بالعربي المشرمح: نتركها لمن؟!

بدأت تبرز نوايا بعض أعضاء الأغلبية، برغبتهم في خوض الانتخابات المقبلة، حتى ولو كان وفقاً لمرسوم "الصوت الواحد" الذي قاطعوه ودعوا إلى مقاطعته، بل حاربوا كل مَن شارك به، وبدأوا عبر مؤيديهم ومحبيهم يروّجون لسوء الأوضاع وسيطرة الحكومة على المجلس الحالي ليستغلوا يأس المواطنين من ضعف المجلس الحالي فيحفزونهم على قبول فكرة المشاركة في الانتخابات المقبلة من أجل التغيير وعدم إبقاء الوضع كما هو حالياً.

الغريب أن شيئاً لم يحدث حتى يبدي بعض أعضاء الأغلبية رغبتهم في خوض الانتخابات، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: ما الذي تغير حتى تتغير مبادئهم؟! فالعمل بمرسوم الصوت مازال قائماً، ومقاطعة الانتخابات مقاطعة مبدأ، لا "خناقة أطفال" يزعلون اليوم وبكره يتراضون، لذلك لا يمكن أن يكون نزول أحد من أعضاء الأغلبية في الانتخابات المقبلة، وفي ذات الظروف الحالية، مقبولاً لدى الشارع بحجة "نتركها لمن؟" أو الترويج لسوء الأوضاع، فما نحن فيه من سوء لم يكن أسوأ من حل مجلس ٨٥ وتعطيل الدستور والمجلس الوطني.

يعني بالعربي المشرمح:

كل من ينوي المشاركة في الانتخابات المقبلة من أعضاء الأغلبية لا يتعذر بسوء الأوضاع ولا "يتبجح" بعبارة "نتركها لمن؟" فالمشاركة في ضوء الأوضاع الحالية من قبلهم أحد الأمرين: إما أنهم ارتكبوا خطأ بمقاطعتهم، لاسيما بعد حكم المحكمة الدستورية، وعليه يجب أن يعترفوا بخطئهم ويقروا بخطيئتهم ويعتذروا للشعب الكويتي، وإما أنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية وخائفون من زوال نجوميتهم إذا طال الأمر، وعلى ذلك لا أعتقد أن المشاركة بالنسبة إليهم ستكون مقبولة من قبل المواطنين، خاصة أن الكثير ضحى من أجل مبدأ المقاطعة.