الكبار مع الشباب في دراما رمضان... تعاون وتواصل

نشر في 13-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 13-07-2015 | 00:01
بينما فضّل نجوم كبار عدم المشاركة في الأعمال الدرامية  الرمضانية وتأجيل ظهورهم إلى شهر رمضان المقبل، لأسباب متنوعة، من بينهم يحيى الفخراني ونور الشريف، قرر آخرون الانضمام إلى مسلسلات يؤدي بطولتها شباب، في ظاهرة رآها البعض تتيح للكبار فرصة استمرار حضورهم على الساحة الفنية، وللشباب إمكانية التعلم من طريقة وأداء الكبار والاستفادة من خبراتهم، فيما اعتبر آخرون أن الجمهور هو المستفيد في النهاية عند متابعته للعمل.

{وش تاني}، أحد المسلسلات التي يتقاسم بطولتها ممثل شاب ونجم كبير:  حسين فهمي، كريم عبد العزيز، منة فضالي، سوزان نجم الدين، وهو من تأليف وليد يوسف، إخراج وائل عبد الله.  كذلك الأمر بالنسبة إلى  {بعد البداية} الذي يتقاسم بطولته فاروق الفيشاوي وطارق لطفي، تأليف عمرو سمير عاطف، إخراج أحمد خالد موسى.

 في تصريح لـ {الجريدة}، يوضح طارق لطفي أنه يحب التعاون مع نجوم كبار ليتعلم منهم، وله تجارب سابقة في هذا المجال، من بينها: {جبل الحلال} الذي عرض في رمضان الماضي، وشارك في بطولته مع النجم الكبير محمود عبد العزيز، معتبراً أن الأخير مدرسة تمثيلية تعلّم فيها دروساً وتمنى أن ينال الشرف في أحد الأيام ويصبح نجماً كبيراً مثله.

أضاف أن مثل هذه الأعمال تكون بمثابة تحدٍّ له ليثبت قدراته التمثيلية أمام نجوم من أصحاب خبرة وتاريخ فني طويل،  مشيراً إلى أن كواليس تعاونه مع فاروق الفيشاوي في {بعد البداية} عظيمة، وتسيطر عليها روح المحبة والودّ، وتمنى أن يظهر ذلك إلى المشاهد خلال حلقات {بعد البداية}، وأن يحقق المسلسل نجاحاً لدى الجمهور.

من الأعمال التي تجمع بين جيلين مختلفين للفنانين {حق ميت}، بطولة حسن الرداد وأحمد عبد العزيز الذي أوضح أنه لا يمانع على الإطلاق فكرة المشاركة في  عمل درامي يتصدره نجم شاب، مشددا على أن ذلك لا ينتقص من قدره طالما أن الدور الذي يجسده عبد العزيز محوري ومؤثر في الأحداث.

وأضاف: {فكرة التعاون بين الشباب والكبار ليست جديدة، إنما قديمة يتوارثها الفنانون، فالشاب يسانده ممثل كبير، مثلما حدث معي وساندني نجوم كبار أمثال محمود ياسين في {سوق العصر}، وغيره من النجوم الكبار الذين شاركوني بطولة أعمالي، وهو ما أحاول فعله حالياً مع الأجيال الجديدة}.

في {لعبة إبليس} يشارك محمد رياض إلى جانب النجم يوسف الشريف الذي أعرب عن سعادته بالتعاون مع رياض، مشيراً إلى أنه يقدم شخصية صعبة ومركبة،  تتمحور حول محامٍ يتولى مسؤولية الأمور المتعلقة بـ{سليم} (إحدى الشخصيتين اللتين يجسدهما الشريف في العمل)، لافتاً إلى أن الدراما طالما  تسمح بوجود تعاون مع نجوم عدة من أجيال متنوعة فلا مانع من ذلك.

المسلسل قصة إنجي علاء، سيناريو وحوار عمرو سمير عاطف، إخراج شريف إسماعيل، يشارك في البطولة شيري عادل، فريال يوسف.

إفادة متبادلة

أوضح  الناقد محمود قاسم أن ما يميز الدراما التلفزيونية كونها واسعة، ولا تتضمن زمناً ومكاناً واحدا، ما يتيح إمكانية مشاركة ممثلين كثر في القصة الواحدة، لذا يتعدد مستوى الدراما والحواديت، ويفرض وجود أجيال متنوعة، ذاكراً أمثلة قديمة برز فيها تعاون بين أجيال مختلفة منها:  {بابا عبده} بطولة فردوس عبد الحميد وعبد المنعم مدبولي، {صيام صيام} بطولة آثار الحكيم ويحيى الفخراني.

أضاف أن هذا الشكل من التعاون مرغوب بوجوده سنوياً في دراما رمضان، وفي الموسم الموازي له لأنه فرصة لكل من يشارك فيه، خصوصاً أولئك  الذين ابتعدوا عن الأضواء، فهو يعيدهم  إلى جمهورهم.

تابع: {لم يعد عادل إمام قوياً بحضوره السينمائي، لذا وجد فرصته في الدراما التلفزيونية، واستخدم الشباب ليساعدوه على استغلال هذه الفرصة، وأحدث مسلسلاته {أستاذ ورئيس قسم} يشهد على ذلك، وتساعد هؤلاء الشباب على الوصول إلى الجمهور من بوابة الكبار، وأن يصبحوا نجوماً معروفين في ما بعد.

محمود قاسم أكد أن الفرصة لا تكون سانحة دائماً أمام الكبار وحدهم للتفرد بالأعمال، بالنسبة إلى الشباب لا تحقق النجاح الدائم، لذا على كليهما قبول التعاون إذا لم يكن ثمة عمل يسمح بذلك، ويحقق مشاهدة مرتفعة، وكلاهما مستفيد من ذلك، يرجع الفضل إلى الدراما التلفزيونية في النهاية لأنها استقبلتهم.

أوضح الناقد كمال رمزي أن الكبار والشباب يتعلمون من التجربة التي تجمعهم فلكل منهما أسلوب مختلف في التمثيل {والتناغم بين الأجيال المتباينة مفيد ويرتفع بمستوى الدراما التلفزيونية، ثم الكبار في العالم يلقبونهم بـ}نجوم العيار الثقيل} لأنهم يمنحون المسلسلات قيمة رفيعة في الأداء، وتعاونهم مع الشباب لا ينتقص من قدرهم، سواء تم ذلك في السينما أو التلفزيون}.

أضاف أن جمهور التلفزيون يختلف عن نظيره في السينما من نواحٍ عدة منها العمرية، فالأول جمهوره من الكبار الذين يجلسون في منازلهم أمام شاشة التلفزيون، لذا يحبون متابعة الأجيال الكبيرة من الفنانين، وتكون الفرصة أعظم حينما يتم بيان الفرق في التفكير والتطور بين أدوات الشباب والكبار في التمثيل، ويصبح العمل مشبعاً للمشاهد درامياً، مشدداً على أن سيادة هذه الظاهرة على دراما رمضان الحالي والإنفاق الضخم عليها يوضحان اهتمام صنّاعها بأن تكون ذات قيمة وجودة ومستوى أعلى.

back to top