أنت أم جديدة؟ لا تترددي في طلب المساعدة!

نشر في 31-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-12-2015 | 00:01
No Image Caption
خلال فترة الحمل، كنت أسمع دوماً عن ضرورة الاستعداد للمرحلة الجديدة بعد الولادة. كانت أمي تنبّهني لهذه الفكرة أحياناً وكأنها أرادت مني أن أستعد عاطفياً للاستمتاع بتجربة الأمومة، لكني أدركتُ لاحقاً أن الاستعداد لهذه المرحلة مستحيل.

في معظم الأحيان، بدت لي النصائح بشأن المرحلة الجديدة بعد الولادة أقرب إلى التحذير من قلة النوم التي تنتظرني والفوضى المرتقبة والقلق من الانفصال عن الطفل.

عند تحليل تلك الفترة، أتأكد من عدم وجود طريقة للاستعداد لهذه التحديات، لكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات كي لا تفقد الأم صوابها.

ستُحرَم الأم من النوم وستشعر بقلق دائم وبضغط نفسي شديد. تقول جنيفر بيركهوزر، طبيبة أطفال في مستشفى هوغ التذكاري، إن الإم يجب ألا تتردد في طلب المساعدة.

أوضحت بيركهوزر: اطلبي المساعدة واقبلي المبادرات حين تجدين من يساعدك. يمكنك أن تحصلي على مساعدة الزوج أو الأبوين أو والدَي الزوج أو أي فرد من العائلة: يمكن أن يجلبوا لك الطعام ويساعدوك على التنظيف أو الاعتناء بالأولاد الآخرين.

تشمل الأدوات الفاعلة أيضاً بحسب رأي بيركهوزر دعم الأصدقاء وأخذ استراحات مستحقة من وقت إلى آخر: يمكن الاستفادة من نصائح أمهات أخريات ومن تطميناتهنّ، أو يمكن أن نجد فيهنّ من يصغي إلينا على الأقل. إذا شعرت بضغط شديد، لا بأس بترك الطفل في مكان آمن مثل المهد للخروج وتنشق الهواء لبضع دقائق.

غالباً ما يأتي أكبر دعم من الشريك. تقول ويتني كومار، وهي أم لصبي في الثالثة من عمره، إن تقاسم واجبات الطفل مع شريكها خفّض مستويات الضغط لديها.

أوضحت بيركهوزر: التصرف بلطف مع الشريك بالغ الأهمية. حين تنجبين مولوداً جديداً، ستشعرين بالإرهاق والإحباط والانزعاج ويسهل أن تصبّي غضبك على الشريك. يجب أن تدركي ما يحصل لأن الشريك هو أهم طرف يدعمك.

شددت ميريديث هانسن، عالِمة نفس متخصصة بشؤون العلاقات والعائلة في نيوبورت بيتش، على أهمية إبقاء العلاقة الزوجية على رأس الأولويات: يسهل أن ننشغل بحاجات الطفل ونهمل علاقاتنا لكن تذكري أن زواجك أساس عائلتك. حين تهتمين بزواجك، لن تنشئي بيئة آمنة ومستقرة لأولادك فحسب، بل ستعلّمينهم معنى الحب منذ مرحلة مبكرة أيضاً.

يُعتبر الاعتناء بالصحة الشخصية مهماً بقدر الحفاظ على علاقات قوية والسماح للذات بأخذ استراحات مستحقة.

بسبب الحرمان من النوم والضغط النفسي المتواصل، يمكن أن نفوّت بعض وجبات الطعام ونخفف نشاطاتنا: إنها الخطة المضادة لمحاربة التعب.

أضافت بيركهوزر: آخر ما قد ترغبين في فعله بعد الإنجاب ممارسة النشاطات، لكن يُعتبر التجول في الحي مع الطفل الموجود في عربته نشاطاً وافياً. احرصي على اتباع حمية متوازنة وغنية بسعرات كافية، لا سيما إذا كنت ترضعين الطفل.

بالنسبة إلى بعض الأمهات، لا تنجح هذه الحيل كلها أحياناً. في هذه الحالة، لا بد من توسيع شبكة المعارف بحسب رأي هانسن: لا تخافي من التواصل مع اختصاصي من أي نوع. قد يعني ذلك مقابلة خبير في شؤون الرضاعة لمساعدتك على تجاوز مشاكل الرضاعة، أو خبير في شؤون النوم لتنظيم نوم الطفل، أو طبيب نفسي لتقوية الزواج. من واجب الاختصاصيين أن يقدموا المساعدة، ويمكن أن تُحدِث نصائحهم ومبادراتهم الداعمة فرقاً كبيراً لتجاوز الظروف غير المتوقعة بعد الإنجاب.

حين يتّسخ شعرك بعد تقيؤ الطفل عليك أو لا تجدين الوقت لتغيير ملابسك، خذي نفساً عميقاً.

تبين أن العقل لديه طريقته الخاصة لتبديد تلك الأوقات الصعبة، ولا شك في أنّ بعض اللحظات، مثل الابتسامات الأولى والعناق في موعد النوم، يتفوق على المصاعب.

تقول بيركهوزر: تُعتبر تربية المولود الجديد رحلة صعبة لكنها ممتعة. سرعان ما يتحسن الوضع وستنسين على الأرجح الوقت العصيب الذي يلي الولادة.

back to top