«الفتح» يعلن النفير العام... و«داعش» يدعو لثورة سعودية

نشر في 28-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-12-2015 | 00:01
No Image Caption
• «الديمقراطية» تحشد بكوباني

• «حزب الله» يتوعد بالثأر للقنطار

• طهران تحذر من التمسك برحيل الأسد
وسط ترقب لعام جديد مثقل سياسياً وعسكرياً، أطلق «جيش الفتح» دعوة لاستنفار عامة المسلمين، برجالهم وأموالهم، لإنقاذ سورية، بالتزامن مع خروج زعيم تنظيم «داعش» عن صمته إزاء خسائره المتلاحقة، ودعوته السعوديين للثورة على النظام، وتوعد إسرائيل بمعركة تحرير «الأقصى».

وسط تصاعد السخط السوري من تصفية قيادات «جيش الإسلام»، واستهداف الكوادر المعتدلة في المعارك المتشعبة، أعلن «جيش الفتح» مساء أمس الأول استنفاراً عاماً «للمسلمين برجالهم وأموالهم، ليقفوا في وجه المشروع الصفوي، الذي يهدد المسلمين في الشام وخارجها»، داعياً علماء الأمة إلى إعلان النفير العام، لحشد «شباب الأمة».

وقال جيش الفتح، الذي ضم كبرى الفصائل الإسلامية والمقاتلة وفي مقدمتها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، في بيان نشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، «لا يخفى على أحد ما يجري اليوم في بلاد الشام المباركة من تكالب أعداء الإسلام، من النظام النصيري ورافضة إيران والعراق ولبنان، بدعم ومشاركة من الطيران الروسي».

وأشار إلى أن المعركة اليوم لم تعد مع النظام الروسي، بل «مع الرافضة، الذين جاءوا بحقدهم على أهل السُنة من كل حدب وصوب، ومع ذلك كله واجه إخوانكم المجاهدون في جيش الفتح، وغيرهم من الفصائل الصادقة، طيران وأسلحة روسيا وميليشيات إيران وحزب اللات، بأسلحتهم الخفيفة، وصدق اعتمادهم على الله».

تسجيل البغدادي

وفي محاولة لتعزيز الروح المعنوية لمقاتليه، الذين يترقبون مواجهة معارك صعبة العام المقبل، خرج زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبوبكر البغدادي عن صمته، ودعا «جنود الخلافة للتحلي بالصبر»، والسعوديين إلى الانتفاضة، وتوعد بمهاجمة إسرائيل وتحرير الأقصى.

وفي أول تسجيل صوتي له منذ سبعة أشهر، أشار البغدادي إلى أن «التحالف العسكري» الذي أعلنته الرياض في 15 ديسمبر، «سمي زوراً بالإسلامي، وأعلن أن هدفه محاربة الخلافة»، مضيفاً: «لو كان تحالفاً إسلامياً، لأعلن نصرته ونجدته لأهل الشام، وأعلن حربه على النصيرية وأسيادهم الروس».

كما تعهد زعيم التنظيم المتطرف في التسجيل الصوتي، الذي تقارب مدته 24 دقيقة، بمهاجمة إسرائيل. وقال: «كلا يا يهود، ما نسينا فلسطين لحظة، وقريباً بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين، وتحاصركم طلائعهم في يوم ترونه بعيداً ونراه قريباً»، محذراً بأن «الدولة الإسلامية تستعد لبدء معركة تحرير الأقصى» في القدس قريباً.

وسخر البغدادي، الذي لم يظهر علناً سوى مرة واحدة في صيف 2014 في مدينة الموصل العراقية، من التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، مؤكداً أن الدول الغربية لا تجرؤ على إرسال قوات برية إلى معاقل التنظيم، بسبب الإخفاقات السابقة في العراق وأفغانستان.

 سد تشرين

وعلى وقع خسائر «داعش» المتلاحقة، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة من «قوات سورية الديمقراطية» عبرت مدينة تل أبيض في ريف الرقة إلى كوباني في ريف حلب، بغية تعزيز القوات المشاركة في حملة تحرير الريف الجنوبي للمدينة، بعد تحقيقها مزيدا من التقدم عند الضفاف الغربية لنهر الفرات بريف حلب.

وفي وقت سابق، انسحب «داعش»، إثر غارات جوية مكثفة لطيران الائتلاف الدولي من مواقعه على سد تشرين الاستراتجي، الواقع على الفرات في منطقة كوباني.

 وأكد الناطق باسم «سورية الديمقراطية» شرفان درويش، أمس الأول، أن السد أصبح بالكامل تحت سيطرة جماعته المدعومة أميركياً، مشيراً إلى أن مقتل 50 «داعشياً» جثثهم موجودة بأيديهم.

أهداف روسية

وفي حين أفادت شبكة «سورية مباشر»، أمس، عن مقتل ثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني في ريف حلب، وهم محمد رضا على خاني ومهدي عزيز صابرى وحميد رضا أسد، توعد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، بأن الرد على اغتيال القيادي سمير القنطار قادم لا محالة، داعياً إسرائيل للنظر عند الحدود من الناقورة إلى آخر موقع عند الجولان المحتل.

وتابع، في كلمة متلفزة خلال ذكرى أسبوع عميد الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية في مجمع شاهد التربوي، أنه «مهما تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها، فنحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا في أي مكان من هذا العالم».

الجدار التركي

وفي أنقرة، أنهت السلطات التركية بناء أجزاء كبيرة من الجدار الفاصل بمحافظة هاتاي، المتاخمة للحدود السورية، للحيلولة دون وقوع حالات تهريب وتسلل غير شرعي.

وأوضحت وكالة «الأناضول» التركية، أن الجيش أنجز بناء 11.5 كيلو مترا في منطقة الريحانية، ممتدة من بلدة بوكولماز إلى بلدة بيش أصلان، بعرض مترين وارتفاع ثلاثة أمتار، فيما يزن اللوح الأسمنتي الواحد في بناء السور سبعة أطنان.

تحذير إيراني

وفي طهران، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس من أن «إضعاف مركز السلطة في سورية، بزعم محاربة الارهاب»، مؤكداً أن إصرار السعودية وقطر وتركيا على الضغط لنتحي الأسد «ستكون له نتائج عكسية في حرب داعش».

ودعا روحاني، في مؤتمر صحافي، إلى الوحدة بين المسلمين، قائلاً: «إننا جميعا مسلمون، ويتعيَّن ألا نسمح للإرهابيين بأن يصوروا الاسلام في مختلف أنحاء العالم كدين عنف».

رسالة المعارضة

في المقابل، بعث المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مستنكراً فيها استمرار النظام وداعميه في ارتكاب المجازر، واحدة تلو الأخرى، مندداً بتخطي الروس كل الحدود، واستهداف السوريين، نساء وأطفالا وقوى الجيش الحُر، كقيادة «جيش الاسلام»، في حين تتجنب استهداف قوى الشر والارهاب التي يحتضنها النظام، ويبرم معها العهود والمواثيق.

وأكد رئيس الوزراء المنشق، أن قوى الثورة والمعارضة قامت بخطوات متتالية ومتوافقة نحو الحل السلمي والانتقال السياسي لتنفيذ بيان «جنيف1» وقرارات مجلس الأمن، محذراً القوى الدولية من أن النظام وداعميه في إيران وروسيا يعملون على تفويت الفرصة مجدداً، والابتعاد عن استحقاق العملية السلمية بشكل يكاد يغلق الأمل في جدية أي مفاوضات مزمعة، خصوصا مع قتل قادة المعارضة السورية.

back to top