الحواس لتعلّم الهجاء

نشر في 14-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-11-2015 | 00:01
No Image Caption
لا يقتصر تعلم الهجاء على الحفظ، بل يتطلب فهماً معقداً للأنماط، والرموز، والتسلسل. وهكذا يكون الهجاء عملية فكرية حسابية. لا شك أن تعليم الأولاد الهجاء يشكل جزءاً كبيراً من تعلم القراءة. فأصوات الأحرف بتركيباتها المختلفة بالغة الأهمية لمعرفة لغتنا، فضلاً عن تعلم لغات أخرى. وإذا ميزت أقوى حاسة لدى ولدك فستتمكنين من تقديم مساعدة أكبر له. وستنجحين بالتأكيد في حل المشاكل التي يواجهها أولاد كثر عند تعلم الهجاء.
البصر

يتفاعل الولد، الذي يتمتع بحاسة بصر قوية، مع تلوين مجموعات الأصوات بألوان مختلفة. على سبيل المثال، في كلمتي {قلب} و{كلب}، من الممكن تلوين الكاف بالأزرق والقاف بالأحمر، وذلك بغية التمييز بين النبرتين المختلفتين عند لفظ هذين الحرفين. كذلك تجعل البطاقات الملونة هذه اللعبة أكثر سهولة، بما أنها تتيح تحريك مجموعات الأحرف لتشكيل كلمات جديدة. واحرصي مع هذا الولد على التشديد على اللفظ، بما أنه يميل في كثير من الأحيان إلى الوقوع في شرك تذكر الأشكال البصرية للكلمات، إلا أنه يخفق في اكتساب مهارة لفظ الأحرف والكلمات. بالإضافة إلى ذلك، اعملا معاً على وضع بطاقات على الأشياء وأضيفا إليها كلمات متناغمة أو مشابهة لفظاً لزيادة المتعة والتشديد على التشابه في اللفظ. أخيراً، اطلبي من هذا النوع من الأولاد أن يعدوا لائحة بما عليهم القيام به، بطاقات، أو وصفات. ومن المؤكد أن عملية الكتابة هذه ستساعدهم في تعلم اللفظ.

اللمس

يُعتبر الولد، الذي تكون حاسة اللمس لديه الأقوى، عملياً جداً ويفهم القواعد. لذلك علميه قواعد الهجاء، مثلاً اختلاف اللفظ بين همزة القطع وهمزة الوصل. كذلك تستطيعين الاعتماد على المذكرات الحسية، مثل الطلب منه تهجية كلمات باستخدام المكعبات أو قطع الليغو أو الخرز، فهذا يساعده على تذكر الكلمات بطريقة حسية. يمكنكما أيضاً إعداد روابط حسية بين الكلمات بتمثيل صوت وربطه بكلمة. على سبيل المثال، تستطيعين الادعاء أنك قطار يصدر صوت {ش، ش، ش} يدور حول الغرفة ومن ثم يتوقف قرب {ش- شجرة}. من الممكن أيضاً ابتكار الأحجيات، مثل تمثيل كلمة. ففي كلمة قطار مثلاً، يمكنك الإشارة إلى القلب للحرف:}ق} ومن ثم تحريك يديك كالعصفور للكلمة {طار}: قطار. وهكذا يتعلم الولد أن بعض الأحرف تجتمع معاً لتصدر أصواتاً محددة. نتيجة لذلك، عندما يتلفظ بكلمة، يكون قد خزن في ذاكرته الكثير من الأمثلة المشوقة يمكنه الاعتماد عليها، ما يساعده على تعلم الهجاء من دون صعوبة تُذكر.

الشم

يتفاعل الولد، الذي يملك حاسة ذوق أو شم قوية، مع العلاقات. لذلك صفي الأحراف والأصوات بطريقة ترتبط بالعائلة بغية مساعدته على تذكر الروابط. على سبيل المثال، تشكل أحرف المد عائلة لأنها متشابهة، فهي تصدر أصواتاً شبيهة باسمها. وهكذا تمنحين الأصوات طابعاً شخصياً ومألوفاً، ما يساعد الولد على التفاعل معها وإقامة الروابط. بالإضافة إلى ذلك، استخدمي هذه الروابط لتوضيح أوجه الاختلاف، كما في حالة {كلب} و{قلب}. فتنتمي الكلمة {كلب} إلى عائلة {الكاف} طبعاً، في حين أن {قلب} تنتمي إلى عائلة القاف.

كذلك تذكري ضرورة أن تكوني حساسة: يشعر هذا النوع من الأولاد عادةً بالقلق المفرط حيال اختبارات الهجاء، ما قد ينعكس سلباً على أدائهم.

السمع

يتفاعل الولد، الذي تكون حاسة السمع لديه الأقوى، مع العبارات المتناغمة التي تحدد قواعد الهجاء، علماً أن هذه تكون عادةً سهلة الحفظ. اعتادت أمي أن تلعب معي لعبة ممتعة: كانت توقفني وسط الجملة وتطلب مني تهجية الكلمة الأخيرة التي تلفظت بها. كذلك من الممكن حفظ الاستعداد للاختبار الأسبوعي في المدرسة بتهجية الكلمات أثناء التوجه بالسيارة كل صباح إلى المدرسة. حاولا أن تضيفا بعض النغمات إلى الهجاء، كي يتفاعل ولدك معه لا وفق الأصوات فحسب بل وفق المقاطع الصوتية أيضاً. فعندما يخطئ هذا النوع من الأولاد عموماً في تهجية كلمة، ستلاحظين أن عدد المقاطع الصوتية صحيح. لذلك استغلي هذه الميزة بإضافة الأصوات إلى المقاطع الصوتية.

مصدر إجهاد

يشكل الهجاء غالباً مصدر إجهاد لكثير من الأولاد. لذلك من الضروري أن تتصف مقاربتك باللطف، ويجب أن تمنحي الولد الكثير من التشجيع. وقد يحتاج بعض الأولاد إلى مساعدة أكبر من غيرهم. ولكن بالاعتماد على حاستهم الأقوى لمساعدتهم على التعلم، سيبرعون في الهجاء بكل ثقة بالنفس في غضون فترة وجيزة.

back to top