علاقة آدم سكوت المعقدة مع الشهرة

نشر في 18-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-07-2015 | 00:01
No Image Caption
يلتقي ثنائيان متزوجان لتناول العشاء، فتتطور الأحداث في فيلم The Overnight الفكاهي الذي يرتكز على مصادر قلق عميقة. فيما تمر الساعات، يتخلى الأصدقاء الجدد عن كامل أشكال اللطف واللباقة، معربين عن نقاط ضعف تفوق ما يمكنهم التعاطي معه.

يُعتبر هذا أول مشروع فيلم طويل تنتجه شركة آدم سكوت (Parks and Recreation) وزوجته نعومي (منتجة سابقة في برنامج Jimmy Kimmel Live!)، وهو يجمع بين تداعيات السأم في المنزل وداخل الأسرة والانتقاد للحياة الأسرية {السعيدة} في لوس أنجليس.

ذكر سكوت عندما التقينا لتناول البرغر، حين كان في زيارة لشيكاغو: {أعتقد أن الفيلم يتلاءم مع ذوقنا ونود مشاهدته}.

الحياة مليئة بالمصاعب، وتفقد العلاقات أحياناً بريقها. ولا شك أن الإنسان يتصرف دوماً بطرق غير عقلانية.

على الصعيد الشخصي، يتمتع سكوت بلطف وهدوء محببين لا يضاهيهما إلا حسه الفكاهي البارز والناقد. إليكم الحوار الذي دار بيننا.

عملت مع زوجتك نعومي سابقاً على حلقات Greatest Event in Television History الخاصة لأدلت سويم، التي تعيد تقديم حلقات بارزة من برامج تلفزيونية في ثمانينيات القرن الماضي. فهل العمل مع زوجتك تجربة ناجحة؟

بدأنا معاملات الطلاق... (ضحكت وصدمت رأسي بالجدار خلفي).

هل أنت بخير؟

نعم، مع أنني أستحق ذلك.

نعم، لا داعي للضحك. كانت تجربة ممتازة في الواقع. فعندما أعددنا حلقات The Greatest Events، ما كنا نعلم ما سيحدث. فقد انكببت أنا على الإخراج، فيما تولت هي الإنتاج. وهكذا كانت الشخص الذي ما انفك يقول لي: {يمكنك أن تفعل هذا، ولكن لا يمكنك أن تقوم بذاك}، أو {عليك أن تسرع}. كانت تجربة ممتعة. فقد عرفت مسبقاً حاجاتي، وفهمت ما كان يزعجني.

إضافة إلى ذلك، كل ما نعتبره مزعجاً في الزواج قد يتحول إلى ميزة خلال العمل. فقد راقني أن أراها تصدر الأوامر للجميع. وهكذا تحولت تجربتنا هذه إلى شراكة رائعة. واستمرت هذه الشراكة مع The Overnight.

تتناول إحدى الدعابات الأولى في الفيلم مسألة المكانة الاجتماعية، ما قد يُعتبر قوياً بعض الشيء في مكان مثل لوس أنجليس خصوصاً. فهل اختبرت هذا التغيير بعد انضمامك إلى فريق عمل Parks and Recreation وتنامي شهرتك؟

كان رد فعلي غريباً تجاهها. لطالما فكرت أن الشهرة مميزة. وقد تقت طويلاً لأفوز بها. رغبت فيها من كل قلبي لأنها تشكل إشارة فورية إلى أنك تنجح في عملك: فإن كنت ممثلاً وعرفك الناس، فيعني  ذلك أنك تحقق النجاح. ولكن إن شاركت طويلاً في عالم التمثيل ولم تحظَ بشهرة مماثلة، فقد تشعر بخيبة أمل كبيرة.

عندما بدأت شهرتي تزداد، راودني شعور مختلف عما ظننت أنني سأشعر به: لم أحظَ بتلك الأحاسيس الدافئة التي خلت أنها ستتملكني. لم تكن الشهرة تلك الخطوة التي تجعل حياتك تنتظم.

التأكد من فاعلية أعمالك؟

نعم، لم أشعر بذلك.

ما المشاعر التي انتابتك؟

شعرت بعزلة لم أتوقعها. ولا أحد يخبرك بذلك. تدفعك الشهرة إلى التنبه لذاتك وإلى عالم من العزلة. نتيجة لذلك، صرت أشعر تدريجاً كما لو أن مرضاً ما يغطي وجهي. هذا ما أحسست به فعلاً لأنني صرت ألاحظ الناس وهم يحدقون فيّ. بدأت هذه التغييرات تحدث تدريجاً إنما على نحو ملحوظ، فبدت لي غريبة...

ساعدني العلاج النفسي كثيراً لأفهم رد فعلي هذا. وهكذا اكتشفت أن الشهرة أكثر تعقيداً مما ظننت، علماً أن شهرتي ليست واسعة إلى هذا الحد. لكني واجهت هذه العملية بأكملها واضطررت إلى خوضها. عندما أخرج من المنزل ويعرب الناس عن رغبتهم في التقاط صور معي، أرفض ذلك إن كان أولادي برفقتي. أشعر بالسوء لأنهم يكونون أحياناً شباناً صغاراً، وإن رفضت...

سيتذكرون ذلك؟

عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، توقف كريس إليوت وتحدث معي ومع أخي طوال 20 دقيقة. وما زلت أذكر كل دقيقة منها. صرت اليوم في الثانية والأربعين، وما زلت أذكر كم كان ذلك اللقاء مهماً وملهماً بالنسبة إلي. لذلك أواجه صعوبة في صد الناس.

ماذا تفعل حين تلتقي فناناً مشهوراً آخر لا يعرف مَن تكون؟

أفكر: لا يعرف مَن أكون. وحتى لو عرف ذلك، فما قد يدفعه إلى إلقاء التحية؟

ولكن قبل ليلتين، كنا ننتظر عائلتي وأنا لتفرغ إحدى الطاولات في هذا المطعم، حين دخلت مايلي سايروس.

وعندما رأيتها، فكرت: {لن ألقي عليها التحية. فما الداعي لذلك؟}. أردت تلقائياً أن ألقي عليها التحية، إلا أنني قلت في نفسي: {انتظر لحظة! لن أقوم بذلك. فلمَ عساي أفعل ذلك؟}.

ولكن سرعان ما اقتربت هي منا وألقت التحية، ما فاجأني حقاً. تسألت: {كيف تعرف مَن أكون؟}. ثم تذكرت أنني ظهرت في أحد البرامج التلفزيونية. كان لقاء لطيفاً لأنني أحب فعلاً مايلي سايروس.

هل أثار هذا إعجاب أولادك؟

لم يتأثروا حقاً لأنهم اعتادوا، في رأيي، رؤية آيمي بولر في موقع التصوير، ويعرفون كريس بات. لذلك يعتبرون أن هؤلاء الناس الذين يظهرون على لوحات الإعلانات هم أصدقاء والدهم، فلم يعتبروا دخول مايلي سايروس المطعم وإلقاءها التحية علينا أمراً مميزاً.

إذاً، لا يسهل التأثير في أولادك.

أدرك ذلك لأننا ظللنا نعومي وأنا طوال الأمسية نشير إلى هذا الحدث. فقد قلنا لهم مراراً: {ما رأيكم في لقائنا مع مايلي سايروس في المطعم؟}. واكتفوا بالرد: {نعم}. لم يعتبروا هذا اللقاء أمراً مميزاً.

(عندما كنا نطلب الطعام، ذكر سكون أن البطاطا المقلية في فندقه «بارك حياة» رائعة).

هذا الفندق فاخر. لذلك لا أربطه بالبطاطا المقلية.

هل هو فاخر حقاً؟ يبدو كذلك. ما كنت أعلم.

أعتقد أنك صرت تألف الأشياء الفاخرة في هذه المرحلة من حياتك.

لا أملك معياراً جيداً لأمور مماثلة. لم أعش حياة مترفة خلال نشأتي.

قصدت أخيراً فنادق ظللت أردد فيها عبارة {آه! هذا رائع}. لكني أدركت بعد يوم أو اثنين أن هذا ليس بالروعة التي ظننت. يحرص القيمون على هذه الفنادق على أن تبدو فاخرة. لكنك تلاحظ تدريجاً أنها ليست كذلك. ويدفعني هذا إلى التساؤل: إن لم تكن هذه فاخرة، فما هو الفاخر؟

كما حين يطوون طرف محارم الحمام على شكل مثلث؟

نعم، لا يعني ذلك أنه فاخر، إلا أنه يدفعك إلى الاعتقاد أنه كذلك.

عندما وصلت إلى هذا الفندق، فكرت: {قد يكون هذا فاخراً}. ومن ثم أخبرني أحد أن فرقة U2 تنزل فيه. فقلت في نفسي إنه فاخر بالتأكيد، بما أن من المستحيل أن تنزل هذه الفرقة في فندق لا يُعتبر فاخراً.

back to top