انتظار مولود جديد

نشر في 23-11-2015
آخر تحديث 23-11-2015 | 00:01
No Image Caption
عندما تكونين حاملاً للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، تذكري أن أولادك الصغار قد لا يفهمون حماستك أو يشاركونك فيها. ففهمهم للحياة وتجاربهم فيها محدودان. لذلك من الطبيعي أن يقلقوا بشأن التغيير. ويتجلى هذا خصوصاً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل فيما يكبر بطن الأم وتصبح أقل نشاطاً، وتتدفق أغراض الطفل المنتظر. في هذه الحال، يجب أن تعتمدي على الحاسة الأقوى لدى ولدك بغية التحدث معه بشأن التغييرات المقبلة وتوقع المشاعر التي قد تنتاب ولدك بشأن الحمل ومعالجتها.
  

حاسة الذوق

يُعتبر الولد الذي يتمتع بحاسة ذوق أو شم قوية حساساً تجاه المشاعر، وخصوصاً مشاعر أمه. لكن التبدلات الهرمونية قد تجعل الأم عاطفية وسريعة الانفعال. ولا شك في أن هذا قد يجعل الولد الحساس أكثر حساسية. وعندما يحدث ذلك، أوضحي له أن هذا ليس خطأه أو خطأ  الطفل المنتظر، بل يعود إلى التعب الذي يشعر به الجسم لأنه يحاول إنتاج أخ أو أخت له. بالإضافة إلى ذلك، أبقي الأوقات التي تقضيانها معاً مميزة واسمحي له بأن يمثل لك كيفية تصرفه مع المولود الجديد  بالاستعانة بدمية أو دب محشو. كذلك قد يود هذا الولد أن يناقش معك ما يشعر به الطفل. وإن صح ذلك، أوليه اهتماماً صادقاً، لأن مخاوفه هذه تعكس غالباً مخاوفه بشأن الطفل وبشأنك أنت.

حاسة السمع

قد ينزعج الولد الذي تكون حاسة السمع لديه الأقوى من كل هذا الحديث عن المولود الجديد، ما يجعله يشعر أنه مستبعد أو مهدد بسبب أخيه أو أخته المنتظرة. لذلك اسمحي له دوماً بالتحدث معك بشأن هذه المسألة، واسأليه عما سيحب الطفل في رأيه وعن المكان الذي ستضعين فيه السرير. واحرصي على إخباره أنه سيبقى مهماً دوماً وأنك ستحتاجين إلى مساعدة كبيرة منه. كذلك يبدأ الطفل في الرحم بسماع الأصوات قبل الولادة بنحو 12 أسبوعاً على الأقل. ولا شك في أن الطلب من ولدك التحدث إلى الطفل المنتظر والغناء له عبر البطن سيساعده في التواصل معه وتقبل هذه التجربة برمتها. واسمحي له أن يختار لعبة موسيقية مميزة ليقدمها للطفل عندما يولد.

حاسة البصر

يلاحظ الولد الذي يتمتع بحاسة بصر قوية بطن أمه المنتفخ، فضلاً عن تغييرات أخرى في مظهرها. نتيجة لذلك، قد يشعر بالقلق أو الاستياء من شكلها المختلف. ولحل هذه المشكلة، يمكنك أن تريه صورك قبل الحمل به وبعده، ما سيساعده في إدراك أنك ستعودين إلى شكلك المعتاد بعد الولادة. كذلك، بالقيام ببعض الأعمال الفنية واليدوية معاً تساعدينه في التعبير عن مشاعره التي ربما لم تدركيها بشأن الحدث المنتظر، واسمحي له بالمشاركة في التخطيط البصري للاستعدادات التي تقومين بها لاستقبال المولود الجديد. اطلبي منه أن يختار الملابس، حوض الاستحمام، أو شراشف السرير، مثلاً، ليشعر أنه معني أيضاً بما يحدث.

حاسة اللمس

يلاحظ الولد الذي تكون حاسة اللمس لديه الأقوى الأمور التي ما عادت الأم تستطيع القيام بها، مثل لعب كرة القدم أو الجلوس بسهولة على الأرض. وقد يشعر أيضاً بالاستياء عندما تبدأ الأم بالتحدث عن ركلات جنينها، فلا أحد يركل أمه. ولكن إن أريته صوراً من كتاب وتركته يتحسس بطنك عندما يبدأ الجنين بالركل، فسيدرك ألا مشكلة في ذلك، لأن هذه الركلات غير مؤلمة. وبما أن هذا الولد يتعلم من خلال القيام بالشيء، فمن الضروري أن تشتري له دمية ليستخدمها في التمرن على كيفية التعامل مع المولود الجديد. علميه كيف عليه أن يحمله أو ألا يحمله ومتى عليه أن يلزم الصمت وكيف. ويمكنكما بعد ذلك تمثيل تغيير حفاض الطفل، وهكذا تكتشفين أنت وولدك ما عليكما توقعه.

قد نفاجأ عندما نكتشف مدى إدراك الأولاد الصغار للعالم المحيط بهم، حتى لو لم يكتسبوا بعد مهارات ضرورية للتواصل بفاعلية. ولا شك في أن أي زيادة في نوبات الغضب تشكل مؤشراً إلى أنهم يملكون مشاعر ومخاوف يعجزون عن التعبير عنها. وإن كنت تدركين حاسة ولدك الأقوى، تنجحين كأم في معرفة السبل الأفضل إلى مساعدة ولدك على تقبل مرحلة الحمل والولادة.

back to top