متى يكون أخذ المواد الأفيونية آمناً؟
صحيح أن هذه المسكّنات القوية قد تسبب إدمان الدواء، لكن تكون المواد الأفيونية آمنة بالنسبة إلى معظم الناس عند استعمالها بالشكل المناسب.
أحياناً، تعطي العلاجات الأكثر فاعلية أسوأ العواقب! المواد الأفيونية هي خير مثال على ذلك. لا شيء يضاهيها كمسكنات للألم لأنها تعيق الإحساس بالألم في الدماغ. لكنها تغير في الوقت نفسه أداء الدماغ كي يحتاج الفرد تدريجاً إلى جرعة أكبر لتسكين الألم. قد يؤدي استعمال المواد الأفيونية أيضاً إلى نشوء مشاكل التعلّق أو الإدمان الجسدي أو النفسي على الأدوية وأخذ جرعة زائدة منها. الجرعة الزائدة من المواد الأفيونية هي السبب الرئيس للوفاة العرضية وقد حصدت حياة 17 ألف شخص في عام 2010.
يُستعمل مصطلح {المواد الأفيونية} لوصف الأدوية المشتقة من الأفيون والنسخ المركّبة التي تعمل بالطريقة نفسها. تشمل الأنواع الأكثر شيوعاً من المواد الأفيونية التي يُساء استعمالها: الهيدروكودون (فيكودين) والأوكسيكودون (أوكسيكونتين، بيركوسي، بيركودان). وتشمل أنواع أخرى من الأدوية التي تنتمي إلى هذه الفئة: الكوديين، الفنتانيل (رقعة دوراجيسيك)، الهيدرومورفون (ديلوديد)، الميبريدين (ديميترول)، المورفين (كونتين)، الترامادول (أولترام). تعطي آثاراً جانبية مشابهة مثل الإمساك والدوار والتقلبات في المزاج والتفكير.يقول الدكتور روجر وايس، رئيس قسم معاقرة الكحول وتعاطي المخدرات في مستشفى ماكلين التابع لجامعة هارفارد: { تكون هذه الأدوية قوية جداً على الصعيدين النفسي والجسدي. وقد تؤثر على عواطفك مثلما تنعكس على ألمك}. لكن مثل عدد كبير من الأطباء والصيادلة الآخرين والمنظمات الطبية الأخرى، لا يوصي الدكتور وايس الناس بالتخلي كلياً عن المواد الأفيونية. يؤكد على أن المواد الأفيونية تكون في بعض الظروف أفضل خيار متاح، إذا لم يكن الخيار الوحيد.متى تصبح ضرورية؟يُعتبر الألم الحاد الذي يظهر بعد الجراحة أو بعد إصابة خطيرة أحد الظروف التي تبرر استعمال المواد الأفيونية. لن تصبح مدمناً على هذه المواد على الأرجح إذا كنت موجوداً في المستشفى حيث يتحكم الاختصاصيون بأدويتك لأنهم سيحاولون إيجاد أقل جرعة ممكنة للسيطرة على الألم. قد تحتاج إلى هذه الأدوية ليومين أو ثلاثة أيام إذا خضعت لجراحة غير معقدة. لكن إذا خضعت لجراحة استبدال الركبة أو الورك مثلاً، قد تحتاج إليها لفترة أطول من أجل تسكين الألم ومتابعة جلسات إعادة التأهيل. على المدى الطويليوضح الدكتور وايس: {حين تبدأ بأخذ حبوب الأدوية الأفيونية لفترة تتجاوز مرحلة الألم الحاد، يرتفع احتمال ظهور المشاكل». يصف الأطباء المواد الأفيونية في العادة بعد فشل أدوية أخرى في السيطرة على ألم مزمن ينجم عن حالات مثل التهاب المفاصل والفيبروميالغيا ووجع الظهر، وتكون عموماً الأدوية الوحيدة التي تخفف ألم السرطان. مع تطور مشكلة الإدمان على الأدوية وارتفاع الجرعة الفاعلة، يرتفع في الوقت نفسه احتمال مواجهة آثار جانبية. تشمل الآثار الجانبية الشائعة: الدوار والارتباك والغثيان والإمساك وضيق التنفس (لا تتوافر كمية كافية من الأوكسجين للجسم). قد يختفي بعض الآثار الجانبية تزامناً مع تطور مشكلة الإدمان على الدواء، لكن تتفاقم أعراض الإمساك وضيق التنفس مع ارتفاع الجرعات المستهلكة. ينطبق الأمر نفسه على خطر التعرض لحوادث السقوط وحوادث القيادة والجرعات الزائدة العرضية.لكن يمكن استعمال العلاج بالمواد الأفيونية على المدى الطويل بكل أمان ومن دون الإدمان على الأدوية حين يطبّق الأطباء توجيهات الأكاديمية الأميركية لطب الألم بشأن العلاج بالمواد الأفيونية. إذا وصف لك الطبيب نوعاً من المواد الأفيونية لمعالجة الألم المزمن، فيجب أن تخضع لمراقبة مشددة، لا سيما في البداية، أي حين يرتفع خطر التعرض لأحداث سلبية. يجب زيادة الجرعة حصراً إذا كانت هذه الخطوة ستوفر لك راحة كافية وستمكّنك من تحسين أدائك.وقف استعمال المواد الأفيونيةعند السيطرة على الألم، سيخفف الطبيب جرعتك تدريجاً إذا كنت تستعمل مادة أفيونية منذ شهر أو أكثر. لكن قد يؤدي التوقف المفاجئ عن أخذ تلك المواد إلى مجموعة من الآثار التي تتراوح بين عوارض خفيفة مثل الزكام، وتشنجات في البطن والغثيان والتقيؤ.يمكن أن تضع مع الطبيب خطة فاعلة لتخفيف الجرعة وقد تشمل استبدال مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأسيتامينوفين (تايلينول)، تزامناً مع تطبيق مقاربات أخرى لتخفيف الألم مثل الوخز بالإبر واليوغا والتأمل.