Green Inferno... دم كثير ورعب قليل

نشر في 07-10-2015
آخر تحديث 07-10-2015 | 00:01
No Image Caption
بالاستعانة بقصة تقليدية عن أكلة لحوم البشر مقززة جداً، يخفق عمل إلي روث The Green Inferno في بلوغ مصاف أفلام الرعب الحقيقية، معتبراً المغالاة في البقر وإراقة الدماء مخيفة حقاً.
ما فائدة مشاهدة أفلام الرعب؟ تُعتبر أحياناً أحد أشكال التنفيس عن العواطف والمشاعر. تتمتع أفلام الرعب بطريقة مميزة لإبراز مصادر القلق الثقافي والتلاعب بها لبلوغ نهايات بشعة على الشاشة. وهكذا عندما تُضاء الأنوار، تقول: {كان هذا مجرد فيلم}، وتتجاهل هذه المخاوف. نجح إلي روث في تحقيق ذلك بطرق فنية مبتكرة مع أفلامه Cabin Fever (فيروس يأكل اللحم)، والجزأين الأول والثاني من Hostel (تعذيب صناعي). ولكن في عمله الأخير، The Green Inferno، يبتعد عن أعماله المخيفة حقاً هذه.

لا يسعك إلا أن تتساءل عما إذا كان روث قد نسي بالكامل أو تخلى بكل بساطة عن صناعة أفلام الرعب التقليدية، حيث يمتزج الصراخ مع التشويق مع تطور مجريات الفيلم بغية الحفاظ على التوتر عالياً. يقوم النصف الأول من The Green Inferno، على دراما بيئية مملة ناقصة نرى فيها طالبة السنة الأولى في جامعة كولومبيا جوستين (لورنزا إيزو) التي تتعاون مع مجموعة من الناشطين المتوجهين إلى غابات الأمازون المطيرة ليكشفوا أعمال مقاولين يهددون أراضي قبيلة قديمة.

صحيح أن التظاهرة تنجح على ما يبدو، ولكن عندما تتحطم طائرة الطلاب في الأدغال وهم يرتدون بزات شركة BioGas للتسلل إلى مكان العمل، يبدأ الرعب. تخالهم القبيلة الأمازونية من المقاولين، فتقودهم إلى القرية لحفلة شواء يشكلون فيها وجبة الطعام الرئيسة.

لا يُعتبر ما يلي مخيفاً جداً بقدر ما هو مقرف ولا يمكن مشاهدته. فإما تشاهد أجساماً تقطع إرباً إرباً، تشوى، وتؤكل بفرح أو لا، القرار يعود إليك. بغض النظر عن ذلك، تبدو هذه العملية مقززة وتخلو من أي تشويق.

الميزة الوحيدة التي احتفظ بها روث من أفلامه السابقة البارعة دور الفتاة الأخيرة، علماً أن هذا الدور يلائم جوستين تماماً. يشمل الفيلم أيضاً طقساً بشعاً للتحقق من عذريتها، ما يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من دور الفتاة الأخيرة. لكن هذا لا يعزز مكانة العمل كفيلم رعب، بل يعيدنا إلى الفكرة عينها عن أن هذه القبيلة مختلفة، غريبة... وإن أردنا أن نستخلص أمراً من الفيلم، فهو أن مصدر روث الحقيقي يكمن في الغرباء وعاداتهم الغامضة.

من المفاجئ أن روث يقدم عملاً جافاً يفتقر إلى الإلهام إلى هذا الحد. كطالب خبير في عالم أفلام الرعب، تأتي أعماله عادة متقنة. لكننا نشعر مع The Green Inferno أنه عجز عن تحديد هوية الشرير والاتجاه الذي يجب أن تسلكه المشاهد المخيفة. من ناحية، يُعتبر الطلاب الناشطون مسؤولين نوعاً ما عن الورطة التي وقعوا فيها، بمن فيهم القائد القاسي والقوي الشخصية أليخاندرو (أرييل ليفي). ومن الناحية أخرى، قد تكون القبيلة الأمازونية مَن يقتل ويقطع، إلا أن الفيلم يتفادى تصويرها بدور الشرير.

من الواضح أن روث كان يحاول نقل رسالة عن عالم مواقع التواصل الاجتماعي الجديد والشجاعة وقدرته على تطبيق العدالة الاجتماعية وتحول الخزي العلني إلى أداة للتغيير. لكن هذه الرسالة مشوهة. فهي تأتي بغلاف من الرعب لا يُعتبر مخيفاً ومشوقاً، وهذا مصدر الخزي الحقيقي.

back to top