف بالألباب، وما إن انتهى من مرثيته حتى يسأل عنه الشيخ مصطفى عبدالرازق، ثم بادر بتعيينه مدرسًا بالجامع الأزهر.اتخذ الجعفري من الأزهر وطناً لا يفارقه إلا لأوجب الواجبات وألزم الضروريات كالحج مثلاً، فقد وفقه الله للحج 27 مرة، أو لزيارة أهل بيت المصطفى (ص)، وقد اتخذ من رواق المغاربة خلوة يخلو فيها بنفسه ويذكر الله تعالى.عاش (رضي الله تعالى عنه) إحدى وسبعين سنة لم يغفل فيها عن ذكر الله تعالى والدعوة إليه واتباع سنة النبي (ص) وخدمة الإسلام والمسلمين، حتى لقي ربه في 18 جمادى الأولى سنة 1399 هـ، وللشيخ صالح الجعفري مولد يقام أول خميس من شهر رجب سنوياً، يحتفل فيه تلاميذه بتنظيم حلقات المدح النبوي وبعض حلقات العلم.