فيصل العلي: حافظت في تصاميمي على الهوية العربية

نشر في 16-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 16-12-2015 | 00:01
«لا يوجد فنان ناضج لأنه دائماً في مرحلة بحث لاكتشاف الجديد»
يرصد  المصمم والفنان فيصل العلي كثيراً من المشاهد والبورتريهات العالقة في الذهن منذ الزمن الجميل، في لغة تشكيلية ذات محتوى رمزي، اشتملت على الحروف والكلمات واستعراضها في سياق فني متنوع، إلى جانب تصميمه إكسسوارات منزلية يصوغها ضمن إطار منظومة حسية تبدو فيها الألوان متفاعلة وممتزجة مع بعضها، تمنح المتلقي فرصة لتأمل محتوى أعماله جيداً.

"الجريدة" التقته للحديث عن الفن الرقمي وتصاميمه المتطورة، وكانت الحصيلة التالية:

● كيف كانت بدايتك؟

- بدأت منذ الصغر وعمري 8 سنوات، ووالدي هو الذي حببنني بالحرف اليدوية، فكان لدي حب اكتشاف الأشياء، وانتبه والدي إلى أن لدي موهبة وكانت بدايتي بالصندوق المبيت، وعند تسوقي مع والدي رأيت صندوق مبيت في أحد المحال، فقلت لوالدي إنه بإمكاني صناعة الصندوق نفسه، فاصطحبني إلى المنجرة وأخذنا الأغراض اللازمة لصناعة الصندوق، وأنجزته.

وفي النهاية اشترته والدتي، ومنذ تلك اللحظة طورت نفسي عن طريق التجربة، وأحببت أن أتعلم فنون الخط، فأرشدني جاري إلى طريقة وهي شراء الصحف القديمة لأنها تكتب يدويا. فقمت بشراء تلك الصحف وتعلمت فنون الخط عن طريقها، وأيضا اشتريت كتاب "هاشم الخطاط"، وتعلمت أيضا قواعد وأصول الخط، فكان مستواي في الخط جيدا جدا بالنسبة إلى عمري، وهو آنذاك 16 عاما، وكانت لدي خبرة بخمسة أنواع من الخطوط وهي الثلث، والنسخ، والرقعة، والفارسي، والكوفي، وفي نفس الوقت نمت عندي مهارة الرسم.

وفي عام 2000 بدأت بإعطاء دورات متخصصة في الخط، وكنت قد اتخذت من قاعدة "صفر واحد" أساسا لي في تعليم مهارات الخط.

● ما نقطة التحول التي حدثت في حياتك؟

- كان تخصصي هندسة ميكانيكية وبترول، وبعد تخرجي في عام 2004، كان حب الفن موجودا في داخلي، فكنت أحب الفن والرسم والتصميم عموما، لذلك اتجهت عام 2005، بعد أن صمممت سكني كاملا ونال استحسان الأهل والأصدقاء وإعجابهم، واقترحوا علي فكرة التصميم للآخرين، حينها لم تكن لدي الجرأة في المغامرة وترددت، ولكن بفضل تشجيعهم لي - حيث طلبوا التصاميم مني - ومع مرور الوقت اكتسبت خبرة بالتصميم الداخلي والنجارة.

فكانت نقطة الانطلاق بالتصميم الداخلي منذ عام 2005 – 2008، وأخذت بتصميم منازل كاملة. وفي عام 2010 اتجهت إلى تصميم قطع الأثاث، بعد أن توقفت فترة قصيرة لظروف العمل، وفكرت بتصميم قطع الأثاث التي يصعب على الشخص الحصول عليها، وهي اللوحات. وكنت أعاني في الحصول على اللوحات المناسبة، وخصوصا عندما يطلب مني تصميم منزل كامل، فلا أجد اللوحة التي تتناسب مع التصميم.

الرسم الرقمي

● هل درست تصميم اللوحات؟

- في الحقيقة لا، ولكن علمت نفسي بنفسي، فكنت لا أجيد استخدام برنامج "Photo Shop"، ولكن تعلمت من خلال متابعتي البرنامج المتخصصة في "يوتيوب"، وأيضا تابعت برنامجا متخصصا في "فن الرسم الرقمي"، وهو يعتمد اعتمادا كليا على برامج الرسم في الحاسوب، من دون اللجوء إلى قلم الرصاص والورق، ويتضمن الكثير من الفروع والأساليب.

● ما أبرز أساليب الفن الرقمي التي تستخدمها؟

- فن البوب أو الفن الشعبي Pop Art حركة فنية تعود إلى النصف الثاني من القرن العشرين، ويعتمد على استخدام الألوان الفاقعة وتلوين الشخصية المعينة. وأنا قمت بابتكار أسلوب معين لي وهو خلط "البوب الآرت" مع النقوش الإسلامية والخط العربي، فخرجت بـ "ستايل" خاص ترك بصمة فنية.

● لماذا تركت التصميم الداخلي؟

- لأنه ببساطة يجعل من الزبون أو المشتري يفرض ذوقه، والمفترض من المصمم أن يصمم كل شيء. وركزت الآن على الإكسسوارات المنزلية، وأيضا بعض القطع المنزلية. ولكن أفكر مستقبلا بالرجوع إلى التصميم الداخلي.

● كيف يظهر نضج الفنان من وجهة نظرك؟

- يحتاج نضج الفنان إلى الوقت والخبرة، وبالنسبة إلي لا يوجد فنان ناضج فنيا، لأن الفنان دائما في مرحلة البحث والاستكشاف، وتطوير نفسه وأساليبه ومهاراته، وبالتالي يضيف قيمة لنفسه. والأهم من ذلك أن لابد أن يملك الفنان والمصمم الذوق، وإذا امتلك الذوق تتسهل العقبات الأخرى.

● كيف تختار العبارات التي تكتبها على لوحاتك؟

- أغلب عبارات "البوب آرت" عبارات مشهورة أختارها بنفسي، سواء لمسلسلات تلفزيونية أو عبارات ذات قيمة لعديد من الشخصيات العربية الشهيرة ورموزه من نجوم الفن والغناء والسينما والتلفزيون، بجانب نجوم من الستينيات وما بعدها.

● كيف تتجنب الوقوع في التكرار؟

- أحب التجديد، وفي بعض الأحيان أعطي وقتا لنفسي للتفكير المتأني، والبحث عما هو جديد ومحبب لدى الناس. فعلى سبيل المثال في فن "البوب آرت"، ركزت على جميع فناني الكويت حتى تأخذ اللوحات الطابع المحلي.

ثقافات أخرى

● أي الثقافات التي تميل إلى التعامل معها في أعمالك؟

 - بالدرجة الأولى للثقافة الكويتية، والخليجية، ومن ثم العربية ككل، والآن اتجهت إلى ثقافات أخرى.

● يحتاج المبدع إلى أن يعبر عن خياله بلا قيود... ما تعليقك؟

- نعم ولم لا؟، ولكن بما لا يتعارض مع الآداب العامة في المجتمع. واستذكر أنه تمت معارضتي على عمل الشخصيات "البوب آرت"، ووجه لي نقد قوي بسبب طريقة التلوين، ولكن بعد ذلك أدرك الملتقي أنه موضة ونوع من أنواع الفن.

● هل تحرص على متابعة الجديد دائما؟

- نعم، بالطبع! ومن خلال تخصصي في فن الرسم الرقمي أحرص على استلهام خصائص ومفردات جديدة.

● هل يمكن للفنان الخليجي أن يحقق مردوداً كبيراً من أعماله، يغنيه عن العمل في وظيفة أخرى؟

- يقدر إذا كان هناك ذكاء في التسويق، لذلك يحتاج معظم الفنانين إلى آلية لتسويق أعمالهم الإبداعية حتى تصبح لدينا ثقافة اقتناء الأعمال التشكيلية ذات القيمة الفنية العالية.

● هل لديك زبائن خارج دولة الكويت؟

- نعم، وعلى وجه الخصوص في قطر والسعودية.

● ما هي خطتك المستقبلية؟

- منذ عام 2010 وضعت خطة مستقبلية، والخطة كانت بتأسيس ماركة كويتية تحمل اسمي وتحمل شعار "F"، وبدأت بوضع هذا الشعار على لوحاتي وأعمالي حتى يتعرف الجمهور علي. وخططت أني أقوم خلال 4 سنوات بالتصنيع والبيع، وبعد ذلك أخذت الخطوة التالية، وهي افتتاح محل خاص.

● ما الذي يميز أسلوبك في التصميم؟

- اعتمادي على الخط العربي والنقش الإسلامي، وقد أدخلته في جميع أعمالي الفنية، فهو يمثل لي الهوية العربية. وأيضا الذي يميز لوحاتي اختياري الألوان بدقة متناهية.  

back to top