«المركز»: التحذيرات بعقوبات جديدة على إيران لم تكبح أسعار النفط
أداء سلبي لأسواق المنطقة في 2015 تأثراً بالنفط وميزانية السعودية
قال التقرير الشهري للمركز المالي الكويتي "المركز" حول أسواق المنطقة، إن التحذيرات بفرض عقوبات جديدة على إيران لم تسهم في كبح تراجع أسعار النفط، حيث انخفض سعر خام برنت بنسبة 16.4 في المئة في ديسمبر 2015، لتصل بذلك نسبة الانخفاض الإجمالية السنوية إلى 35 في المئة، ليغلق السنة عند مستوى 37 دولاراً أميركياً للبرميل.وبحسب التقرير، فإن ذلك يمثل تراجعاً بنسبة 68 في المئة من المستويات المرتفعة التي وصل إليها في يونيو 2014 (115 دولاراً أميركياً للبرميل)، ومع نمو حجم الإنتاج في الولايات المتحدة ودول منظمة أوبك على مدى الأشهر القليلة الماضية، يمكن أن تستغرق الأسواق بعض الوقت للتخلص من فائض العرض النفطي، وتشير تخمة المخزونات النفطية حول العالم إلى انخفاض أسعار النفط في المدى القريب إلى المتوسط.
وفي التفاصيل، معظم أسواق دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنهت شهر ديسمبر لعام 2015 بأداء سلبي متأثرة بالتراجع في أسعار النفط بأكثر من 16 في المئة خلال الشهر، وإعلان الميزانيات المثقلة بالعجز. وكان التراجع الأكبر من نصيب مؤشر السوق السعودية -4.5 في المئة، تلاه مؤشر الكويت السعري -3.2 في المئة ومؤشر الكويت الوزني -2.9 في المئة، متأثراً بانخفاض أسعار النفط وإعلان ميزانية المملكة لسنة 2016 والتي توقعت خفضاً في الإنفاق وعجزاً بقيمة 87 مليار دولار، كما تأثرت الأسواق بالتكهنات حول التدابير الأخرى المحتملة التي تشمل تنفيذ إصلاحات تطال الإعانات والضرائب.من جهة أخرى، تراجعت السوق المصرية لعام 2015 بنسبة 24 في المئة بسبب ضعف الإصلاحات ونقص العملات الأجنبية، بينما تراجع مؤشر تداول لجميع الأسهم السعودية بنسبة 17 في المئة.وأنهت جميع مؤشرات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سنة 2015 بانخفاض، وشهد معظمها معدلات تراجع تجاوزت 10 في المئة.وتمثلت التطورات الأبرز على مدى السنة في انخفاض أسعار النفط، والتطورات السياسية الإقليمية والعالمية، ورفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة أخيراً، والمصاعب السائدة في منطقة اليورو. وإلى جانب ذلك، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 2.4 في المئة في شهر ديسمبر، ليصبح بذلك معدل التراجع التراكمي 17.4 في المئة لسنة 2015. وواصلت سيولة أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اتجاهها الصعودي في ديسمبر، لينمو حجمها بنسبة 4 في المئة، وترتفع القيمة المتداولة بنسبة 14.1 في المئة.وباستثناء البحرين والكويت وقطر وأبوظبي، فقد شهدت أسواق دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى رأسها المغرب وسلطنة عمان والأردن، ارتفاعاً في حجم السيولة.وحقق المغرب أعلى معدل للتحسن، حيث نمت فيه القيمة المتداولة بنسبة 388 في المئة، والكمية المتداولة بنسبة 360 في المئة، غير أن السيولة في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تراجعت للسنة عموماً بنسبة 30 في المئة مقارنة بالسنة السابقة، لتصبح القيمة المتداولة فيها 559 مليار دولار لعام 2015.وعلى صعيد آخر، شهدت الشركات القطرية تحسناً في أدائها هذا الشهر، حيث حققت شركة أوريدو (قطر) مكاسب بنسبة 13.6 في المئة في شهر ديسمبر، تلتها شركة صناعات قطر (قطر) وبنك قطر الوطني (قطر) بنسبة 10.5 في المئة و9.4 في المئة على التوالي.وحظت أوريدو بشهر جيد، حيث وقعت مذكرة تفاهم مع الخطوط الجوية القطرية لتأمين خدمة الواي-فاي على متن طائراتها، وحققت سرعات تصل إلى 375 ميغابايت في الثانية بتركيب تقنية الجيل الرابع المتقدمة للتطوير طويل الأمد LTE-A، ووسعت خدماتها لتشمل جزر المالديف، كما أعلنت استثمارات في مجال حلول مراكز المعلومات.وكان بنك قطر الوطني استحوذ خلال الشهر على مصرف "فينانس بنك تركيا" في صفقة بقيمة 2.94 مليار دولار تعتبر إحدى أكبر صفقات الاستحواذ التي يبرمها حتى اليوم أي مصرف خليجي خارج سوقه المحلي.وفي المقابل، تراجع أداء الشركة السعودية للصناعات الأساسية (-14.5 في المئة) نتيجة انخفاض أسعار النفط، لتصبح بذلك سابك الأسوأ أداء في السوق خلال الشهر، تلتها الشركة الكويتية للأغذية (-11.5 في المئة)، وبنك الإمارات دبي الوطني (-7.5 في المئة)، بينما كانت مؤسسة الإمارات للاتصالات الأفضل أداء لسنة 2015 محققة مكاسب بلغت 61.7 في المئة بعد أن تعافت من تأثيرات الأزمة المحاسبية التي طالت أداء الشركة عام 2014.